سوريا خارج الصراع.. لماذا تلتزم الحياد في الحرب الحالية؟

رؤية الاخبارية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
3

في ظل التصعيد الحالي بمنطقة الشرق الأوسط، ولا سيما الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، برز دور حلفاء إيران كحزب الله والجماعات المسلحة في العراق واليمن، إلا أن سوريا لم تكن طرفاً مباشراً في هذا النزاع رغم علاقتها الوثيقة مع إيران وحزب الله.

يطرح غياب سوريا عن الصراع بشكل مباشر تساؤلات حول الأسباب التي جعلت دمشق تتجنب الانخراط العسكري المباشر رغم أن حلفاءها يخوضون معارك في الجبهة.

الخلفية التاريخية

تقول صحيفة “الجارديان” البريطانية في تقرير نشر الجمعة 27 سبتمبر 2024، إن سوريا لها تاريخ طويل في الصراع مع إسرائيل، حيث شاركت في عدة حروب كبرى ضد إسرائيل منذ قيام الأخيرة عام 1948، مثل حرب 1948، وحرب 1967 التي فقدت فيها سوريا الجولان، وحرب 1973، التي سعت فيها لاستعادة أراضيها.

ورغم أن اتفاقيات وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل ظلت قائمة منذ نهاية حرب 1973، فإن البلدين لم يوقعا أي معاهدة سلام رسمية، واستمر الصراع على مستوى سياسي ودبلوماسي.

وبعد اندلاع الحرب الأهلية السورية في عام 2011، وجدت الحكومة السورية نفسها في مواجهة تحديات داخلية هائلة، مع انهيار البنية التحتية وتفكك الجيش بشكل كبير، نتيجة الصراع المستمر على مدى أكثر من عقد، وبدلاً من أن تكون سوريا لاعباً مركزياً في النزاع العربي الإسرائيلي، باتت غارقة في أزمات لا حصر لها.

الوضع الداخلي الهش

منذ اندلاع الحرب الأهلية، كانت أولويات سوريا تتمثل في الحفاظ على الاستقرار ووحدة سوريا والتعامل مع الفصائل المعارضة والقوى المتطرفة، الجيش السوري، الذي كان سابقًا من أقوى الجيوش في المنطقة، تعرض لضربات شديدة خلال سنوات الحرب الطويلة، مما أضعف قدراته على التحرك في صراعات خارجية. وبالتالي، تظل الحكومة السورية مشغولة بإعادة بناء الدولة واستعادة السيطرة الكاملة على أراضيها.

سوريا تعتمد بشكل كبير على دعم حلفائها، مثل إيران وروسيا، من أجل استقرار الأوضاع، ورغم أن سوريا تعد جزءاً من “محور المقاومة” الذي تقوده إيران، فإن روسيا لعبت دورًا محوريًا في الحد من التصعيد في المنطقة، وسعت إلى الحفاظ على التوازن بين دعمها للنظام السوري وعدم الدخول في صراع مباشر مع إسرائيل، هذا الاعتبار قد يكون أحد الأسباب التي جعلت دمشق تتجنب الانخراط المباشر في الحرب الحالية.

الحساسية الدولية

الوضع الإقليمي والدولي المعقد يجعل انخراط سوريا في نزاع جديد مع إسرائيل أمرًا غير مفضل، فالدخول في حرب جديدة قد يجلب ضغوطاً إضافية على سوريا، التى تسعى حاليًا للحصول على اعتراف دولي أوسع بعد سنوات من العزلة.

الدول العربية،  التي بدأت في إعادة فتح قنوات التواصل مع دمشق، قد لا تنظر بعين الرضا لأي تصعيد قد يفسد جهود التقارب.

العلاقة مع حزب الله وإيران

رغم أن حزب الله ينشط بشكل ملحوظ على الجبهة اللبنانية، فإن سوريا قد ترى أن دعمها له يمكن أن يظل على مستوى غير مباشر، من خلال توفير الدعم اللوجستي والسياسي، دون أن تكون طرفاً في المواجهة العسكرية المباشرة.

فإيران وحزب الله ينشطان في الصراع بناء على اعتبارات خاصة بهما تتعلق بالتصدي لإسرائيل والدفاع عن القضية الفلسطينية، بينما تسعى سوريا لتجنب التصعيد المباشر.

يمكن القول إن غياب سوريا عن الصراع مع إسرائيل الحالي يعود بشكل رئيسي إلى الأوضاع الداخلية المعقدة التي تواجهها، بالإضافة إلى الضغوط الإقليمية والدولية التي تمنعها من الانخراط المباشر، بينما تظل سوريا حليفا قويا لإيران وحزب الله، فإن حساباتها الراهنة ترتكز على الحفاظ على الاستقرار الداخلي وتعزيز علاقاتها الإقليمية، ما يجعلها تتبنى نهجاً أكثر حذراً في التعامل مع النزاع مع إسرائيل.

اقرأ أيضا:

إخلاء مسؤولية إن موقع مصر النهاردة يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق