نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إيران تضع خطوطها الحمراء: لا تفاوض إلا على النووي.. ومحادثات جديدة مرتقبة في عُمان, اليوم السبت 19 أبريل 2025 07:14 مساءً
في خضم المفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة حول الملف النووي الإيراني، شدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على تمسك بلاده بإطار تفاوضي صارم يقتصر على البرنامج النووي فقط، رافضًا إدخال أية ملفات جانبية.
تصريحات الوزير جاءت بعد اجتماع في روما، حيث أكد وجود فرصة أكبر لرسم معالم اتفاق محتمل.
فرصة لتقدم فني ورسم إطار الاتفاق
قال وزير الخارجية الإيراني،اليوم السبت، إن محادثات روما وفّرت فرصة حقيقية للدخول في مناقشات تقنية أكثر تفصيلًا بشأن الملف النووي، مضيفًا: سنلتقي مجددًا السبت المقبل في سلطنة عُمان، لبحث نتائج عمل الخبراء، ومعرفة مدى اقترابنا من أسس الاتفاق.

خطوط حمراء إيرانية في المفاوضات
أكد الوزير أن الوفد الإيراني أوضح للطرف الأميركي بشكل لا لبس فيه أن المفاوضات تتركز فقط على الملف النووي، مشيرًا إلى أن الوفد الأميركي لم يطرح حتى الآن أية ملفات خارجة عن هذا السياق، وقال: "لن نقبل التفاوض على قضايا أخرى، وكل محاولة للضغط خارج هذا الإطار مرفوضة".
موقف صارم بشأن الرقابة الدولية
وفي ما يتعلق بآلية الرقابة على البرنامج النووي الإيراني، شدد الوزير على أن إيران لن تقبل بأي جهة سوى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمتابعة عمليات التفتيش والرقابة، معتبرًا أن إدخال أطراف أخرى غير مقبول تمامًا.
تحركات أمريكية خلف الكواليس
وفي سياق متصل، نقل موقع أكسيوس عن مصدر مطلع أن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف التقى رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبيل بدء محادثات روما، في خطوة تهدف إلى تنسيق المواقف وتقييم جاهزية إيران للامتثال لمتطلبات الرقابة.

بين تشدد إيراني في رسم حدود التفاوض، وحذر أمريكي في تقديم تنازلات، تبقى جولة عمان المقبلة محط أنظار الجميع، في اختبار جديد لقدرة الدبلوماسية على إحياء الاتفاق النووي وتفادي التصعيد في منطقة شديدة التوتر.
بين المسارات الهادئة والتهديدات المعلنة
في الوقت الذي تُبذل فيه جهود دبلوماسية واضحة لاحتواء الملف النووي الإيراني، خصوصًا بوساطة سلطنة عمان، لا يمكن تجاهل أن الواقع الإقليمي لا يزال هشاً، بل وقابلاً للاشتعال في أي لحظة.
فالمحادثات بين إيران والولايات المتحدة تجري بمنتهى الحساسية، ليس فقط بسبب التعقيدات التقنية والملفات العالقة، بل أيضاً بسبب تشابك المصالح والأجندات الإقليمية والدولية.
التهديدات الإسرائيلية المستمرة تشير إلى قلق متزايد داخل دوائر صنع القرار في تل أبيب من إمكانية عودة واشنطن إلى طاولة التفاهمات مع طهران، وهو ما تعتبره إسرائيل تهديدًا وجوديًا يجب منعه حتى لو تطلب الأمر تدخلاً عسكريًا.
في المقابل، تراهن إيران على أن المجتمع الدولي، خاصة واشنطن، غير مستعد لفتح جبهة جديدة في الشرق الأوسط وسط الأزمات المتعددة، وأن لغة التفاهم قد تغلب في النهاية.
لكن هناك تحدٍ رئيسي يتمثل في غياب الثقة بين الأطراف، سواء بين إيران وأمريكا أو بين واشنطن وحلفائها في المنطقة.
وهنا تبرز سلطنة عمان كطرف موثوق يلعب دوراً محورياً في إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة، في وقت تغلق فيه العواصم الأخرى الأبواب وتكتفي بالتحذير أو التهديد.
وإذا كانت هذه المفاوضات ستفضي إلى اتفاق جديد، فإنه سيكون اتفاقاً هشاً بطبيعته، ما لم يُبنى على ضمانات حقيقية، وتوازن في المصالح، وتراجع عن سياسة العقوبات القصوى.
باختصار، قد لا يكون السلام النووي مع إيران مستحيلاً، لكن طريقه محفوف بالألغام، وإذا لم تُرفع الضغوط، فقد تتحول المفاوضات إلى مجرد استراحة مؤقتة قبل عاصفة أكبر.
0 تعليق