سرايا - خاص - أكدت الاستشارية النفسية الأسرية والتربوية، حنين البطوش، أن الجريمة المروعة التي شهدتها مدينة الزرقاء، والتي راح ضحيتها زوجة على يد زوجها، تحتاج إلى تحليل دقيق للكشف عن العوامل النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي أدت إلى هذا الفعل الشنيع.

و أوضحت البطوش ، في تصريحات خاصة لـ"سرايا"،أن تحليل الحالة العقلية للجاني ضروري، فقد يكون مصابًا باضطرابات نفسية مثل اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، مما يجعله أكثر عرضة لارتكاب أفعال عنيفة. كما أن تعاطي المخدرات قد يلعب دورًا أساسيًا في تغيير سلوك الشخص وزيادة عدوانيته، إلى جانب تأثير الصدمات النفسية السابقة التي قد تدفعه إلى العنف.

و أكدت البطوش أن العنف الأسري ليس مجرد مشكلة فردية، بل هو ظاهرة تتأثر بالمجتمع ككل، حيث قد تساهم الأعراف الاجتماعية التي تبرر العنف وعدم المساواة بين الجنسين في تفشي مثل هذه الجرائم. كما أن غياب الدعم الاجتماعي للضحايا، والخوف من التبليغ، يفاقم المشكلة.

و لفتت الاستشارية إلى أن الضغوط الاقتصادية تلعب دورًا في تصاعد التوتر داخل العلاقات الزوجية، حيث تؤدي الأزمات المالية إلى زيادة الاحتقان والغضب، مما قد يدفع بعض الأفراد إلى ارتكاب أعمال عنف بحق الشريك.

و أشارت البطوش إلى أن غياب الوازع الديني والفهم الخاطئ لبعض المفاهيم قد يسهم في تبرير العنف، مؤكدة أن الإسلام يحرم الاعتداء على النفس البشرية، مستشهدة بقوله تعالى: "وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ" ، كما حذرت من أن تفشي القتل والعنف هو من علامات الساعة، مما يستدعي ضرورة تعزيز القيم الدينية الصحيحة.

و أكدت البطوش أن مواجهة العنف الأسري تتطلب تضافر الجهود من قبل المجتمع ومؤسساته، من خلال: تعزيز الوعي المجتمعي، حول مخاطر العنف الأسري وأثره على الأفراد والمجتمع، توفير الدعم النفسي والاجتماعي للضحايا لحمايتهم وتمكينهم من مواجهة العنف، تطبيق القوانين بصرامة  لضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم وتحقيق العدالة، و إعادة النظر في المفاهيم الاجتماعية والثقافية التي تساهم في تفشي العنف الأسري.

واختتمت البطوش حديثها لسرايا، بالتأكيد على أن جريمة الزرقاء يجب أن تكون جرس إنذار للمجتمع بأسره، لاتخاذ خطوات فعلية للحد من العنف الأسري وضمان حياة كريمة وآمنة للجميع.

تابع قناتنا على يوتيوب

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع منصة ترند سرايا