"فوق الأرض وتحتها" تقرير لصحيفة نيويورك تايمز يكشف نقلا عن مسؤولين إسرائيليين أن ما بين 4000 و 5000 من مقاتلي حماس لا يزالون في شمال غزة بعد 200 يوم من القتال.

الصحيفة الأمريكية قالت إن تل أبيب فشلت في تحقيق هدفي الحرب الأساسيين وهما استعادة جميع الرهائن وتدمير حماس بالكامل على الرغم من أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة أدت إلى إضعاف حماس حيث تدهورت معظم كتائبها وقتل الآلاف من أعضائها بحسب الصحيفة.

 مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون كشفوا لنيويورك تايمز أنه على الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدتها حماس لا يزال جزءا كبيرا من قياداتها العليا داخل شبكة واسعة من الأنفاق ومراكز العمليات تحت الأرض بغزة.

وتضيف الصحيفة أن الأنفاق التي أمضت حماس سنوات في بنائها لم تتمكن إسرائيل من تدميرها كلها ورغم ذلك تستعد لفتح جبهة أخرى للحرب باجتياحها رفح في الجنوب.

نحذر العدو من دخول رفح

وفي سياق متصل، حذر رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية من إقدام جيش الاحتلال الإسرائيلي على دخول رفح، موضحًا أن موقف واشنطن بشأن الاجتياح مخادع و"المقاومة مستعدة على الأرض".

وعلق هنية، على هامش زيارته التي يجريها إلى تركيا، على التصريحات الإسرائيلية بشأن قرب اجتياح مدينة رفح، قائلا: "من الواضح جدًا أن العدو الإسرائيلي لديه قرار بأن يستبيح كل نقطة وكل مكان وكل مدينة في غزة، لا سيما أنه يتحدث عن رفح منذ شهور".

الموقف الأمريكي مخادع

وأوضح هنية بشأن موقف واشنطن من الاجتياح، أن "الموقف الأمريكي مخادع، وحديثهم عن أنهم بحاجة لرؤية خطط تجنب حدوث أذى للمدنيين، ما هو إلا عملية خداع".

وأكد هنية أن "كل المدنيين الذين قتلوا بغزة، استشهدوا بالأسلحة والصواريخ الأمريكية وبالغطاء السياسي الأمريكي".

وأضاف: "حينما تقف واشنطن داخل مجلس الأمن وتلجأ لسلطة الفيتو ضد قرار وقف إطلاق النار.. ماذا يعني ذلك؟.. يعني أن الولايات المتحدة تعطي الغطاء الكامل لاستمرار القتل والمذبحة تجاه غزة، وحينما تتخذ واشنطن أمس قرار فيتو ضد اعتبار دولة فلسطين عضوا كامل العضوية بالأمم المتحدة يعني ذلك أنها تتبنى الموقف الإسرائيلي وهي التي تقف بوجه حقوق الشعب الفلسطيني".

وأردف: "لذلك نحن لم نقع في هذا الفخ.. فخ الخداع وما يسمى تبادل الوظائف بين الأمريكان والإسرائيليين.. نحن نحذر من الدخول إلى رفح، لأن هذا قد يسبب مذبحة كبيرة ضد شعبنا الفلسطيني".

ودعا هنية "جميع الدول الأشقاء في مصر وتركيا وقطر وكل الدول الأوروبية وغيرها ذات الصلة المباشرة، إلى التحرك من أجل لجم العدوان الإسرائيلي ومنع الدخول إلى رفح، بل وضرورة الانسحاب الكامل من قطاع غزة وإنهاء العدوان".

كما حذر هنية قائلا: "إذا قرر العدو الإسرائيلي أن يذهب إلى رفح، فإن شعبنا الفلسطيني لن يرفع الراية البيضاء، والمقاومة في رفح هي أيضا مستعدة لتدافع عن نفسها وتتصدى للعدوان، وتحمي نفسها وشعبها".