الغرب وعلاقاته مع روسيا.. توازن بين الصراعات والدبلوماسية

رؤية الاخبارية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
1

تجسد العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو وروسيا في 2024 التعقيدات الكامنة في النظام العالمي المتغير، الذي تشكله الطموحات الجيوسياسية المتنافسة، والمخاوف الأمنية، والتحديات الاقتصادية.

وفي حين توجد فرص للمشاركة الدبلوماسية، فإن أجواء عدم الثقة والصراع السائدة تشكل مخاطر كبيرة على التعاون في المستقبل، ما يؤكد ضرورة إعادة صياغة الاستراتيجيات لتجنب المزيد من التصعيد.

تقويض الثقة

أوضحت مجلة “أوراسيا ريفيو” أن التفاعلات بين هذه الكيانات تعكس مسارًا بدأ بتفاؤل أولي لكنه تحول إلى شك متجذر، ففي أعقاب الحرب الباردة، شهدت أوائل التسعينيات تعاونًا مبدئيًّا، تجسد في قانون تأسيس الناتو وروسيا لعام 1997، والذي كان يهدف إلى تنمية العلاقات التعاونية.

وأضافت، في تحليل نشرته اليوم الأحد 29 سبتمبر 2024، أن توسع الناتو شرقًا، وضم الدول السوفيتية السابقة، أدى إلى تفاقم المخاوف الروسية وتقويض الثقة، وتجلى هذا الانحدار بشكل صارخ في ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في 2014، ما دفع الدول الغربية إلى فرض عقوبات صارمة.

توازن هش

قالت المجلة إن نهج الولايات المتحدة تجاه روسيا تباين بشكل كبير عبر الإدارات المختلفة، فقد أكد الرئيس باراك أوباما على استراتيجية “إعادة الضبط”، فيما فضل الرئيس دونالد ترامب إطارًا تعامليًا، وتبنى الرئيس بايدن موقف المواجهة، مع إعطاء الأولوية لحقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية.

ونجح الاتحاد الأوروبي في التعامل مع تحديات كبيرة في علاقته مع روسيا، لأن اعتماده اقتصاديًّا على موارد الطاقة الروسية يعقد موقفه السياسي، ما يؤدي إلى توازن هش بين الروابط الاقتصادية والنزاهة السياسية. واعتبارا من عام 2024، لا يزال الصراع الدائر في أوكرانيا يفرض ضغوطًا كبيرة على الاتحاد الأوروبي.

وأضاف أن الدول الاتحاد الأوروبي بحثت عن مصادر بديلة للطاقة مع إعادة تقييم استراتيجياتها الأمنية، خاصة في ظل تفاقم التوترات داخل الاتحاد بسبب المصالح المتباينة، وخاصة بين دول أوروبا الشرقية، التي تتوخى الحذر إزاء العدوان الروسي، والدول الغربية مثل ألمانيا وفرنسا، التي تدعو إلى المشاركة الدبلوماسية.

نقطة محورية

أوضحت المجلة أن حلف الناتو أصبح يتبنى موقفًا موازنًا للعدوان الروسي، وأدى نشر قواته في أوروبا الشرقية، وخاصة في الاستجابة لأزمة أوكرانيا، إلى تكثيف المخاوف الأمنية، ما أسفر عن مواجهة عسكرية، مشيرة إلى أن الحوار السابق الذي ميز العلاقات بين الحلف وروسيا تبدد كثيرًا، ما أفسح المجال للمواقف العسكرية والاستفزازية.

وأضافت أن ظهور الحرب الإلكترونية وحملات التضليل أضاف تعقيدًا على العلاقة، ما يضطر كل من الحلف وروسيا إلى مواجهة أشكال جديدة من الصراع تتجاوز الحدود العسكرية التقليدية. وتؤكد العديد من القضايا الحرجة على التحديات في العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وروسيا اعتبارًا من عام 2024.

ويظل الصراع المستمر في أوكرانيا نقطة محورية، حيث تثير العمليات العسكرية الروسية الإدانة والعقوبات من الدول الغربية. ويؤدي هذا الوضع إلى تفاقم الأزمات الإنسانية ويساهم في عدم الاستقرار على نطاق أوسع في أوروبا. وإمكانية التصعيد عالية، خاصة بالنظر إلى التفاعل بين الخطاب النووي والتدريبات العسكرية من كلا الجانبين.

أزمة الطاقة

قالت المجلة إن الاعتماد على الطاقة يمثل قضية ملحة أخرى، خاصة لأوروبا، فقد حفزت أزمة الطاقة، التي تفاقمت بسبب الحرب في أوكرانيا، سعي الاتحاد الأوروبي الحثيث إلى إيجاد بدائل للنفط والغاز الروسيين، ولا يهدف هذا التحول إلى تعزيز أمن الطاقة فحسب، بل وأيضًا إلى تقليص نفوذ روسيا على الاقتصادات الأوروبية.

ويشير التحول نحو الطاقة المتجددة، إلى جانب الاستثمارات في البنية الأساسية للغاز الطبيعي المسال، إلى تحول مهم في سياسة الطاقة في الاتحاد الأوروبي، إلا أن هذا التحول يواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك ارتفاع أسعار الطاقة وضرورة العمل الجماعي بين الدول الأعضاء.

نهج استراتيجي حذر

أوضحت المجلة أن الديناميكيات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحلف الناتو وروسيا في 2024 تتسم بتحديات كبيرة ناجمة عن الصراع الدائر في أوكرانيا، والاعتماد على الطاقة، وانعدام الثقة المتبادل، وفي حين توجد فرص للحلول الدبلوماسية، وخاصة من خلال الحوار المتجدد وتنويع مصادر الطاقة، فإن التوترات السائدة تتطلب نهجا استراتيجيا حذرا للتخفيف من خطر المزيد من التصعيد.

وأضافت أن التعاون في المستقبل سيعتمد على قدرة هذه الجهات الفاعلة على التنقل عبر المواقف الجيوسياسية المعقدة، وموازنة المصالح الوطنية مع الأمن الجماعي، وتعزيز البيئة المواتية لإعادة بناء الثقة، ورغم أن التحرك نحو المواءمة سيفرض العديد من العقبات، فإن السعي إلى نظام دولي أكثر استقرارًا وتعاونًا يظل هدفًا مرغوبًا.

اقرأ أيضا

إخلاء مسؤولية إن موقع مصر النهاردة يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق