«الرياض»: دولة فلسطين قبل التطبيع

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الكلام الذى تحدث به، الأمير تركى الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، عن مسألة التطبيع بين «الرياض» و«تل أبيب»، فى مضمونها الواسع، أنها تطيح بأى آمال عاجلة، عند الإسرائيليين وحلفائهم الأمريكيين، فى إحياء مسار المفاوضات حول علاقات دبلوماسية، ببن المملكة والدولة العبرية، والتى كانت محور إلحاح متواصل، عمل به الرئيس الأمريكى جو بايدن وإدارته، قبل أن يوقفها القادة السعوديون، بعد أحداث 7 أكتوبر، والعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، ومنذ ذلك التاريخ، ولم تهتم «الرياض»، بأى من الادعاءات، التى يكررها مسئولون أمريكيون، عما ادعوه عن قرب اتفاقات التطبيع.

< وأعتقد أن الموقف الذى قاله الأمير «تركى»، هو الموقف نفسه للديوان الملكى، الذى لم يصدر عنه- حتى اللحظة- أى بيان رسمى حول علاقات مع إسرائيل، إلا ثبات ولى العهد، محمد بن سلمان، على شرطية الدولة الفلسطينية قبل التطبيع، على حدود يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، الذى يعلنه دائما، حتى منذ أيام قليلة، وتتولى وزارة الخارجية التعامل معه، عبر بيانات رسمية، على معيار مبادرة السلام العربية، التى كان طرحها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أمام قمة «بيروت»، فى العام2002، وأجمع العرب على تفعيلها فى قمة «الرياض»، فى العام2007، لتكون المرجعية العربية، لإنهاء الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى.

< وهذا يفسر وضوح وقوة الموقف السعودى، من أى تحركات أمريكية فى اتجاه الاعتراف المتبادل، بين «الرياض» و«تل أبيب»، الذى لخصه الأمير «تركى»، فى أن الولايات المتحدة الأمريكية طلبت من السعودية التطبيع مع إسرائيل، وردت المملكة- علناّ- بأنه إذا كانت هناك دولة فلسطينية تقبل إسرائيل بوجودها، عندها يمكن الكلام عن التطبيع، حتى إنه- الأمير «تركى»- كشف عن دعوة المملكة لوفد فلسطينى، تحدث مع الأمريكيين مباشرة، عن إجراءات قيام دولتهم، شرطا سابقا على أى خطوة نحو التطبيع، وهو ما يدحض إدعاء الرئيس «بايدن»، قبل شهر والنصف، أن السعوديين أبلغوه بأنهم يريدون الاعتراف الكامل بإسرائيل.

< ومن نوعية هذه الادعاءات، نتذكر كذلك، ما ادعاه تقرير إسرائيلى- أوائل الشهر الماضى- أن رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، قرر تعليق مساعى التطبيع مع السعودية، إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية فى «نوفمبر» المقبل، وهو فى حقيقته ادعاء يعكس حالة الإحباط، التى خيبت آمال «نتنياهو»، فى أن تتمكن إدارة الرئيس «بايدن» من إتمام صفقة التطبيع، خاصة بعد الانسحاب من الانتخابات، لصالح نائبته كمالا هاريس، وتراجع فرص فوز الديمقراطيين بمنصب الرئاسة، رغم ما كان يأمل هذا «النتنياهو»، فى صفقة من هذا النوع، تضمن مستقبله السياسى، فى حال انهار ائتلاف حكومته اليمينى، بسبب الخلافات بشأن غزة.

< الذى يجرى فى خلفية أفكار «نتنياهو»، أنه يراهن على فوز المرشح الجمهورى، الرئيس السابق دونالد ترامب، وقناعاته أن «ترامب» الذى يدعم إسرائيل بلا حدود، وحده قادر على إقناع القادة السعوديين، بإتمام صفقة التطبيع، فى إطار اتفاقيات «إبراهيم»، التى جرت أواخر فترته الرئاسية، فى العام2020، وانتهت بتطبيع كل من الإمارات والبحرين والمغرب مع بلاده، لكنه -نتنياهو- لم يضع فى حساباته، ما تشهده المنطقة من متغيرات جذرية، على خلفية الحرب فى غزة، وهذا الكم من الإدانات الدولية لجرائم الإبادة هناك، وبالتالى تكشف الصورة الواقعية، عن حتمية انهيار وهم التطبيع.. أو قيام دولة فلسطين، وبشروط مبادرة السلام العربية.

[email protected]

إخلاء مسؤولية إن موقع مصر النهاردة يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق