نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عمرو الليثي.. الدراما التليفزيونية شهدت تزايدا ملحوظا في استخدام لغة الشارع, اليوم الأربعاء 9 أبريل 2025 07:10 مساءً
أضاف لم يعد استخدام الألفاظ السوقية والتعبيرات العنيفة مقتصرا علي أعمال محددة، بل باتت منتشرة في العديد من المسلسلات، حتي تلك التي لا تدور أحداثها حول البيئات الشعبية. يبدو أن بعض صناع الدراما يعتمدون علي هذه اللغة باعتبارها وسيلة لجذب المشاهدين، سواء لإضفاء طابع الواقعية أو لتحقيق نجاح تجاري يعتمد علي الجدل والإثارة، لكن هذا الاستخدام المفرط. بدلاً من أن يكون وسيلة لعرض الواقع ومعالجته، أصبح وسيلة لإعادة إنتاجه وتكريسه. خاصة في ظل غياب أي محاولة لتقديم بدائل لغوية أكثر عمقا وثراء.
لا يمكن إنكار أن اللغة تؤثر في الوجدان الجمعي للمجتمع، خاصة مع الانتشار الواسع للدراما التلفزيونية، عندما تصبح العبارات المتدنية والألفاظ الحادة جزءا من الحوار اليومي، فإن ذلك ينعكس علي السلوكيات العامة، خصوصا لدي الأجيال الصغيرة التي قد تعتبر هذه اللغة نموذجا يُحتذي به، الدراما، بدلاً من أن تكون أداة للارتقاء بالوعي، تتحول في بعض الأحيان إلي وسيلة لترسيخ مظاهر الانحدار اللغوي والاجتماعي.
للخروج من هذا المأزق، يجب علي صناع الدراما تبني عدة استراتيجيات، أهمها:
تحقيق التوازن بين الواقعية والجودة الفنية حيث يمكن تقديم لغة الشارع بذكاء دون أن تكون هابطة أو مسيئة، كما كان الحال في أعمال درامية سابقة استطاعت أن تعكس الواقع دون أن تنحدر بمستوي الحوار، تعزيز دور الرقابة الواعية فالرقابة ليست مجرد أداة للحذف أو المنع بل يمكن أن تكون وسيلة لتوجيه صناع الدراما نحو إنتاج أعمال تحمل قيمة فنية ولغوية حقيقية، تشجيع الكتابة الإبداعية فيجب الاستثمار في تطوير كتابة السيناريو والحوار بحيث تكون أكثر تنوعا، وتعكس ثراء اللغة العربية بمستوياتها المختلفة دون أن تقع في فخ التسطح أو التكلف.
الاهتمام بالأعمال التي تقدم نماذج إيجابية، فمن الضروري تقديم شخصيات تستخدم لغة راقية ومؤثرة بحيث تكون قدوة للمشاهدين، دون أن تفقد المصداقية أو تصبح بعيدة عن الواقع.
تبقي الدراما واحدة من أقوي الوسائل الثقافية التي تؤثر في المجتمع، ولذلك فإن المسؤولية تقع علي عاتق صناعها في تقديم محتوي يحترم عقل المشاهد ويرتقي بذائقته، لغة الحوار ليست مجرد وسيلة للتواصل داخل المسلسل، بل هي عنصر جوهري يعكس مدي وعي وتطور المجتمع، وإذا استمرت الدراما في الانحدار اللغوي فقد نصل إلي نقطة يصعب عندها استعادة القيمة الحقيقية للفن وتأثيره الإيجابي.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق