آمال ماهر ، كانت المصرية الوحيدة في هذا الحدث، وتمكنت من أن تأسر قلوب الحاضرين بصوتها العذب وحنجرتها الذهبية، مجددة بريق السلطنة التي طالما ميزت صوتها الفريد، وبصوت يحمل عبق النيل ورصانة الطرب العربي، وقفت شامخة كعادتها، تحمل بين حنايا صوتها سحر الشرق وأصالة النغم، وشدت بدون نوتة موسيقية، منسجمة مع الألحان والكلمات التى تحفظها جيدا، معبرة عن كل كلمة بحركة جسدها وإيماءاتها، وكأنها تتنفس الأغنية وتعيشها بكل تفاصيلها، وأبدعت في أداء اللون الخليجي بإحساس صادق، فى اغنيتى "قسوة" و"في غير الزمان" بإحساس يفيض بالشجن، لتأسر الحاضرين وتعيد رسم مشهد الذكريات بكلمات خالد الفيصل التي خطّها بمداد الإحساس العميق وألحان د.عبد الرب إدريس، لتؤكد أن الفن لغة تتجاوز الحدود، وأن الصوت الصادق يستطيع أن يجيد اللهجات ويتماهى مع ألحانها بامتياز.

وسط تفاعل لافت من الجمهور الذي انسجم مع كل نغمة، امتزجت الأصوات بالتصفيق والهتافات التي عبّرت عن عشق المستمعين للطرب الأصيل، ليصبح المسرح ساحة للوجدان العربي في أبهى صوره. في هذه الليلة التي جمعت بين الكلمة واللحن والصوت العذب، كان حضور آمال ماهر أشبه بلوحة فنية متكاملة أضفت عليها إحساسها العميق ورقي أدائها بصمة لا تُنسى.

وشارك في هذا الحدث الفني الاستثنائي، الذي يأتي ضمن "أسبوع في حب خالد الفيصل"، نخبة من أبرز نجوم الغناء العربي إلى جانب الفنانة آمال ماهر، منهم محمد عبده، أحلام، ماجد المهندس، طلال سلامة، نواف جبرتي، وعبادي الجوهر. قدّم كل فنان باقة من أعماله الخالدة تكريمًا لكلمات الأمير خالد الفيصل، لتتجسد في أجواء تلك الليلة روح الفن العربي الأصيل. وتألقت الأمسية بموسيقى أوركسترالية ضخمة بقيادة المايسترو وليد فايد، بمشاركة 60 عازفًا، في مشهد موسيقي يعكس الفخامة والروعة، ليكون هذا الحفل محطة مضيئة في سجل الفعاليات الكبرى لهذا الموسم.

الحدث لم يكن مجرد أداء طربي فحسب، بل تضمن أيضًا معرضًا فنيًا وثقافيًا يوثق مسيرة الأمير خالد الفيصل من خلال أعماله الأدبية والفنية، مختارات من كتبه، مقولاته الملهمة، ولوحات فنية مستوحاة من قصائده. كان الحفل تجربة متكاملة، تجمع بين جمال الكلمة وروعة الأداء البصري في أجواء فنية تنبض بعراقة تجربة خالد الفيصل الثقافية والفنية.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل