واقتربت درجات الحرارة عند انطلاق المباراة في باسادينا نهاية الأسبوع من 32 درجة مئوية، ما أجبر لاعبي مباراة باريس سان جيرمان ضد أتلتيكو مدريد على الاستعداد مبكرًا، إذ كانت شمس الظهيرة تُحرق مدرجات وملعب روز بول المكشوف.

ووصف ماركوس يورينتي، لاعب أتلتيكو مدريد، الظروف بأنها حارة للغاية، قائلًا: "كانت أصابع قدمي تؤلمني، وأظافري تؤلمني، إنه أمر لا يُصدق"، فيما أعرب المشجعون أيضًا عن قلقهم، بحسب وكالة "رويترز". 

واشتكى الحضور في ملعب روز بول من طوابير طويلة في ظل الحر الشديد، ومحدودية المناطق المظللة، وقيود على دخول المياه، حيث غادر البعض في استراحة الشوط الأول؛ بسبب الجفاف والخوف من الإغماء.

ومن المقرر أن تشهد المباريات المقبلة ظروفًا مماثلة عند انطلاق المباريات في منتصف النهار، ما يثير مخاوف بشأن سلامة المشجعين واللاعبين.

ولم تكن مباراة أمس الاثنين في باسادينا حادثة معزولة، إذ تشهد ميامي ولوس أنجلوس درجات حرارة تزيد على 30 درجة مئوية، ويتجاوز العديد منها عتبة الإجهاد الحراري البالغة 32 درجة مئوية، ما دفع اتحادات اللاعبين إلى إصدار تحذيرات.

ومن المقرر أن تُقام مباراة ريال مدريد والهلال يوم الثلاثاء في الساعة 15:00 بالتوقيت المحلي، ومن المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 32 درجة مئوية، مع نسبة رطوبة تتراوح حول 70%.

واقترح الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين "فيفبرو" على الفيفا مراجعة جدول المباريات، إذا لزم الأمر.

وقال الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين "فيفبرو": "لقد دعا الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين باستمرار إلى اتخاذ تدابير شاملة للحماية من الحرارة، بما في ذلك فترات راحة إلزامية للتبريد، وتعديل أوقات انطلاق المباريات لتجنب أشد درجات الحرارة، وتأجيل المباريات عندما تشكل الظروف خطرًا صحيًا خطيرًا على اللاعبين".

مع وجود بطولات مثل كأس العالم للأندية، والتي تتميز بجداول مباريات مزدحمة ومناخات حارة في أماكن مثل أورلاندو وميامي، أصبحت الحرارة الشديدة قضية صحية وسلامة متزايدة الأهمية في كرة القدم الاحترافية.

وأضاف: "سيراقب الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين الوضع عن كثب في الأسابيع المقبلة بهدف إعطاء الأولوية لسلامة اللاعبين على الاعتبارات الأخرى".

وقُتل ضابط الشرطة جورج لينجيريديس بمفرقعة نارية خلال اشتباكات بين أندية رياضية متنافسة خارج مباراة للكرة الطائرة في أثينا عام 2023، وتسمح القواعد الحالية باستراحة إلزامية واحدة لكل شوط.

وحذّر مدرب إنجلترا توماس توخيل، الذي يراقب البطولة كجزء من التخطيط لكأس العالم العام المقبل في أمريكا الشمالية، من أن جدول البطولة سيكون أشبه بـ “معاناة"، إذ يعاني اللاعبون من ظروف قاسية في منتصف النهار.

وتمثل الحرارة إحدى الخلافات العديدة التي تعصف بنظام الـ 32 فريقًا الموسع، ورفع الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين "فيفبرو" واتحاد اللاعبين المحترفين "بي إف ايه" دعوى قضائية في بروكسل، زاعمين أن الفيفا تجاوز حدوده من خلال فرض نظام غير مستدام لمدة أربعة أسابيع، مما يُعرّض اللاعبين لخطر الإرهاق.

ويقول النقاد إن المباريات الإضافية، إلى جانب الحرارة الشديدة، قد تُشكّل ضغطًا كبيرًا على صحة اللاعبين.

مع ذلك، يُؤكّد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، أن تمديد جدول المباريات الصيفية يتماشى مع جدول المباريات الدولية الأوسع، وأن البروتوكولات الحالية كافية.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل