أسواق دمشق تكتسي بالزينة والضيافة التقليدية ترحيباً بعودة حجاج بيت الله الحرام

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أسواق دمشق تكتسي بالزينة والضيافة التقليدية ترحيباً بعودة حجاج بيت الله الحرام, اليوم الأحد 15 يونيو 2025 06:42 مساءً

دمشق-سانا

حجّوا ولبّوا وزاروا الحرم، ونادوا لبَّيك اللهُ أكبر، ابتهال طالما استقبل السوريون فيه حجاجهم وهم يعودون من الأرض التي باركها الله بعد أن أدوا المناسك المقدسة، فيما تزدانُ الأسواق ومداخل الأحياء بالزينة، وأغصان السرو، وسعف النخيل، متعطرةً بالمسك والعنبر لاستقبالهم.

تاريخ ظهور موسم استقبال الحجاج

موسم استقبال الحجاج العائدين الذي استعاده السوريون هذا العام بعد غياب سنوات ليس جديداً، بل هو تقليد تعود جذوره إلى الدولة العثمانية، وفقاً لما أوضحه الباحث في التراث الشعبي محي الدين قرنفلة لـ سانا.

ويبين الباحث قرنفلة أن طريق سفر الحجاج كان محفوفاً بالمخاطر، ما جعل الاحتفال بعودة الحجاج سالمين تقليداً مهماً في المجتمع السوري عامةً والدمشقي خاصةً، حيث يمتد لسبعة أيام متواصلة.

الدمشقيون تفننوا في استقبال الحجاج

ويشرح قرنفلة كيف كان الأهالي يقومون بتزيين الأحياء ومداخل البيوت بأغصان الأشجار والسجاد الفاخر، تزامناً مع اجتماع الجيران والأصدقاء لتقديم التهاني لضيوف الرحمن العائدين، لافتاً إلى أن إعداد قوسٍ من أغصان السرو وسعف النخيل كان جزءاً أساسياً عند مدخل الحارة، إضافةً للكتابات والصور الخاصة بهذه المناسبة، فتتحول جدران الحارة إلى لوحات مزركشة بالألوان والقناديل المعلقة، والتي يشرف الدومري على عملها مضاءة لسبعة أيام.

وعندما كان الحاج يدخل إلى حارته كان يجد في استقباله فرق العراضة بالتكبيرات والأناشيد الدينية والطبول، والأهازيج والمدائح كـ “طلوا ومحلا طلتهم – ضوو البيت وسيرتهم”، وسط زغاريد النساء من داخل منازلهنّ، ورش الورد والأرز، إلى أن يصل للمضافة أو لمنزله حسب قرنفلة.

تبادل للهدايا في موسم استقبال الحجاج

ولفت قرنفلة إلى أن الزوار المهنئين كانوا يتوافدون لتقديم الهدايا للحاج مثل كيس سكر أو أرز أو صفيحة سمنة أو قطعة زجاج أو أدوات منزلية، بينما يقدم لضيوفه صرراً من تمر المدينة ومياه زمزم بكؤوس نحاسية مزخرفة، ويهديهم مصاحف أو سجادة صلاة أو عطر الكعبة أو عباءة أو قطع أقمشة أو مسابح أو أعواد بخور، أما الأطفال فلهم نصيبٌ أيضاً من الهدايا كقطعة من تراب مكة على شكل إجاصة، فضلاً عن إقامة الولائم، وكل ذلك طبعاً حسب الإمكانيات المادية للحاج.

أسواق دمشق تواكب التطور في زينة استقبال الحجاج

وخلال جولة لمراسلي /سانا/ في أسواق دمشق القديمة “المسكية والبزورية”، أوضح بائع الزينة عبد الوهاب المؤذن أن تطور الصناعة ودخول الكهرباء في صناعة الزينة أدخلا مواد جديدة للحفاوة بالحجاج، مثل الأضواء المتراقصة بعد أن كانت مقتصرة على الزينة الورقية، كما بات مجسم الكعبة جزءاً أساسياً مرغوباً من قبل الزبائن، إضافةً للوحات الخشبية والزجاجية والحبال الملونة، ورايات “لا إله إلا الله محمد رسول الله” و”حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً”.

ما قاله المؤذن أكده زميله في المهنة وسيم حتاحت، فهناك تشكيلاتٌ واسعة ومتنوعة من زينة الحجاج والهدايا التذكارية باتت تعج بها الأسواق هذه الأيام، مشيراً إلى أن صناعة هذه الزينة في سوريا تتميز بذوقٍ فني رفيع يعبر عن الفرحة بالحجاج.

استقبال الحجاج أجمل مع فرحة النصر

ارتباط مراسم استقبال الحجاج بفرح الانتصار والتحرير وصفه حتاحت بأنه وثيق، فباتت أعلام سوريا الحرة متلاصقة مع عبارات “الحج المبرور لا جزاء له إلا الجنة”، منوهاً بأن رحلة الحج السوري هذا العام تميزت بأنها باتت أسهل وأرخص وأكثر تنظيماً، ما خفف الأعباء على الحجاج وذويهم، وأضفى شعوراً مضاعفاً من البهجة والسرور، وانعكس إيجاباً على حركة البيع.

أما الضيافة هذا العام فشهدت توجهاً لزيادة جودتها واحترافيتها وتنوع طرق تقديمها وفق ما قاله البائع محمد أبو البرغل، إذ يتم استخدام الكرتون والخشب لتغليف الملبس والتمر والنوكا والسكاكر بغلافٍ خاص مزركش بعبارات الحج، مع وجود صرر صغيرة جاهزة لتوزيعها على المهنئين، منوهاً بتنشيط حركة البيع والشراء إثر موسم الحج.

مواطنون..تشكيلة متنوعة في الزينة والضيافة

ونوه الموظف ياسر المحمود بالتشكيلة الكبيرة لكل أنواع الضيافة بالأسواق، والذي هو بصدد شرائها لاستقبال الحاجيّن عمه وزوجته، إضافةً لما سيصنعونه بالمنزل من المعمول والغريبة، أما الطالبة الجامعية أسماء سالم فتحدثت عن تنسيق الزينة الخاص الذي بدأت بتنفيذه لحجّاج منزلهم، كصور الكعبة والبالونات والشوكولا والقهوة المرة، مع كتابة اسم الحاج على كل العلب والهدايا.

تابعوا أخبار سانا على التلغرام والواتساب

أخبار ذات صلة

0 تعليق