في سلسلة من التصريحات المكثفة، كشف البيت الأبيض عن ملامح السياسات الجديدة التي تتبناها إدارة الرئيس دونالد ترامب، والتي تتوزع بين قضايا اقتصادية، تعليمية، دبلوماسية وأمنية، وتؤكد مضي الإدارة في تنفيذ أجندة أمريكا أولًا" بحزم، بالتوازي مع تجديد تحالفاتها الدولية وتحقيق اختراقات في ملفات شائكة أبرزها الصراع في أوكرانيا والملف النووي الإيراني.

الاستثمارات تتدفق.. ووداعًا لإعفاءات الطلاب

أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تشهد تدفقًا واسعًا للاستثمارات الأجنبية، في إشارة إلى فعالية السياسات الاقتصادية التي يطبقها الرئيس ترامب. 
وأضاف البيت الأبيض في البيان أن هناك 18 مقترحًا لاتفاقات تجارية من دول مختلفة، وجرى اجتماع مع ممثلين من 34 دولة هذا الأسبوع، ما يعكس ديناميكية جديدة في السياسة الاقتصادية الأميركية.

وفي السياق ذاته، قررت الإدارة إنهاء برنامج الإعفاء من ديون الطلبة الذي أقرته إدارة بايدن، معتبرة أنه "غير عادل ويثقل كاهل الاقتصاد".

الأمن القومي فوق كل اعتبار

أكد البيت الأبيض أنه لن يتم التسامح مع أي موظف يقوم بتسريب معلومات سرية إلى وسائل الإعلام، في خطوة تهدف إلى ضبط الانضباط المؤسسي وتعزيز أمن المعلومات داخل الإدارة.
وفي ما يتعلق بمؤسسة الدفاع، عبّر الرئيس ترامب عن دعمه الكامل لوزير الدفاع، مشيرًا إلى أنه يقوم بعمل رائع، مؤكدًا أن إدارة الدفاع تحظى بثقة القيادة السياسية بشكل كامل.

مفاوضات دولية.. من بكين إلى موسكو

على الصعيد الدولي، أشار المتحدث باسم البيت الأبيض إلى أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف سيزور روسيا خلال هذا الأسبوع، ضمن جهود دفع المفاوضات الجارية بشأن الحرب في أوكرانيا، مؤكدًا أن الاتصالات مع الرئيس الروسي مستمرة وتسير في الاتجاه الصحيح.

أما في ما يخص الصين، فأكدت الإدارة أن المفاوضات التجارية معها تمضي قدمًا بسلاسة، مع احتمالية التوصل إلى اتفاق قريب يعزز من مصالح الولايات المتحدة في الأسواق العالمية.

إيران والسلاح النووي على طاولة النقاش مع نتنياهو

في اتصال وصفه البيت الأبيض بـ"الجيد"، بحث الرئيس ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ملف إيران والمفاوضات الجارية بشأن برنامجها النووي، حيث شدد ترامب على ضرورة منع طهران من امتلاك سلاح نووي، داعيًا في الوقت نفسه إلى اتخاذ القرار السليم لتحقيق اتفاق دائم.

موقف صارم تجاه السياسات الجامعية والهجرة

على خلفية الدعوى القضائية التي رفعتها جامعة هارفارد ضد الإدارة الأميركية، تعهد البيت الأبيض بالرد بقوة، مؤكدًا أنه لن يتسامح مع أي تصرفات مناهضة للطلبة اليهود، في موقف يعكس دعمًا واضحًا للجالية اليهودية في ظل تصاعد التوتر في الجامعات.
كما شدد البيان على أن برنامج الحماية المؤقتة للأفغان لم يُلغَ، وإنما انتهت صلاحيته باعتباره مؤقتًا بطبيعته، نافيًا وجود تراجع في الالتزامات الإنسانية للإدارة.

مواجهة علنية مع الاحتياطي الفيدرالي

وفي تصعيد غير مسبوق، انتقد البيت الأبيض ما وصفه بـ"التحركات المسيسة للاحتياطي الفيدرالي"، وقال إن الرئيس ترامب من حقه التعبير عن استيائه من السياسات المالية، داعيًا إلى خفض نسب الفائدة بما يتماشى مع احتياجات الشعب الأميركي.

البيت الأبيض: لا خلاف مع إسرائيل… ودعمنا لها غير محدود

ورغم التوترات الإقليمية، أكد البيت الأبيض أنه لا توجد خلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بل إن الدعم الأميركي لتل أبيب ثابت وقوي ويعكس التحالف الاستراتيجي بين البلدين.
تكشف تصريحات البيت الأبيض عن خارطة طريق واضحة لإدارة ترامب، تقوم على الحزم في الملفات الداخلية، والتفاوض القوي مع الخارج، وتحقيق توازن بين الأمن القومي والاقتصاد. 
وبينما يلوّح البيت الأبيض بخيارات مفتوحة تجاه إيران ويكثّف حضوره في الشرق الأوسط، يبقى العالم في انتظار هل ستقود سياسة ترمب التصعيد أم الاتفاق؟