تحولات في السياسة اليابانية.. نهج جديد تجاه أمريكا

رؤية الاخبارية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
0

فاز وزير الدفاع السابق شيجيرو إيشيبا، الجمعة 27 سبتمبر 2024، بزعامة الحزب، الديمقراطي الليبرالي الياباني الحاكم، في انتخابات شهدت منافسة قوية مع القومية ساناي تاكايتشي، ليخلف فوميو كيشيدا. 

وفي الوقت الزي تواجه في اليابان تحديات أمنية وجيوسياسية معقدة، يعتزم إيشيبا إعادة تشكيل ما يراه تحالفًا “غير متكافئ” بين بلاده والولايات المتحدة، ما قد يؤدي إلى توترات محتملة، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية. 

فوز بعد محاولات عديدة

إيشيبا، الذي يبلغ من العمر 67 عامًا، فاز بالانتخابات بعد منافسة شديدة مع 9 مرشحين آخرين، متغلبًا على ساناي تاكايتشي، وزيرة الأمن الاقتصادي، التي كانت تسعى لتكون أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في اليابان. 

ورغم خسارته في 4 محاولات سابقة للقيادة، تمكن إيشيبا من الفوز هذه المرة، متعهدًا بإصلاح صورة الحزب بعد سلسلة من الفضائح المالية التي هزت الحزب في السنوات الأخيرة.

التحديات الأمنية

يتولى إيشيبا السلطة في وقت حساس تواجه فيه اليابان تحديات أمنية غير مسبوقة، حيث تتنامى سريعاً القوة العسكرية الصينية، كما تتزايد التجارب الصاروخية من قبل كوريا الشمالية، وعلاوةً على التهديدات الروسية التي شملت اختراق طائرة روسية للمجال الجوي الياباني مؤخرًا.

 كل هذه التحديات تضع أمام إيشيبا مسؤولية كبيرة في تأمين البلاد، وخلال حملته، أكد إيشيبا: سأحمي اليابان.. الآن هو الوقت لاستخدام الخبرة التي اكتسبتها على مر السنين لتحقيق هذا الهدف”. 

السياسات الاقتصادية

على إثر فوز إيشيبا، ارتفع الين الياباني نظرًا لتلميحاته بدعمه لسياسات رفع أسعار الفائدة من قبل بنك اليابان، بينما تراجعت العقود المستقبلية للأسهم بشكل حاد.

وعلى الصعيد الاقتصادي، يختلف إيشيبا عن منافسيه في رؤيته للميزانية العامة، وبينما دعمت منافسته النهائية تاكايتشي الإنفاق الحكومي الكبير لتحفيز الاقتصاد، يتبنى إيشيبا نهجًا أكثر تحفظًا، مؤكدًا على الحاجة إلى ضبط الإنفاق وزيادة الضرائب على الشركات والدخل المالي.

تيار جديد

إيشيبا يمثل تيارًا مختلفًا داخل الحزب الديمقراطي الليبرالي عن سابقيه مثل رئيس الوزراء الراحل شينزو آبي، ورئيس الوزراء المنتهية ولايته فوميو كيشيدا. آبي وكيشيدا عملا على تعزيز الإنفاق الدفاعي وتعميق التحالف مع الولايات المتحدة دون تغيير في هيكل التحالف الأساسي.

لكن إيشيبا ينتقد الجوانب غير المتوازنة في هذا التحالف، حيث تستضيف اليابان حوالي 55,000 جندي أمريكي على أراضيها وتتحمل 75% من تكاليف تشغيل القواعد الأمريكية. 

وبموجب المعاهدة الأمنية بين البلدين، تلتزم الولايات المتحدة بالدفاع عن اليابان في حالة تعرضها لهجوم، بينما لا يتوجب على اليابان تقديم المساعدة ذاتها للولايات المتحدة، في كتاب نشره في أغسطس، قال إيشيبا: “لا أعتقد أن اليابان دولة مستقلة تمامًا بعد”.

إصلاح التحالف

خلال حملته، طرح إيشيبا عدة أفكار لإصلاح التحالف، في مناظرة بين المرشحين في أوكيناوا، وهي جزيرة جنوبية تستضيف معظم القوات الأمريكية في اليابان، اقترح تحويل القواعد الأمريكية إلى مقار مشتركة بين الولايات المتحدة واليابان.

كما اعترض على القيود المفروضة بموجب المعاهدة، التي تحد من وصول اليابان إلى القواعد والمعدات الأمريكية، خاصة في حالات الطوارئ مثل تحطم طائرات عسكرية أمريكية في اليابان. 

وفي كتابه، اقترح إيشيبا تمركز قوات يابانية بشكل دائم على الأراضي الأمريكية، مثل جزيرة غوام في المحيط الهادئ، لجعل التحالف أكثر توازنًا، كما دعا إلى إنشاء نسخة آسيوية من حلف شمال الأطلسي (الناتو) بهدف ردع أي عداون، وهو ما قد يعني الابتعاد عن الأمريكيين لصالح حلفاء آسيويين. 

العلاقات مع واشنطن

في مقابلة أجريت معه عام 2018 مع صحيفة “وول ستريت جورنال” خلال رئاسة دونالد ترامب، أشار إيشيبا إلى أن اليابان لن تلقى اهتمامًا إذا اكتفت بالتبعية التامة لواشنطن. 

وقال: “ليس عليك أن تلعب الجولف مع الرئيس ترامب أو تزور برج ترامب.. المهم هو جعلهم يعتقدون أن اليابان دولة قوية، ويجب أن نمتلك أوراقًا للتفاوض”.

مع تولي إيشيبا المنصب، تبدو اليابان مقبلة على مرحلة جديدة من العلاقات مع الولايات المتحدة، في ظل رؤية جديدة تتحدى الأطر التقليدية للتحالف وقد تؤدي لتحول في العلاقة بين الجانبين، وهو أمر لن يكون مرحبًا به من جانب الأمريكيين على الأرجح.

اقرأ أيضًا

إخلاء مسؤولية إن موقع مصر النهاردة يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق