شهد سهم شركة أرامكو السعودية تراجعاً حاداً ليصل إلى أدنى مستوى له منذ مايو 2020، متأثراً بتراجع الطلب العالمي على النفط وتباطؤ الإنتاج، ما زاد من قلق المستثمرين بشأن مستقبل أرباح الشركة. في جلسة 18 مارس، هبط السهم بنسبة 1.5% ليصل إلى 25.55 ريال سعودي، قبل أن يستعيد جزءاً من خسائره عند الإغلاق. وبذلك، ارتفع إجمالي خسائر السهم منذ بداية عام 2025 إلى نحو 9%. هذا التراجع ترافق مع حلول تاريخ استحقاق توزيعات الأرباح العادية والمربوطة بالأداء عن الربع الأخير من العام الماضي، مما زاد من الضغوط على حركة السهم في السوق المالي.

انخفاض الإنتاج يضغط على عوائد الشركة

أشارت "بلومبرغ إنتليجنس" إلى أن استمرار تخفيضات تحالف "أوبك+" أجبر أرامكو على تقليص إنتاجها ليبقى دون 9 ملايين برميل يومياً، وهو رقم بعيد عن قدرتها الإنتاجية القصوى التي تتجاوز 11 مليون برميل. كما كشفت بيانات جمعتها "بلومبرغ" أن أرامكو ستقوم بتوريد أقل كمية من النفط إلى الصين منذ 10 أشهر، حيث ستشحن 34 مليون برميل في أبريل مقارنة بـ41 مليون برميل في مارس. هذا الانخفاض في التصدير للأسواق الكبرى مثل الصين يهدد بتراجع عوائد الشركة بشكل كبير خلال الربع المقبل.

توقعات متشائمة تزيد الضغط على السهم

بالتزامن مع تراجع أسعار النفط، قامت مؤسسات مالية عالمية كبرى بتخفيض توقعاتها لسعر خام برنت. "غولدمان ساكس" خفّض توقعاته إلى نطاق 65-80 دولاراً للبرميل، في حين لا يتوقع "سيتي غروب" أن يتجاوز السعر 60 دولاراً خلال الربعين الثاني والثالث من 2025، مع احتمال انخفاضه إلى 55 دولاراً في الربع الأخير. هذه التوقعات السلبية دفعت المستثمرين إلى إعادة تقييم توقعاتهم بشأن أرباح أرامكو المستقبلية، في ظل تعقيد المشهد الاقتصادي المرتبط بأسواق الطاقة العالمية.

مستقبل أرباح أرامكو في 2025.. إشارات مقلقة

رغم أن أرامكو أبقت على توزيعات أرباح مرتفعة ومنافسة عالمياً بفضل استحداث توزيعات إضافية مرتبطة بالأداء، إلا أن "بلومبرغ إنتليجنس" توقعت تراجعاً كبيراً في هذه التوزيعات خلال 2025. الشركة أعلنت عن توزيعات أرباح بقيمة 79.3 مليار ريال عن الربع الأخير من 2024، بزيادة 4.2% على أساس سنوي، تُدفع في الربع الأول من هذا العام. ومع ذلك، تشير التوقعات إلى أن هذا المستوى من العائدات قد لا يستمر، خاصة إذا استمرت أسعار النفط في التراجع. في المقابل، أكدت وكالة فيتش التصنيف الائتماني لـ"أرامكو" عند "A+" مع نظرة مستقرة، لكنها أوضحت أن التصنيف مرتبط بتصنيف السعودية السيادي.

رئيس أرامكو يدعو إلى تغيير جذري في سياسات الطاقة

في خطوة لافتة، دعا رئيس أرامكو أمين الناصر خلال كلمته في مؤتمر "أسبوع سيرا" في هيوستن، إلى إعادة صياغة سياسات الطاقة العالمية عبر نموذج يعتمد على ثلاث ركائز: التوازن بين مصادر الطاقة التقليدية والمتجددة، مراعاة احتياجات الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، وتحقيق نتائج واقعية في تقليل الانبعاثات دون التضحية بأمن الطاقة. الناصر حذّر من أن استمرار السياسات الحالية سيتطلب استثمارات سنوية إضافية تتراوح بين 6 إلى 8 تريليونات دولار، وقد يؤدي إلى "مستقبل مظلم" للطاقة العالمية.

تراجع أرامكو والأزمة الأعمق بالأسواق

التراجع الحاد في سهم أرامكو يعكس أزمة أعمق في أسواق الطاقة، ترتبط بانخفاض أسعار النفط وضغوطات الإنتاج. ومع توقعات متشائمة لتوزيعات الأرباح ومخاطر استمرار السياسات الطاقية الحالية، يبقى مستقبل أرامكو في 2025 محاطاً بالغموض.