يخطط عشرات الآلاف من عمال الموانئ في الولايات المتحدة للإضراب الأسبوع الحالي إذا لم يتم التوصل إلى انفراجة في العقد الاجتماعي الجديد، وذلك قبل شهر واحد فقط من الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.

ومن المتوقع أن يبدأ إضراب في 14 ميناء كبيرًا على الساحل الشرقي وخليج المكسيك عند منتصف ليل الثلاثاء الأول من أكتوبر، مما يشكل ضربة قوية محتملة للاقتصاد الأمريكي، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية، أمس السبت 28 سبتمبر 2024.

مفاوضات العقد الجديد

بدأت المفاوضات بشأن عقد جديد في مايو الماضي، لكنها توقفت في الأسابيع الأخيرة.

وطلب التحالف البحري الأمريكي (USMX)، الذي يمثل شركات الشحن ومشغلي المحطات، يوم الخميس من المسؤولين الفيدراليين التدخل، مشيرًا إلى رفض النقابة المتكرر الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

ورفضت جمعية عمال الموانئ الدولية الشكوى ووصفتها بأنها حيلة دعائية أخرى.

عرض أجور منخفض

يضغط الاتحاد من أجل توفير الحماية ضد فقدان الوظائف المرتبط بالأتمتة، ومن أجل زيادة الأجور بشكل كبير بعد أن استمر عمال الموانئ في تقديم الخدمات الأساسية طوال فترة الوباء.

ورفض رئيس اتحاد عمال السيارات هارولد داجيت عرض الأجور المنخفض الذي قدمته نقابة عمال المكسيك ووصفه بأنه مزحة، مشيرًا إلى أن العمال على استعداد للانسحاب من العمل والسير على خطى العمال في بوينج وشركات صناعة السيارات في ديترويت وفي قطاعات أخرى على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية، الذين أطلقوا إضرابات في سوق العمل الأمريكية الضيقة.

وتمثل نقابة العاملين في الموانئ 85 ألف عامل في 36 ميناء.

الإضراب الأول منذ 1977

سيكون الإضراب هو الأول من نوعه الذي تنظمه نقابة الموانئ منذ 1977، ويؤثر بشكل مباشر على نحو 25 ألف عضو في نقابة الموانئ في 14 ميناء أمريكيا كبيرا، بما في ذلك نيويورك، نيوجيرسي، وبوسطن، وفيلادلفيا، وسافانا، ونيو أورليانز، وهيوستن.

والإضراب من شأنه أن يؤثر على المزيد من العمال في مرافق ومحطات الشحن الأصغر على طول ساحل النصف الشرقي من الولايات المتحدة، من ولاية ماين إلى تكساس.

7.5 مليار دولار أسبوعيًا

تمثل الموانئ التي ستضرب عن العمل أكثر من نصف إجمالي الواردات الأمريكية خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2024.

وقدرت مؤسسة أوكسفورد إيكونوميكس أن الإضراب من شأنه أن يؤثر على الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بما يتراوح بين 4.5 مليار دولار و7.5 مليار دولار أسبوعيًا، ويقول المحللون إن الضرر الاقتصادي الإجمالي يعتمد على طول مدة الإضراب.

تدخل البيت الأبيض

بموجب قانون تافت-هارتلي، يتمتع الرئيس جو بايدن بسلطة إصدار أمر للأطراف باستئناف المحادثات لفترة تهدئة مدتها 80 يومًا، واستبعد بايدن هذا الخيار، حتى مع تشجيع مسؤولي البيت الأبيض لاستئناف المحادثات.

وفي 17 سبتمبر، حثت مجموعة تضم ما يقرب من 180 شركة ومنظمة ومجموعات تجارية بايدن على العمل لضمان عدم حدوث أي اضطرابات، وقالت في رسالة إن الإضراب سيكون له تأثير مدمر على الاقتصاد، خاصة وأن التضخم في اتجاه هبوطي.

أكثر المواد تأثرًا

من المتوقع أن تكون الفواكه والمنتجات الطازجة من بين أكثر المواد تأثرًا، وقال موريتز عن الفاكهة الصفراء التي ستتأثر بالاضطرابات إنه لا يمكنك أن تطلب من الموز أن يتوقف عن النمو.

وتشكل السيارات قطاعًا آخر من القطاعات التي قد تتأثر بشدة، حيث تعد بالتيمور وجورجيا مركزين نشطين على وجه الخصوص.

ذروة الشحن

يبدأ موسم الذروة للشحن عادة في يونيو أو يوليو، ويستمر حتى أكتوبر، ولكن هذا العام، بدأت الأحجام في الارتفاع في مايو، واقتربت من الأرقام القياسية في أغسطس.

وارتفعت الأسعار في الفترة الأخيرة، حيث يرجع ذلك جزئيًا إلى الاضطرابات في البحر الأحمر.