وثيقة سرية تكشف رؤية ترامب للاستعداد لـ “حرب محتملة” مع الصين

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
وثيقة سرية تكشف رؤية ترامب للاستعداد لـ “حرب محتملة” مع الصين, اليوم الأحد 30 مارس 2025 07:32 مساءً

المناطق_متابعات

كشفت مذكرة توجيهية داخلية سرية تحمل بصمات مؤسسة “هيريتج” المحافظة المسؤولة عن “مشروع 2025″، أن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث قلب أولويات الجيش الأميركي لتركز على “ردع محاولة الصين للاستيلاء على تايوان”، وتعزيز الدفاع الوطني، وذلك من خلال “تحمُّل المخاطر” في أوروبا وأجزاء أخرى من العالم.

وتتضمن الوثيقة مقاطع مطابقة تقريباً لكلمات منشورة في تقرير صادر عن مؤسسة “هيريتج” العام الماضي حسب تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست”، وفق “العربية”.

وأورد التقرير أنه تم توزيع المذكرة المعروفة باسم “التوجيه الاستراتيجي المؤقت للدفاع الوطني”، والتي تحمل تصنيف “سري/غير مخصص للأجانب” في معظم أجزائها، منتصف مارس الجاري، على وزارة الدفاع ووقّعها هيغسيث.

وتوضح المذكرة بشكل عام، وأحياناً بلغة وصفتها “واشنطن بوست”، بأنها حزبية، كيفية تنفيذ رؤية الرئيس دونالد ترامب للاستعداد لحرب محتملة مع الصين، والدفاع عن الولايات المتحدة من التهديدات القادمة من “الجوار القريب”، بما في ذلك غرينلاند وقناة بنما.

وتضع الوثيقة إطاراً لتحديد الأولويات لكبار مسؤولي الدفاع، وتوجههم لاتخاذ موقف أكثر مباشرة في مواجهة الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات.

وفيما وصفت إدارة ترامب الأولى وإدارة بايدن الصين بأنها التهديد الأكبر للولايات المتحدة، فإن توجيه هيغسيث يُعتبر “استثنائياً”، بوصفه غزواً صينياً لتايوان باعتباره السيناريو الوحيد الذي يجب إعطاؤه الأولوية، ما يعيد توجيه البنية التحتية العسكرية الأميركية نحو منطقة المحيطين الهندي والهادئ، متجاوزاً مهمة الدفاع الوطني.

ردع تهديدات روسيا وكوريا وإيران

وتنص المذكرة على أن البنتاغون “سيتحمّل المخاطر في مسارح عمليات أخرى” نظراً للقيود في الأفراد والموارد، وسيمارس ضغوطاً على الحلفاء في أوروبا والشرق الأوسط وشرق آسيا لإنفاق المزيد على الدفاع، وتولي الدور الأساسي في الردع ضد تهديدات من روسيا وكوريا الشمالية وإيران.

كما ستركز الوزارة على مهام “مكافحة الإرهاب” ضد الجماعات التي “تملك القدرة والنوايا لتنفيذ هجمات داخل الولايات المتحدة، ما يعني تقليل الأولوية للجماعات المسلحة المتمركزة في الشرق الأوسط وإفريقيا التي لا تسعى إلى شن هجمات دولية”.

وكتب هيغسيث: “الصين هي التهديد الموجّه الوحيد للوزارة، ومنع الاستيلاء الفعلي من قبل الصين على تايوان، بالتزامن مع الدفاع عن أراضي الولايات المتحدة، هو السيناريو الوحيد الذي يجب على الوزارة الاستعداد له”.

وأردف أن “بناء القوات سيأخذ في الحسبان فقط احتمالية نشوب صراع مع بكين عند التخطيط للحروب مع القوى الكبرى، ما يترك التهديد الروسي في عهدة الحلفاء الأوروبيين”.

وعلى نقيض استراتيجية الدفاع الوطني لإدارة بايدن لعام 2022 التي أكدت على التحالفات لمواجهة العدوان الروسي، ووصفت الحلفاء بأنهم “الميزة الاستراتيجية الكبرى”، فإن توجيه هيغسيث يدعو حلف شمال الأطلسي “الناتو” إلى “تحمُّل عبء أكبر بكثير، لأن الولايات المتحدة ستركز أولوياتها في أماكن أخرى”.

وسلم البنتاغون المذكرة إلى لجان الأمن القومي في الكونغرس الأمريكي، ووصفه أعضاء جمهوريون وديمقراطيون بأنه “يفتقر للوضوح”، وفقاً لمساعد في الكونغرس، أشار إلى أن المذكرة تدعو إلى الانسحاب من معظم مناطق العالم، بما في ذلك الشرق الأوسط، رغم تركيز الإدارة مؤخراً على إظهار القوة وردع الحوثيين في اليمن والضغط على إيران.

وتضم المذكرة المؤقتة 9 صفحات، وتتشابه العديد من مقاطعها مع تقرير أطول لمؤسسة “هيريتج” نُشر في عام 2024، وبعض الأجزاء متطابقة تقريباً، وفقاً لتحليل صحيفة “واشنطن بوست” للوثيقتين. ويشغل أحد مؤلفي تقرير المؤسسة، ألكسندر فيليز-جرين، حالياً منصباً مؤقتاً كأكبر مسؤول سياسي في البنتاغون.

وأوصى تقرير “هيريتج” بأن تركز وزارة الدفاع الأمريكي على 3 قضايا أساسية هي ردع غزو تايوان، والدفاع عن الوطن، وتعزيز تقاسم الأعباء بين الحلفاء، وهو ما تعكسه مذكرة هيغسيث. وقال مساعد في الكونغرس إن تأثير المؤسسة كان واضحاً في الوثيقة.

وكان ترمب نفى خلال حملته الرئاسية أن تكون خطة “مشروع 2025” الخاصة بمؤسسة “هيريتج” هي مخطط لولايته الثانية، لكنه عيّن شخصيات، ونفّذ سياسات تُظهر بوضوح مدى تأثير المؤسسة على إدارته.

وأكد ضباط كبار في الجيش الأمريكي هذا الارتباط بين رؤية “هيريتج” وتوجيهات هيغسيث.

وقال عضو في القيادة الأمريكية في إفريقيا إن اللواء جاريك هارمون، رئيس قسم الاستراتيجية والتخطيط، أوصى الموظفين بقراءة تقرير “هيريتج” لمواءمة أولوياتهم مع توجيهات البنتاغون الجديدة. ووزع مسؤول آخر في القيادة نسخة من التقرير.

وأشارت المتحدثة باسم القيادة كيلي كاهالان إلى أن الموظفين يلتقون بانتظام مع خبراء لـ”إثراء التخطيط، ويقرأون ويشاركون أبحاثاً وتقارير متاحة للجمهور”.

الضغط على تايبيه لزيادة إنفاقها الدفاعي

وكان وزير الدفاع الأمريكي زار مؤخراً منطقة المحيط الهادئ لتأكيد أولوياته، وقال لعناصر القوات المسلحة في قاعدة جوام إنهم “رأس الحربة” للعمليات العسكرية الأمريكية.

وتتضمن الخطة الجديدة زيادة الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة من خلال الغواصات، والقاذفات، والسفن غير المأهولة، ووحدات متخصصة من الجيش ومشاة البحرية، مع التركيز على الذخائر التي تدمر الأهداف المحصنة وتحت الأرض. كما تدعو الخطة إلى تعزيز الدفاع عن مواقع القوات الأمريكية في المنطقة وتحسين اللوجستيات.

ورغم تأكيد دعم ردع الهجوم الصيني على تايوان، تدعو الوثيقة أيضاً إلى الضغط على تايبيه لزيادة إنفاقها الدفاعي.

وانتقد ترامب وحلفاؤه تايوان لضعف استثماراتها في الدفاع، مطالبين إياها بإنفاق ما يصل إلى 10% من ناتجها المحلي الإجمالي، وهي نسبة تفوق ما تنفقه الولايات المتحدة وحلفاؤها.

ومنذ توليه المنصب، تجنّب ترامب الإجابة المباشرة على ما إذا كانت الولايات المتحدة ستسمح لبكين بالاستيلاء على الجزيرة بالقوة.

وقال مصدران مطلعان على النقاشات الرسمية بشأن تايوان إن الحكومة هناك تجد صعوبة في التواصل مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وسط تزايد الشكوك حول التزام واشنطن، وهي مخاوف ازدادت بعد الاجتماع الكارثي في فبراير بين ترامب ونائبه جي دي فانس والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وفي رسالة طمأنة لواشنطن، أعلن الرئيس التايواني لاي تشينج تي الأسبوع الماضي، أن بلاده سترفع إنفاقها الدفاعي إلى أكثر من 3% من الناتج المحلي الإجمالي، ارتفاعاً من نحو 2.5%. وردت الصين بإرسال موجة من الطائرات والسفن الحربية قرب الجزيرة، محذّرة من أن “من يلعب بالنار سيحترق”.

وكان محللون أمريكيون خلصوا عام 2023 إلى أن قوات تايوان لن تكون قادرة على منع التفوق الجوي الصيني في حال وقوع نزاع، وفقاً لوثائق مسربة.

ترحيل المهاجرين

وقالت “واشنطن بوست”، إن توجيهات هيغسيث تتماهى مع تركيز ترامب على القضايا الدولية، وتصف تهديدات غير محددة من “الجوار القريب”، مشيرة إلى ضرورة استعداد القوات الأميركية للدفاع عن مصالح البلاد من غرينلاند إلى قناة بنما وكايب هورن.

وقال دونالد ترامب للصحافيين الجمعة: “يجب أن نحصل على غرينلاند”، ما أدى إلى توتر مع الدنمارك، الحليف في “الناتو” والمسؤول عن السياسة الخارجية والدفاع للجزيرة.

كما توجه المذكرة القادة العسكريين إلى ضمان الوصول إلى قناة بنما وتولي دور أكثر فعالية في حماية الحدود ومكافحة تهريب المخدرات وترحيل المهاجرين، وهي مهام تنفذها عادة وزارة الأمن الداخلي. وتدعو كذلك إلى توسيع القدرات النووية الأميركية والدفاع الصاروخي الداخلي من خلال مشروع “القبة الذهبية” الذي لا يزال قيد التصور.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق