تشهد إسرائيل تصاعدًا حادًا في الانقسامات داخل المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)، في وقت حساس تحاول فيه الحكومة اتخاذ قرارات مفصلية بشأن استمرار العملية العسكرية في غزة، وسط إخفاقات استخباراتية واتهامات سياسية متبادلة. 
وبحسب تسريبات من جلسات الكابينت، فإن الخلافات العميقة بين المسؤولين السياسيين والعسكريين في إسرائيل بدأت تؤثر بشكل مباشر على مسار الحرب، وتثير تساؤلات حول قدرة الحكومة على تحقيق أهدافها، خصوصًا في ملف الأسرى.

خلافات عميقة داخل الكابينت

أفادت صحيفة يسرائيل هيوم بأن الاجتماع الأخير للكابينت انتهى دون اتخاذ قرار واضح بشأن توسيع العملية العسكرية في غزة، بسبب تباين وجهات النظر الحاد بين الوزراء. 

وقد عرض رئيس الأركان خطة عسكرية جديدة لمواصلة العمليات، لكنها قوبلت بانتقادات حادة من وزراء أبرزهم سموتريتش، الذي قال إن رئيس الأركان غير مستعد لتنفيذ سياسة الحكومة ودعاه إلى الاستقالة.
في المقابل، وصف وزير بالكابينت تصرفات سموتريتش بأنها "صبيانية"، مؤكدًا أنه يفتعل الأزمات تزامنًا مع نشر استطلاعات الرأي التي تُظهر تراجع شعبيته.

الرهائن في قلب المعركة السياسية

ملف الرهائن بات ورقة ضغط شديدة الحساسية، مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية في إسرائيل وتوقيع جنود على عرائض تطالب بإعطاء الأولوية لصفقة تبادل. 
ورغم ذلك، أكد الجيش أنه لن يطرد أو يعاقب الموقعين، بل سيُسمح لهم بالعودة الفورية للخدمة في حال تراجعهم.

إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلت عن مسؤولين عسكريين تأكيدهم للكابينت على ضرورة بذل كل جهد للتوصل إلى صفقة للإفراج عن الرهائن قبل اتخاذ قرار بتوسيع القتال، محذرين من تبعات المواجهة المستمرة على فرص النجاح في هذا الملف.

الداخل الإسرائيلي يتأزم سياسيًا وأمنيًا

في تطور مثير، عثر على عبوة ناسفة تعود لأحداث 7 أكتوبر عند مدخل مدينة نتيفوت، وتم تفكيكها بنجاح.
كما أعلن الجيش استعداده لنشر نتائج تحقيقه حول فشله في الدفاع عن كيبوتس "العين الثالثة"، وسط حالة من القلق الشعبي والانكشاف الأمني.

المساعدات لغزة بين الرفض والدعاية

الجدل حول إدخال المساعدات لغزة بلغ ذروته، مع تصريحات لوزراء مثل كاتس وبن غفير يعارضون أي مساعدات يمكن أن تستفيد منها حماس. 
وذكرت يسرائيل هيوم أن مصلحة السجون بدأت تعليق صور دمار غزة أمام الأسرى الفلسطينيين في خطوة دعائية تهدف إلى تقويض "الشعور بالبطولة" داخل السجون.

دعوات للتصعيد والسيطرة الكاملة على غزة

دعوات متطرفة برزت من أعضاء كنيست مثل موشيه سعادة، الذي دعا إلى فرض حصار واحتلال مناطق داخل غزة وتشجيع الهجرة، مطالبًا بإدارة عسكرية مباشرة للقطاع، فيما شدد ليبرمان على ضرورة عدم السماح بإعمار القطاع دون إعادة الرهائن وتفكيك سلاح حماس.

إسرائيل أمام مفترق طرق

بين تصاعد الخلافات السياسية، وفشل أمني في التعامل مع التهديدات، وغليان داخلي حول ملف الرهائن، تجد الحكومة الإسرائيلية نفسها أمام مفترق طرق حرج. 
فهل تنجح إسرائيل في إعادة ترتيب أوراقها وتحقيق أهدافها، أم أن التآكل الداخلي سيُفضي إلى أزمة أكبر تهدد بقاءها؟