يُعتبر تاريخ الألعاب، بالمقارنة مع الفنون الأخرى، قصيرًا نسبيًّا، فعلى الرغم من وجود الألعاب الإلكترونية قبل Pong، إلا أنها تُعتبر غالبًا أول لعبة، مما يجعل عمر هذا المجال نصف قرن تقريبًا، وهو أقل بكثير من السينما أو الروايات.
وبينما تتغير أذواق الجمهور واهتماماته مع مرور الوقت في جميع الوسائط، تتميز الألعاب بقدرتها الفائقة على التكيف والتغير، ما أدى إلى تحولات واسعة وسريعة فيها.
فخلال الثلاثين عامًا الأخيرة فقط، شهدنا تطورات مذهلة، حيث انتقلنا من الرسومات ثنائية الأبعاد البسيطة إلى نماذج ثلاثية الأبعاد فائقة الواقعية.
لكن التغيير لم يقتصر فقط على الرسومات، بل شمل عناصر كانت تعتبر جزءًا لا يتجزأ من تجربة الألعاب. بعضها تطور، والبعض الآخر تم استبداله، وأحيانًا تم التخلي عنه تمامًا. وبينما يُعَدُّ الاحتفاء بالوقت الحاضر والنظر إلى المستقبل أمرًا مهمًّا، فإن تاريخ الألعاب القصير يحمل الكثير من اللحظات الغريبة والفريدة.
ما يلي هو استعراض لبعض العناصر التي ربما كنا نعتبرها أمرًا مُسَلَّمًا به في الماضي، لكنها الآن تبدو مميزة للغاية بعد أن تخلت عنها صناعة الألعاب.
اللعب التعاوني على شاشة منقسمة
مع ظهور الإنترنت، تغير كل شيء في عالم الألعاب إلى الأروع، لأنه يمنحنا فرصة للتواصل مع لاعبين من جميع أنحاء العالم. لكن هذا لا يمكن أن يحل محل الأجواء الخاصة التي تأتي مع تجمع أصدقائك حول جهاز واحد، لتتشاركوا البيتزا، والضحكات، والاتهامات بـ”النظر إلى شاشة الخصم”.
هذا النوع من اللعب لم يختف تمامًا. على سبيل المثال، لعبة It Takes Two التي صُمَّمَت خصيصًا للعب التعاوني على الأريكة، اجتاحت جوائز ألعاب الفيديو في عامي 2021 و2022، مما يثبت أن الناس ما زالوا يتوقون لهذه التجربة. لكن التوقع بوجود هذا النوع من اللعب في معظم الألعاب الحديثة أصبح أمرًا من الماضي.
كل لاعب عاش فترة الألعاب الكلاسيكية لديه ذكريات عن اللعب على شاشة منقسمة في ألعاب مثل Goldeneye وTimeSplitters، وبالطبع Halo. هذه الأخيرة كانت قوة دافعة وراء تطوير خدمات اللعب عبر الإنترنت على أجهزة Xbox، لكنها حافظت أيضًا على دعم اللعب التعاوني على الشاشة المنقسمة طوال عمر جهاز Xbox 360. لكن الإصدارات الحديثة -مثل Halo 5 وHalo Infinite- افتقرت تمامًا إلى هذه الخاصية.
تريد اللعب مع أصدقائك وتكونون معًا؟ يبدو أن الخيار الوحيد هو أن تذهبوا جميعًا إلى منازلكم وتتصلوا عبر الإنترنت، أليس ذلك غريبًا بعض الشيء؟
إطلاق الألعاب في منتصف الليل
لا يوجد عرض أفضل لشغف اللاعبين تجاه سلسلة معينة من التواجد في أول لحظة لإصدارها، وليس فقط في يوم الإطلاق بل في أول ساعة. لفترة معينة من الزمن، كانت إطلاقات منتصف الليل تشكل نقاط تجمع للاعبين من المنطقة المحلية، حيث يقفون في البرد أمام المتجر المحلي منتظرين لحظة بدء المبيعات وتسلم طلباتهم المُسْبَقة.
وبينما كانت تلك التجمعات بسيطة ومحدودة أحيانًا، كانت هناك أيضًا أحداثًا ضخمة. على سبيل المثال، العد التنازلي لإطلاق لعبة Halo 2 ربما بدا مبالغًا فيه، لولا أن نجاح اللعبة لاحقًا كأكبر حدث مبيعات خلال 24 ساعة في تاريخ الترفيه في ذلك الوقت أثبت عكس ذلك.
لكن الأمور بدأت تتغير مع العقد التالي. مع التحول نحو التوزيع الرقمي وإمكانية شراء الألعاب بضغطة زر عبر متاجر الأجهزة المنزلية، لم يعد هناك حاجة للخروج من المنزل لشراء اللعبة.
رغم أن إطلاق الألعاب أصبح أكثر تأثيرًا الآن بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن الحفلات الكبيرة التي كانت تُقام للاحتفال بإطلاق الألعاب تضاءلت مع الوقت بسبب انتشار التوزيع الرقمي.
ومع ذلك، على الرغم من أن الوقوف في طوابير ثم العودة للمنزل للعب قد لا يبدو جذابًا، إلا أنك ربما تتمكن من تشغيل اللعبة أسرع من الوقت الذي يتطلبه تحميل الإصدارات الكبرى هذه الأيام.
أكواد الغش التي تحوّل اللعبة إلى فوضى تامة
لحسن الحظ، لم تختفِ الأكواد الغريبة والممتعة بالكامل بفضل ألعاب معروفة.
في الماضي، كانت الأكواد المجنونة جزءًا لا يتجزأ من الألعاب، مثل فيزياء القمر في Tony Hawk’s Pro Skater، أو التحكم بشخصيات غريبة مثل المركبات في Enter the Matrix، وحتى الرئيس بيل كلينتون في NBA Jam.
حتى الألعاب التي يمكن اعتبارها أكثر جدية، مثل Age of Empires II، تضمنت أكوادًا مميزة تتيح للاعبين إضافة عناصر جنونية، كاستدعاء وحدات فائقة السرعة. أصبحت بعض الأكواد جزءًا من ثقافة الألعاب، مثل الإشاعة حول كود تعرِّي Lara Croft، والذي رد عليه المطورون بإضافة كود يجعل الشخصية تنفجر لإحباط اللاعبين المنحرفين.
لكن مع الوقت، بدأت هذه الأكواد تتلاشى تدريجيًّا، حيث أصبحت الألعاب متعددة اللاعبين أكثر شيوعًا، وتجنب المطورون إضافة أكواد قد تخل بتوازن اللعبة.
0 تعليق