متابعة سماح اسماعيل

توقع تقرير صادر عن “كونسيومر ريبورتس”، شركة استشارات استهلاكية عالمية، أن الأطفال الذين يولدون في العام الحالي في الولايات المتحدة سيواجهون تحديات كبيرة على مدار حياتهم بسبب التغيرات المناخية المتوقعة. وفقًا لهذا التقرير، قد يشهد عالمهم ارتفاعًا في درجات الحرارة بنسبة تزيد عن 5 درجات مئوية بحلول عام 2104، متجاوزة بذلك المتوسط العالمي.

ومن المتوقع أن تشهد حياتهم زيادة في تكرار الأعاصير وحرائق الغابات والفيضانات، والتي ستكون أكثر تدميرًا، مما سيؤثر على الاقتصاد وحسابات الناس المصرفية. ووفقًا للتقرير، فإن هذه التغيرات قد تعني أن الأميركي الذي يولد في عام 2024 قد يصبح أكثر فقرًا بمقدار 500 ألف دولار على مدار حياته. وفي حال احتساب عوامل أخرى غير مؤكدة، قد تصل هذه التكلفة إلى مليون دولار.

ووفقًا للبيانات المذكورة في التقرير، قد يضطر الشخص المولود في هذا العام إلى دفع 125 ألف دولار إضافية للسكن طوال حياته، وقد ترتفع فواتير الطاقة بمقدار 88 ألف دولار. ونظرًا لتأثير الأحوال الجوية القاسية على الزراعة، قد تزداد تكلفة الغذاء بمقدار 33 ألف دولار على مدار حياته، وقد تتسبب المشكلات الصحية الناجمة عن الحرارة الشديدة في تكاليف إضافية قدرها 5 آلاف دولار. كما يُتوقع أن ترتفع تكاليف التأمين على السيارات.

وبالإضافة إلى ذلك، يشير التقرير إلى أن الوظائف ستتأثر بشكل كبير، حيث ستفقد الوظائف المرتبطة بالبناء والزراعة ساعات عملها بسبب الحرارة الشديدة. ومن المحتمل أن تنخفض رواتب العاملين في المكاتب أيضًا، حيث ستسعى الشركات المتأثرة بتغير المناخ إلى تقليل التكاليف. كما أن هناك تأثيرات أخرى محتملة لم يتم تضمينها في التحليل.

ومن المتوقع أيضًا أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة عدم الاستقرار العالمي، مما قد يتسبب فيتصاعد التوترات الجيوسياسية والنزاعات المحتملة بسبب الموارد المحدودة والهجرة القسرية. قد يتأثر الأطفال المولودون في هذا العام بتحديات صحية واجتماعية واقتصادية كبيرة نتيجة لتغير المناخ.

من أجل التصدي لهذه التحديات، يجب اتخاذ إجراءات قوية للتكيف مع التغير المناخي وللحد من انبعاثات الغازات الدفيئة. يجب تعزيز الاستدامة في مختلف قطاعات الاقتصاد، مثل الطاقة والزراعة والنقل. يحتاج العالم إلى تعاون دولي قوي لمواجهة التحديات المشتركة وتحقيق تغيير إيجابي.

علاوة على ذلك، يجب أن يكون هناك تركيز على حماية حقوق الأطفال وتوفير فرص متساوية للتعليم والصحة والرعاية. يجب أن تعمل الحكومات والمجتمعات والمؤسسات على توفير بيئة آمنة وصحية تساعد الأطفال على التكيف والنمو رغم التحديات المناخية.

مع تصاعد الوعي بأهمية التنمية المستدامة والتحرك نحو اقتصاد منخفض الكربون، يمكن أن تظهر فرص جديدة للابتكار والتقدم التكنولوجي. قد تشهد الأطفال المولودون في هذا العام تطورات في مجالات مثل الطاقة المتجددة وتكنولوجيا الحفاظ على الموارد والتكيف مع التغيرات المناخية، مما يوفر فرصًا للعمل والمساهمة في بناء مستقبل أفضل.

على الرغم من التحديات المتوقعة، يجب أن نحافظ على الأمل والتفاؤل ونعمل معًا لحماية كوكبنا وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.