سباق التسليح التجاري.. الطائرات تحلّق في سماء التضخم وسط حرب رسوم جمركية أمريكية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سباق التسليح التجاري.. الطائرات تحلّق في سماء التضخم وسط حرب رسوم جمركية أمريكية, اليوم الأحد 20 أبريل 2025 11:03 مساءً

بينما تحلّق طائرات "بوينغ" و"إيرباص" في أجواء الطلب العالمي، فإن أسعارها تواجه اضطرابات جوية من نوع مختلف. فالحرب التجارية التي أعادت الولايات المتحدة إشعالها مؤخرًا تهدد بدفع قطاع الطيران إلى حلقة جديدة من الارتفاعات السعرية، وسط تضخم متزايد وتكاليف إنتاج متصاعدة.

فمنذ العام 2018، ارتفعت أسعار الطائرات بنسبة تقارب 30%، في انعكاس مباشر لسلسلة عوامل تشمل التضخم العالمي، تداعيات جائحة كوفيد-19، وانهيار سلاسل الإمداد، إلى جانب الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها واشنطن على الصلب والألومنيوم.

في قلب هذه المعادلة المعقّدة، تقف المواد الخام، وخاصة التيتانيوم، كعنصر أساسي يتحكم بمستقبل الأسعار. ويقول ريتشارد أبو العافية، الخبير في صناعة الطيران، إن صناعة صبّ وتشكيل التيتانيوم شهدت تضخمًا متسارعًا، خصوصًا بعد تراجع الإمدادات الروسية بسبب الحرب في أوكرانيا، مما ألقى بظلاله الثقيلة على السوق الأميركية، وبدرجة أقل على أوروبا.

ويضيف: "المواد الأولية لم تكن تمثل أزمة في الأصل، لكن يبدو أن دونالد ترامب مصمم على جعلها كذلك"، في إشارة إلى الرسوم الجمركية التي فُرضت في عهده بنسبة 25% على الصلب والألومنيوم، وهما عنصران لا غنى عنهما في تصنيع هياكل الطائرات.

ووفقًا لبيانات تحليلية، قفزت أسعار المواد والمعدات بنسبة تصل إلى 40% منذ عام 2021، وسط تراجع الاستقرار في سلاسل التوريد العالمية.

تصاعد التكاليف.. والطائرة تدفع الفاتورة

التكلفة لا تقتصر على المواد الخام. فقد أبرمت "بوينغ" نهاية 2024 اتفاقًا يقضي بزيادة أجور أكثر من 33 ألف موظف بنسبة 38% خلال أربع سنوات، مما يعكس الضغوط المتصاعدة على بنية التكاليف داخل مصانع الطائرات.

جون بيرسينوس، رئيس تحرير مجلة *Aircraft Value News*، وصف المشهد بأنه "تضخم طيران يتسارع"، وأضاف أن الأسعار المرتفعة تطال الطائرات ذات الطلب المرتفع مثل "بوينغ 787 دريملاينر" و"737 ماكس"، و"إيرباص A321 نيو"، لما توفره من كفاءة في استهلاك الوقود.

لكن المفارقة أن الشركتين لا تعرضان قوائم أسعار رسمية شفافة، وتقول "إيرباص" إنها تخلّت عنها لأنها "لم تعد تعكس الواقع". فكل عقد يُصمم حسب الطلب، وكل طائرة تكلّف بحسب خصائصها، من الخدمات اللوجستية إلى التدريب والصيانة.

خبير صناعي طلب عدم الكشف عن اسمه أوضح أن الشركات تعتمد "سعرًا داخليًا أساسيًا"، لكن المزايا التجارية والخصومات أو الخدمات الإضافية تغير من الرقم النهائي بشكل كبير، خصوصًا في ظل بند العقود الذي يسمح بتعديل الأسعار سنويًا لمواكبة التضخم أو تأخيرات التسليم.

الطلب مرتفع.. لكن المنافسة لا تسمح بالتغوّل

رغم أن دفاتر طلبيات "بوينغ" و"إيرباص" ممتلئة حتى نهاية العقد الحالي، إلا أن الشركتين لا تغتنمان ذلك لفرض أسعار أعلى. السوق ما زالت تنافسية بشدة، بحسب الخبراء، والثنائي الصناعي يتسابق للفوز بكل صفقة، ما يبقي الأسعار تحت ضغط التنافس.

مانفرد هايدر، من مكتب رولاند بيرغر للاستشارات، يرى أن هذا التنافس كان شرسًا حتى قبل جائحة كورونا، حين كانت الأسعار منخفضة نسبيًا. لكنه يقرّ بأن الأسعار الحالية ساهمت في "رفع أسعار تذاكر الطيران عالميًا"، إلا أن شركات الطيران لا تزال تحقق "ربحية جيدة" رغم ذلك.

صفقة يابانية تفتح أعين السوق على الأسعار الجديدة

طلبٌ تاريخي من مجموعة "آنا" اليابانية في فبراير الماضي، كشف جزءًا من الصورة. فحسب تقديرات "فرانس برس"، بلغ سعر طائرة بوينغ 787-9 دريملاينر 386 مليون دولار، مقارنة بـ292 مليون دولار في 2023، فيما ارتفع سعر إيرباص 737 ماكس 8 إلى 159 مليون دولار من 121.6 مليون، وقفزت إيرباص 321 نيو إلى 148 مليون دولار، بعد أن كانت بـ129.5 مليون فقط عام 2018.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق