نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
على جدران "مسلة الأقصر".. 7 رسائل من "رمسيس الثاني" لا يفهمها إلا النبلاء, اليوم السبت 19 أبريل 2025 09:33 مساءً
كشف عالم مصريات فرنسي عن رسائل 7 رسائل خفية عمرها 3000 عام، على جدران مسلة الأقصر الموجودة بساحة الكونكورد بباريس، قائلا بأن الرسائل صممت بعناية فائقة، بما يعزز سلطة الملك رمسيس الثاني ويؤكد شرعيته الإلهية.
ويرجع تاريخ مسلة الأقصر إلى عام 1300 قبل الميلاد تقريبًا، حيث نُحتت من قطعة جرانيت واحدة في عهد الملك رمسيس الثاني، لتزين مدخل معبد الأقصر إلى جانب مسلة أخرى. ولكن بعد مرور آلاف السنين، أهداها محمد علي باشا إلى فرنسا عام 1830، و نُصبت في ساحة الكونكورد عام 1836، بعد أن كانت الساحة نفسها مسرحًا للمقصلة خلال الثورة الفرنسية.
شفرات الرسائل السبع فكها "جان جيوم أوليت- بيليتييه" عالم التشفير الهيروغليفي بجامعة السوربون، وهو يقوم بفحص المسلة بدقة خلال جولاته اليومية حولها في فترة جائحة كورونا، فيما ساعدته السقالات المثبتة عليها تحضيرًا للألعاب الأولمبية باريس 2024 في الوصول إلى نقوش عليا كانت صعبة المراقبة من الأرض، حسب صحيفة "ذا تايمز" The Times.
وبعد دراسة متأنية، لاحظ أن بعض النقوش تحتوي على ما وصفه بـ "تلاعب لغوي" و"رموز مشفرة"، حيث يمكن قراءتها أفقياً بدلاً من الاتجاه الرأسي التقليدي للهيروغليفية. وقال في تصريحاته: "فهمت أن المسلة تحتوي على العديد من الرموز المشفرة، ولم يكن بإمكان سوى النبلاء المثقفين في ذلك الوقت فك شفرتها"
رسائل دعاية سياسية لرمسيس الثاني
وأشار أوليت-بيليتييه أن النقوش السرية عن رسائل تهدف إلى تعزيز مكانة رمسيس الثاني كحاكم إلهي. ففي الواجهة الغربية، صُممت إحدى الرسائل خصيصًا ليراها النبلاء وهم يعبرون نهر النيل بالقوارب، وجاء فيها: "رسالة دعائية حقيقية تؤكد على السيادة المطلقة لرمسيس، وتؤكد أنه مختار من الآلهة، وسليل مباشر للإلهين آمون رع وماعت." وفق ما هو شائع في مصر القديمة، حيث كان الفراعنة يروجون لشرعيتهم عبر ربط أنفسهم بالآلهة.
نشر الاكتشاف في الأوساط الأكاديمية
ومن المقرر نشر بحث أوليت-بيليتييه بالتفصيل في مجلة "ENiM" (مصر النيل والبحر الأبيض المتوسط)، وهي مجلة فرنسية متخصصة في علم المصريات. وهذا الاكتشاف يضيف لبنة جديدة إلى تاريخ فك رموز الهيروغليفية، الذي بدأه جان فرنسوا شامبليون في عشرينيات القرن التاسع عشر عبر حجر رشيد.
من أشهر المعالم الأثرية المصرية خارج البلاد
تعد مسلة الأقصر في باريس واحدة من أشهر المعالم الأثرية خارج مصر، تقف شامخة وسط ساحة الكونكورد، أكبر ساحات العاصمة الفرنسية، قدمها محمد علي باشا هدية إلى فرنسا عام 1830، كرمز للصداقة بين البلدين وتقديرًا لإسهامات العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون في فك رموز اللغة الهيروغليفية.
يبلغ ارتفاعها 23 مترًا وتزن حوالي 230 طنًا، وهي منحوتة من الجرانيت الوردي ومزينة بنقوش هيروغليفية تُمجد فرعون مصر، وفي قمة المسلة، تمت إضافة هرم ذهبي صغير في عام 1998، كإشارة إلى الغطاء الذهبي الأصلي الذي كان موجودًا في العصور القديمة.
استغرق نقل المسلة من الأقصر إلى باريس خمس سنوات (1831-1836)، حيث تم شحنها على سفينة خاصة اسمها "اللوكست" (La Louqsor) عبر نهر النيل ثم البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، وفي 25 أكتوبر 1836، رُفعت المسلة في ساحة الكونكورد بحضور الملك لويس فيليب، باستخدام رافعات معقدة صممها المهندس أبولينير ليباس.
رمز للسلام بعد العنف الثوري
تقف المسلة في ساحة الكونكورد، التي كانت سابقًا مكان إعدام الملك لويس السادس عشر خلال الثورة الفرنسية، ليكون الموقع رمزًا للسلام بعد فترة العنف الثوري، ولإضفاء طابع تاريخي وحضاري على الساحة.
0 تعليق