سلاح نووي تجاري تستخدمه الصين في حربها مع أمريكا .. كيف سترد بكين على ترامب؟

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سلاح نووي تجاري تستخدمه الصين في حربها مع أمريكا .. كيف سترد بكين على ترامب؟, اليوم الاثنين 21 أبريل 2025 11:04 صباحاً

زيارة استراتيجية تكشف أوراق اللعبة .. في عام 2019، وبعد أقل من عام على اندلاع أولى شرارات الحرب التجارية بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والصين، قام الرئيس الصيني شي جينبينغ بزيارة لافتة إلى مصنع صغير في مدينة قانتشو الصناعية، جنوب شرق البلاد. لم تكن الزيارة عادية، إذ وقف شي أمام كتل معدنية رمادية وأعلن: "المعادن النادرة مورد استراتيجي حيوي". لم تكن تلك الجملة مجرد تصريح؛ بل كانت بداية لرسم استراتيجية صينية أعمق تستغل ورقة المعادن النادرة.

قوة المعادن النادرة في معركة التجارة والتكنولوجيا

بعد مرور ما يقرب من ست سنوات على تلك الزيارة، أصبحت المعادن النادرة أداة مركزية في ترسانة الصين الاقتصادية. هذه المواد، التي تدخل في صناعة كل شيء من هواتف آيفون إلى الطائرات الشبح، تمثل عنصرًا أساسيًا في الصناعات التكنولوجية والعسكرية العالمية. وبخلاف الرسوم الجمركية، لا تتيح هذه الورقة لواشنطن مساحة واسعة للرد، ما يجعلها نقطة ضغط صينية حيوية يصعب كسرها.

المعادن الأرضية النادرة هي 17 عنصرًا، تُعد أكثر وفرة من الذهب لكنها صعبة الاستخراج ومكلفة في المعالجة. الصين تسيطر على 61% من الإنتاج العالمي الخام و92% من عمليات المعالجة، ما يمنحها احتكارًا فعليًا لهذه الصناعة الحيوية، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.

تكنولوجيا المستقبل... وساحة الصراع الجديدة

تعتمد صناعات المستقبل — من السيارات الكهربائية إلى الدفاع والذكاء الاصطناعي — على مغناطيسات مصنوعة من هذه المعادن. وتؤكد هذه الهيمنة قدرة الصين على "الضرب في نقاط الألم"، كما وصفها خبير الاقتصاد في جامعة ميشيغان، جاستن وولفرز.

ومنذ ولاية ترامب الأولى، بدأت الولايات المتحدة تسابق الزمن لبناء سلسلة توريد محلية، لكن التقدم بطيء. عدة شركات أمريكية تعمل على تعزيز قدراتها، لكنها لا تزال بعيدة عن سد الفجوة الضخمة التي تهيمن عليها بكين.

تداعيات فورية لتقييد الصادرات الصينية

أثرت ضوابط التصدير الصينية مباشرة على شركات غربية. يقول جون أورميرود، الخبير في مغناطيس المعادن النادرة، إن خمس شركات أمريكية وأوروبية تعرضت لتوقف شحنات بسبب القيود الجديدة، مشيرًا إلى لبس كبير حول الإجراءات الصينية ومتطلبات الحصول على تراخيص.

وتستهدف هذه الضوابط بشكل خاص "المعادن النادرة الثقيلة"، وهي أقل شيوعًا وأكثر تعقيدًا في المعالجة، وبالتالي أكثر أهمية. هذه الخطوة تفرض على الشركات الحصول على موافقة مسبقة من الحكومة الصينية، ما يضاعف من صعوبة تأمين الإمدادات.

بداية الهيمنة الصينية سنوات من التحضير

بدأت الصين في استغلال المعادن النادرة منذ خمسينيات القرن الماضي، لكنها لم تُطوّر صناعتها إلا في سبعينيات القرن العشرين. جمعت بكين بين انخفاض تكاليف الإنتاج واستغلال التقنيات الغربية، ما مكّنها من الهيمنة. وفي 1992، قال الزعيم الصيني الراحل دينغ شياو بينغ عبارته الشهيرة: "بينما يوجد النفط في الشرق الأوسط، تمتلك الصين معادن أرضية نادرة". واليوم، تحقق تلك الرؤية.

فقدان أمريكي للخبرة والتقنيات

يشير خبراء إلى أن الولايات المتحدة، التي كانت تمتلك سابقًا القدرة على معالجة هذه المعادن، انسحبت تدريجيًا من السوق لصالح المنتجات الصينية الأرخص. ويقول أورميرود إن بلاده فقدت "المعرفة الفنية والموارد البشرية"، ما يجعل استعادة هذه الصناعة مهمة صعبة وتستغرق وقتًا طويلًا.

سباق الوقت هل تنجح واشنطن في الرد؟

بين عامي 2020 و2023، اعتمدت الولايات المتحدة على الصين في 70% من وارداتها من هذه المعادن، حسب تقرير رسمي. وزارة الدفاع الأمريكية استثمرت أكثر من 439 مليون دولار في دعم سلسلة توريد وطنية، مع هدف تأمين كامل احتياجات الدفاع بحلول 2027.

وتعمل شركات مثل Phoenix Tailings على تطوير تقنيات محلية لتكرير المعادن بدون نفايات أو انبعاثات، في محاولة لتقليل الاعتماد على بكين. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر في الوصول إلى الإنتاج التجاري الكافي.

خطوات طموحة ولكن بطيئة

شركة USA Rare Earth تبني منشأة في تكساس لإنتاج 5000 طن سنويًا من مغناطيسات المعادن النادرة. ومع وجود منجم غني في غرب الولاية، فإن الشركة تمتلك المواد الخام، لكنها لا تزال تطوّر تقنيات المعالجة.

ويؤكد جوشوا بالارد، الرئيس التنفيذي للشركة، أن الوقت حاسم الآن. ويقول: "السؤال هو كيف نحقق ذلك بشكل أسرع؟ لدينا الأصول، نحتاج فقط إلى استغلالها بسرعة وكفاءة".

خلاصة سلاح الجغرافيا والجيولوجيا

تحولت المعادن النادرة إلى "سلاح صامت" في الصراع الجيوسياسي والاقتصادي بين الصين والولايات المتحدة. فبينما تعتمد واشنطن على الرسوم الجمركية، تملك بكين قدرة حقيقية على شل الصناعات الغربية من خلال السيطرة على مواد لا غنى عنها في اقتصاد المستقبل.

ومع استمرار الحرب التجارية بنسختها الحديثة، باتت المعركة على الموارد الطبيعية والتقنيات أكثر احتدامًا من أي وقت مضى، ما يجعل من إمدادات المعادن النادرة ملفًا استراتيجيًا على طاولة السياسة العالمية.

الصين، المعادن النادرة، الحرب التجارية، دونالد ترامب، شي جينبينغ، اقتصاد الصين، الرسوم الجمركية، التكنولوجيا المتقدمة، سلسلة التوريد، الولايات المتحدة، البنتاغون، الصناعات العسكرية، الآيفون، السيارات الكهربائية، مغناطيسات نادرة، الطاقة النظيفة، الصادرات الصينية، الاستراتيجية الصناعية، المنافسة الاقتصادية، الصراع الجيوسياسي، صناعة الدفاع، الحظر التكنولوجي، تكرير المعادن، الشركات الأمريكية، الأمن القومي

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق