الجمعة العظيمة يوم الفداء والخلاص والموت والقيامة

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الجمعة العظيمة يوم الفداء والخلاص والموت والقيامة, اليوم الجمعة 18 أبريل 2025 06:55 صباحاً

إن المقالات المنشورة في خانة "مقالات وآراء" في "النشرة" تعبّر عن رأي كاتبها، وقد نشرت بناء على طلبه.

يوم الجمعة العظيمة انه اليوم الكبير، او اليوم الاكبر او يوم التحول في تاريخ الله والكون والانسان والبشرية على صليب اللعنة، رب الانسان يموت وبموته وبسط يديه ليجدد ويجمع ويخلص كل شيء في السماوات وعلى الارض، انه يوم الخلاص والحدث التاريخي الاعظم في تاريخ ابن الله والبشرية والانسان، والذي خلق الكون الملك والابن السماوي وحيد وحبيب الاله يموت عريانا ملعونا على الصليب ليفتدي ويخلص خليقته.

خشبة الموت صارت شجرة وخشبة الخلاص والحياة، والاله الجبّار يموت مهانا عطشانا مصلوبا صارخا من الوجع على تلة الجلجلة بين لصين كلص مرذولٍ.

اعطنا ان نطبع حياتنا بالأمل العجيب لنستحق مجد قيامتك وامسحنا بالماء والدم الذي جرى من جنبك الذي طعناه فيه بحربة خطايانا لنتسحق مجد قيامتك.

واعطنا أن نموت معك لنقوم معك بمجد لا ينتهي.

حبيبي هو سيدي مخلص آت يموت ليخصلنا ويفتدينا هو القدوس البريء اصبح مرزولا ومخذولا من الناس لا منظر له لنعرفه. حمل خطايانا ورذل لأجل معاصينا، فحمل صليبه وسار على طريق الجلجة ووقع تحته ثلاث مرات، لم أمد يدي لمساعدته كسمعان القيرواني، ولم أمسح وجهه بمنديل كالقديسة فيرونيكا، ولم أمسح وجهه المدمّى وعلى رأسه أكليل الشوك. وصل الى المكان الذي يسمى الجلجلة أعطوه خمراً ممزوجا بخلّ ومرارة ليخففوا عنه أوجاع صلبه بالمسامير.

لص الشمال يعيّره ولص اليمين يصرخ قائلا اذكرني يا رب متى أتيت في ملكوتك، والمجتازون يجدّفون عليه، يسخرون ويهزأون منه مع الكتبة ورؤساء الكهنة: "خلّص آخرين ونفسه لم يقدر ان يخلصها، إن كان هو المسيح ملك اسرائيل، فلينزل الان عن الصليب لنرى ونؤمن". وكانت ظلمة على الارض كلها، فصرخ يسوع بصوت عظيم قائلا "الوهي الوهي لمَّا شبقتني" الذي نفسّره: "الهي الهي لماذا تركتني" كان ذلك عند الساعة السادسة حتى التاسعة. وقال انا عطشان، وكانت واقفة عند صليب يسوع امه واخت امه مريم التي ليقلوبا ومريم المجدلية والتلميذ الذي كان يسوع يحبه، فقال لامه "يا امرأة هوذا ابنك ثم قال للتلميذ هذه امك".

قال "انا عطشان" فملأ أحد الجنود اسفنجة من الخل ووضعها على "زوفا" وأدنوها من فمه فلما ارتشف يسوع الخل قال بصوت عظيم "لقد تمّ"، وأمال رأسه وأسلم الروح ولما رأى قائد المئة ما حدث مجّد الله قائلا بالحقيقة كان هذا رجلا صدِّيقا.

وبعد ان قال بصوت عظيم يسوع يا ربي بين يديك استودع روحي أظلمت الشمس وانشقّ حجاب الهيكل من وسطه، وتشقّقت القبور فقام الاموات، ونحن نعرف ايمانيا ولاهوتيا، انه ساعة مات قام، أما الاحداث فتمّت في سرد زمني متتابع، ولم يستطع الموت قهر يسوع ولم يقدر عليه، بل قهر الموتَ بالموتِ لذالك نقول: ساعة مات قام المسيح قام حقا قام.

في المسيحية، المسيح رجاؤنا، ولو لم يقم لكنا أِشقى الناس كما يقول القديس بولس. والقبر الفارغ هو العلامة الاساسية للقيامة. نحن أبناء الرجاء وأبناء القيامة الّتي هي موعدنا، لأنّ المسيح هو بكر القائمين عربون قيامتنا ورجاءنا، والموت كما يقول القديس أغسطينوس هو لا شيء، بل هو عبور، أما القديس بولس فعندما تكلم عن القيامة في أثينا تفاجأ اليونانيون ولم يريدوا أن يسمعوا منه ذلك لأنهم لا يعرفون القيامة، بل كانوا يعلنون أن كل شيء له نهاية، أما نحن نقول مع مار بولس انّ المسيح هو الحياة ومات ليعطينا ايَّاها وقد قهر الموت بالموت وأقام الراقدين في القبور. عيد مبارك عليكم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق