أدخنة مصانع الزليج والآجر تفاقم حالات اختناق سكان ضواحي الدار البيضاء

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

سجل عدد حالات الاختناق الواردة على مستعجلات بمراكز صحية ومستشفيات عمومية وخاصة بضواحي الدار البيضاء ارتفاعا مهما أخيرا، بعد تزايد حدة انبعاثات مصانع الزليج والآجر المنتشرة في مناطق برشيد ومديونة وتيط مليل وعلى طول الطريق الرابطة بين الدار البيضاء وخريبكة، ليوجه سكان المناطق المتضررة وجمعيات المجتمع المدني شكايات إلى وزارة الداخلية وعمال الأقاليم، خصوصا إقليم برشيد.

وكشف نور الدين عبقاوي، المنسق بالمنظمة المغربية للحريات وحقوق الإنسان، في تصريح لهسبريس، عن لقائه مع عامل برشيد من أجل النظر في شكاية بخصوص رفع الضرر عن سكان دوار المباركيين داخل النفوذ الترابي للإقليم، جراء الأدخنة المنبعثة ليلا من مصنع لشركة متخصصة في صناعة الزليج.

وأوضح عبقاوي أن فعاليات المجتمع المدني لجأت إلى العامل بعد عدم تجاوب المنتخبين المحليين مع شكاياتهم، خصوصا أن أحدهم يجاور منزله المصنع المذكور.

وشدد الفاعل الحقوقي على أن الأدخنة والروائح الكريهة تسببت في تنامي حالات الاختناق في صفوف السكان، وفاقمت الوضعية الصحية للذين يعانون من أمراض مزمنة في أجهزتهم التنفسية.

وفي هذا الصدد، أفاد عبقاوي بأن أمراض الربو والحساسية انتشرت بين سكان المناطق المجاورة لمصنع الزليج الذي لا يساهم في التنمية المحلية، سواء من خلال تمويل مبادرات اجتماعية أو تشغيل اليد العاملة من المنطقة المذكورة.

ولفت المتحدث إلى أن المتضررين من الأدخنة السامة في انتظار تفاعل عامل إقليم برشيد والسلطات المركزية على مستوى وزارة الداخلية، في أفق رفع الضرر عن السلامة الصحية للمواطنين؛ بالنظر إلى مخاطر التلوث الصناعي، الذي أصبح يهدد بهجرة جماعية لسكان دوار المباركيين ودواوير أخرى بالإقليم بعد تفاقم معاناتهم الصحية مع الانبعاثات اليومية للأدخنة.

وتعاني المناطق المتضررة من أدخنة مصانع الزليج والآجر من رائحة فضلات الدجاج المستخدمة في تسميد أراض فلاحية أيضا، حيث وجه عمال أقاليم بجهات مختلفة من المملكة تعليمات إلى رجال السلطة (الباشوات والقواد…) لتنظيم اجتماعات مع أعضاء مجالس جماعية وممثلين عن مصالح خارجية؛ بما في ذلك المكاتب الجماعية الصحية والمديريات الإقليمية والجهوية للفلاحة والبيئة، وكذا مصالح الأمن الوطني والدرك الملكي، في أفق تنسيق الجهود من أجل إيجاد حلول لمشاكل استخدام النوع المذكور من الأسمدة التي تسببت في مضاعفات صحية واختناقات في صفوف مواطنين.

وجرى عقد اجتماعات في أكثر من إقليم لبحث الشكايات التي توصلت بها المصالح المركزية بوزارة الداخلية حول الأضرار اللاحقة بالسلامة الصحية للمواطنين عن استخدام فضلات الدجاج للتسميد في ضيعات فلاحية، خصوصا ما يتعلق بالروائح الكريهة المنبعثة من فضاءات استخدامها وتخزينها، علما أن الطلب تزايد على هذه الفئة من وسائل التسميد خلال الفترة الماضية بسبب أسعارها المنخفضة وسهولة استعمالها حيث تسوق في شكلها اليابس والمبلل.

وركزت هذه الاجتماعات على إطلاق عمليات تحسيس على مستوى وحدات إنتاج فضلات الدجاج، وكذا الفلاحين الذين يستخدمون هذه المخلفات في أغراض تسميد الأراضي الفلاحية، والتوافق حول إجراءات عمليات النقل الطرقي لوسائل التسميد المذكورة، من خلال حث السائقين على احترام شروط النقل والحمولة؛ فيما تمت مناقشة تقييد عمليات تسويق فضلات الدجاج في صيغتها اليابسة بدل المبللة التي تتسبب في أضرار صحية وبيئية كبيرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق