متابعة-جودت نصري

أصبح الإنترنت جزءًا حيويًا من حياتنا اليومية، وفي عصرنا الحالي الذي يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا والاتصالات، يمكن أن يتسبب انقطاع الإنترنت في الكثير من المشاكل والأضرار، خاصةً بالنسبة للشركات الكبيرة التي تعتمد بشكل كبير على هذه التكنولوجيا.

لقد شهدنا في الأشهر الأخيرة حوادث انقطاع خدمة الإنترنت لعدد من الشركات الكبرى مثل “أبل وميتا”، وهذا تسبب في إزعاج وتوقف واسع النطاق لعملياتهم.

وبالنسبة للتطبيقات الرقمية مثل “الواتساب” ومتاجر التطبيقات، واجه المستخدمون صعوبات في الوصول إلى الخدمة، وهذا يبرز مشكلة التكرار المتزايدة لحوادث انقطاع التكنولوجيا.

ووفقًا لتقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية، تم تسليط الضوء على منصة Downdetector، وهي منصة تتابع انقطاعات الإنترنت، وتظهر بياناتها حجم التحديات التي تواجهها هذه الشركات في الفترة الأخيرة.

وبتقديم المستخدمين أكثر من 1.75 مليون تقرير عن مشاكل في تطبيق “واتساب” في 3 أبريل، بالإضافة إلى العشرات من آلاف التقارير عن مشاكل في خدمات أبل، فإن ذلك يشير إلى أن الاضطرابات لم تعد حوادث عشوائية بل أصبحت جزءًا من نمط أكبر يتكرر بشكل متزايد.

تكشف خبراء التكنولوجيا أن هناك أسبابًا حقيقية تؤدي إلى انقطاع الإنترنت بشكل متكرر وشديد، ويعتبر ذلك اتجاهًا قلقًا.

ووفقًا للتقرير، يكشف التعقيد الذي يشهده الإنترنت نفسه عن وجود نظام بيئي معقد يعرضه للاضطرابات. فمع كل محاولة للابتكار أو دمج التكنولوجيات الجديدة أو التغيير التنظيمي، تتزايد طبقات الإنترنت، مما يزيد من خطر انقطاع الخدمات.

ويؤكد خبراء التقنية أن السعي المستمر للابتكار يسرع وتيرة التقدم التكنولوجي، ولكنه في الوقت نفسه يزيد من احتمالية انهيار النظام.

وتتعرض شبكة الإنترنت لمجموعة متنوعة من الاضطرابات، بدءًا من أخطاء التشفير وصولاً إلى الهجمات السيبرانية والكوارث الطبيعية، مما يجعلها هشة أمام التحول نحو البنية التحتية السحابية.

وقد يؤدي الابتكار السريع أيضًا إلى ظهور نقاط ضعف جديدة، حيث يمكن أن يؤدي انقطاع الإنترنت لدى مزود خدمة السحابة إلى تأثير الدومينو، مما يؤثر على العديد من المنصات والخدمات التي تعتمد على البنية التحتية المشتركة.

وتتسبب الأحداث ذات حركة مرورية عالية، مثل “الجمعة السوداء”، في زيادة الضغوط على البنية التحتية الرقمية، مما يؤكد أهمية التخطيط الاستراتيجي وتخفيف المخاطر. ففي تلك الأيام المخصصة للتنزيلات، والتي غالبًا ما تشهد زيادة حالات انقطاع الخدمة، يزداد ضعف الأداء بسبب تراجع مستويات الحماية خلال فترات الذروة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن البنية الأساسية للإنترنت، التي تستند إلى تقنيات قديمة مثل بروتوكول البوابة الحدودية (BGP)، تواجه تحديات مستمرة. ويكشف الانقطاع الذي تعرضت له شركة “ميتا” في عام 2021 بسبب تكوينات BGP المخطئة، عن طبيعة العمود الفقري للإنترنت وهشاشته.