السحر فى واقعنا المعاصر

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أيها السادة انتبهوا جيدا وأعيرونى عقولكم وقلوبكم قبل آذانكم وأبصاركم. 

من الظواهر الاجتماعية البئيسة التعيسة التى انتشرت واستشرى خطرها فى مجتمعنا المصرى وخصوصا فى أرياف هذا المجتمع، بل وامتد خطرها إلى مجتمع الحضر والمدنية الحديثة فى قاهرة المعز والوجه البحرى، بل وطال خطرها البلدان العربية.

بل وطال خطرها طوائف كبيرة من جميع الأوساط تساوى فيها الفقير الذى من الممكن إن طلب منه أن يبيع كل ما يملك من أجل أن يشفى، وكذلك الغنى الذى من الممكن أن يكتب بعض املاكه لهذا الدجال من أجل أن يفك سحره فكك الله عظامه إن لم يهتدِ.

ولم يقتصر الأمر ويقف عند هذا الحد بل وطال المشاهير على كافة الأصعدة والأنشطة.

فالرياضى يذهب إلى الشيخ فلان -شيخه الله وقبح وجهه -من أجل أن يجلب له الحظ ويفوز فى بطولة من البطولات الرياضية، ومشاهير الفن والسياسة وللأسف طال هذا الوباء الكثير من المثقفين حاملى أعلى الدرجات العلمية لمجرد أنه لم يوفق فى عمل أو ترقية.

أو حتى ولو كان شابا ولم يوفق ليلة عرسه على الفور ينصح الناصحون -الأغبياء -بالذهاب إلى الشيخ فلان ليفك العمل السفلى -أسكنهم الله أسفل سافلين.

ويذهب هذا المأفون فورا ليجد السراب والوهم ورأيت ذلك بعينى نكون جلوسا فى المسجد نتدارس كتاب الله وآيات الله ورجل أو امرأة تدخل علينا المسجد بنتى معمول لها عمل -عملك وعملها أسود زى وجهكما- لماذا يا حاجة لأن سنها كبر 25سنة ولم يتقدم لخطبتها أحد وهى جميلة.

وذهبت وزورتها كل الأولياء وآخر شيخ روحت له قال دى مسحورة ومعمول لها عمل وهذا العمل مربوط على ورك نملة دكر، أو كشفت عليها أيها الدجال.

طب يا حاجة هو كشف على النملة شافها دكر ولا أنثى ومطلوب منك كذا.... ويرص قائمة طلبات، ما هذا الهراء وهذا الجهل الذى تفشى فى مجتمعاتنا المصرية والعربية.

فيا أمة الله، أما تعلمين أن الرازق هو الله تعالى، أما تعلمين أن هذا التأخير قد يكون فيه خير كثير، فالله يعلم ونحن لا نعلم، أما تعلمين أنه لا يقع شيء فى ملك الله إلا بقدر الله وقدرته وقضائه.

لكن ليس العيب عيبك، وإنما فى عدم وجود خطاب توعوى دينى، ثقافى، اجتماعى، عن طريق عقد ندوات تثقيفية وليست منتديات ترفيهية بتوعية هؤلاء البسطاء بخطر هذه الأفاعيل، والأباطيل التى تهلك الحرث والنسل وتصيب المجتمع برمته بالرجعية والتخلف، فلا يليق ونحن أبناء القرن الحادى والعشرين أن تسيطر علينا هذه الأوهام والشبهات الخطيرة التى تؤدى إلى تشويه المعتقد الصحيح. 

تركنا القرآن الكريم وما هم بضارين به من أحد، تركنا الرقية الشرعية وتركنا أذكار الصباح التى إذا قرأتها فى الصباح فأنت فى معية الله حتى تمسى، تركنا أحاديث النبى من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد.

يا سادة أفيقوا وأقلعوا عن كل هذه الخزعبلات ولا تسلموا عقولكم لهؤلاء المرتزقة الذين يبيعون لكم الوهم وعودوا إلى قرآنكم وسنة نبيكم لعلكم تفلحون. 

عودوا إلى رشدكم، واعلموا أن لكم ربا كريما إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون، فأمره بين الكاف والنون، وهو تعالى المدبر والمعتنى بكل شىء فهل يعقل أن يخلقنا الله ويهملنا؟ لا ورب محمد صلى الله عليه وسلم، فعنايته محيطة بكل شىء. 

 

أستاذ الفلسفة الإسلامية ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان

إخلاء مسؤولية إن موقع مصر النهاردة يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق