في زمنٍ يتغير فيه وجه الطاقة العالمي، وتُعاد فيه صياغة ملامح المستقبل الأخضر، تخطو مصر خطوات واثقة نحو آفاق جديدة من الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، واضعة نصب عينيها هدفاً طموحاً يتمثل في رفع مساهمة الطاقة النظيفة إلى 65% من مزيج الكهرباء الوطني بحلول عام 2040.

شراكة استراتيجية تستهدف توطين الصناعات المتقدمة الخاصة بمهمات الطاقة المتجددة 

في هذا السياق، استقبل الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وفدًا رفيع المستوى من مجموعة شركات "SUNGROW" الصينية، برئاسة تومبسون مينج، وذلك في لقاء عُقد صباح الإثنين داخل مقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة. 

وتمحور الاجتماع حول وضع اللبنات الأساسية لشراكة استراتيجية تستهدف توطين الصناعات المتقدمة الخاصة بمهمات الطاقة المتجددة في مصر.

ناقش الطرفان فرص التعاون في مجالات تصنيع معدات توليد الكهرباء من طاقتي الشمس والرياح، ونقل التكنولوجيا الحديثة المرتبطة بصناعة بطاريات تخزين الطاقة، إلى جانب دراسة إمكانية تأسيس خطوط إنتاج محلية لتلك المعدات، ما يسهم في دعم البنية التحتية لمشروعات الطاقة النظيفة داخل مصر، وتقليل الاعتماد على الاستيراد.

وقد أبدى الوفد الصيني استعداداً كبيراً للمساهمة في خطة مصر المستقبلية، خصوصاً أن مجموعة "SUNGROW" تُعد من كبرى الشركات العالمية المتخصصة في أنظمة الطاقة المتجددة وحلول الشحن الكهربائي، وتمتلك خبرات تقنية متطورة تؤهلها لأن تكون شريكاً رئيسياً في رحلة التحول الأخضر المصرية.

دعم البنية التحتية لمشروعات الطاقة النظيفة داخل مصر

يأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة من الخطوات التي تتخذها الحكومة المصرية في إطار رؤيتها الاستراتيجية للطاقة حتى عام 2040، والتي تُركز على تنويع مصادر الطاقة وتعزيز الاعتماد على الموارد النظيفة والمتجددة، بما يتماشى مع التزامات الدولة تجاه قضايا المناخ والتنمية المستدامة.

وتعكس هذه الجهود توجّه الدولة المصرية الجاد نحو التحول إلى مركز إقليمي للطاقة النظيفة، مدعومة بموقعها الجغرافي المتميز، وتوفر الموارد الطبيعية، فضلاً عن البنية التحتية المتطورة والمناخ الاستثماري المشجع.

من المتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة توقيع اتفاقيات تعاون بين وزارة الكهرباء وشركة SUNGROW، قد تفضي إلى تدشين مصانع متخصصة في إنتاج تكنولوجيا الطاقة المتجددة، وهو ما سيوفر فرص عمل، ويُعزز من قدرات مصر الإنتاجية في هذا القطاع الحيوي، ويدعم الاقتصاد الوطني على المدى الطويل.

البنية التحتية المتطورة والمناخ الاستثماري المشجع

هكذا، تمضي مصر بخطى ثابتة نحو مستقبل أنظف وأكثر استدامة، مؤمنة بأن الطاقة المتجددة لم تعد خيارًا، بل ضرورة حتمية لتحقيق التنمية الشاملة ومواجهة التحديات البيئية.