نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
زيلينسكي يوافق على التهدئة رغم القصف... فهل يريد بوتين السلام فعلاً؟, اليوم السبت 19 أبريل 2025 11:36 مساءً
أعلنت روسيا عن هدنة مؤقتة بمناسبة عيد الفصح الأرثوذكسي، وهو ما قابلته أوكرانيا بموافقة مشروطة وتوجّس بالغ. ففي الوقت الذي تحدث فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن "بادرة تهدئة"، سارع لتأكيد شكوكه حول النوايا الروسية، واعتبر الهدنة بمثابة غطاء تكتيكي لهجمات مستمرة في الخفاء.
تأتي هذه التطورات في ظل تصعيد عسكري واسع النطاق شرق أوكرانيا، حيث تسعى كل من موسكو وكييف إلى تحقيق مكاسب ميدانية قبل أي استحقاق تفاوضي حقيقي، مما يجعل من الهدنة المعلنة اختبارًا سياسيًا أكثر من كونها إجراءً إنسانيًا صرفًا.
زيلينسكي: نرحب بالتهدئة لكن لا نثق في بوتين
في خطوة تحمل رسائل داخلية وخارجية، أعلن الرئيس الأوكراني موافقته على الهدنة التي أعلنتها موسكو، مقترحًا تمديدها لما بعد منتصف ليل الأحد، وذلك لإبراز انفتاح كييف على جهود التهدئة. لكنه في الوقت ذاته، أبدى تحفظًا واضحًا تجاه ما وصفه بـ"المسرحية الروسية المعتادة".
وفي منشور عبر منصة "إكس"، كتب زيلينسكي:
"بينما يدوي صوت صفارات الإنذار من الغارات الجوية في كافة أنحاء أوكرانيا، نتلقى عرضًا للهدنة من الطرف الذي لا يتوقف عن القتل والقصف. هذه ليست مبادرة سلام بل خطوة تكتيكية".
الرسالة الأهم من كييف تبدو موجهة للمجتمع الدولي: نحن لا نرفض التسوية، لكن لا يمكن أن نبني الثقة مع طرف يستخدم المبادرات الإنسانية كأداة سياسية.
المسيّرات الإيرانية تحلق فوق الهدنة
في مساء السبت، أفادت وسائل الإعلام الأوكرانية ومصادر عسكرية أن طائرات مسيّرة من طراز "شاهد" الإيرانية الصنع خرقت الأجواء الأوكرانية، في انتهاك مباشر للهدنة المعلنة. وقد رأت كييف في هذه الخطوة دليلاً على أن موسكو لا تزال تعتمد سياسة الازدواجية في إدارة الصراع، بين التفاوض الظاهري والتصعيد الخفي.
الهجمات المسيّرة لم تتسبب في خسائر كبيرة، لكنها كانت كفيلة بوضع علامات استفهام كبرى حول جدية موسكو في التزامها بـ"الاعتبارات الإنسانية" التي تحدّث عنها بوتين.
بوتين: المبادرة من جانب واحد.. والرد سيُقاس بالفعل
من ناحيته، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهدنة بأنها مبادرة إنسانية خالصة، مؤكدًا أن روسيا بادرت بوقف القتال من جانب واحد، "أملًا في أن تبادلها أوكرانيا نفس الخطوة". لكنه أضاف لهجة تحذيرية حين طلب من قواته البقاء على أهبة الاستعداد لصد أي خرق محتمل.
في حديثه مع رئيس هيئة الأركان العامة، قال بوتين:
"تصرفات أوكرانيا خلال فترة الهدنة ستكون مؤشرًا على مدى استعدادها للتسوية السلمية، وروسيا ستُقيّم الأمور بناءً على الوقائع".
تصريحات بوتين لم تغفل البعد الدبلوماسي أيضًا، حيث أشار إلى أن موسكو "منفتحة على أي مبادرة واقعية، سواء من أمريكا أو الصين أو غيرهما، شرط أن تحترم حق روسيا في أمنها القومي".
الهدنة المعلنة تحمل رمزية دينية وإنسانية، لكنها سرعان ما تنكسر أمام واقع الميدان المعقد. فالمعركة بين موسكو وكييف لم تعد مقتصرة على خطوط التماس، بل تتسع لتشمل الجبهات الاقتصادية والسيبرانية والدبلوماسية، في ظل صراع طويل الأمد يتجاوز فكرة وقف إطلاق نار مؤقت.
ورغم أن الطرفين يبدوان راغبين في تسويق نواياهما الحسنة، فإن الوقائع تُظهر أن الهدنة ليست سوى حلقة في سلسلة المواجهة الشاملة، حيث يختلط التفاوض بالحرب، والرسائل الإنسانية بأدوات الضغط العسكري.
0 تعليق