الإيد الشغالة - مصر النهاردة

القاهرة 24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع مصر النهاردة نقدم لكم اليوم الإيد الشغالة - مصر النهاردة

«يا حلاوة الإيد الشغالة، ورُّونا الهمة يا رجالة.. المكن الداير من شوقه، بيقول يا ولاد أحلى قوالة.. يا حلاوة الإيد الشغالة.. قسِّم يا مكن قول سمعنا، دا كلامك حلو وله معنى، وحياة الحب اللى جمعنا، دى جمايلك فى العين متشالة.. م الليلة المصنع بقى بيتنا، والبركة فى ولاد حتتنا، والهمة حاتفضل غنوتنا، ونقول يا أولاد أحلى قواله».

هكذا غنت المطربة شريفة فاضل عام ١٩٥٢ أغنيتها بعنوان «يا حلاوة الإيد الشغالة»، لمؤازرة الشباب وتشجيعهم فى مجالات العمل المتعددة. والأغنية من كلمات المؤلف شريف المهدى، وألحان الموسيقار حسن نشأت، وقد ارتبطت هذه الأغنية فى أذهان الجميع باحتفالات الأول من مايو من كل عام بعيد العمال.

وتعود جذور يوم العمال إلى بداية القرن التاسع عشر فى أستراليا قبيل عام ١٨٥٦ بعد أن نجح عمال البناء فى «ملبورن» و«سيدنى» بتحقيق مطالبهم بتخفيض ساعات العمل إلى ٨ ساعات يوميا، ومن ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد حوالى ٣٠ عاما وباقى دول العالم، ليصبح عيدا رسميا فى أكثر من ١٠٠ دولة.

ومع بداية الثورة الصناعية، كانت حياة العمال جحيما بسبب الإنتاج الصناعى فى المصانع الكبيرة، حيث كان يوم العمل يتراوح ما بين ١٠-١٦ ساعة، طوال ستة أيام فى الأسبوع، فضلا عن تشغيل الأطفال دون أى اعتبارات، وقد أدى ذلك إلى ظهور حركة «٨ ساعات يوميا»، كإحدى الحركات الاجتماعية التى سعت نحو منع التجاوزات والانتهاكات فى حق العمال.

إلا أن عيد العمال يعود فى أصله إلى عام ١٨٦٩، حيث شكل عمال صناعة الملابس بفيلادلفيا فى أمريكا ومعهم بعض عمال الأحذية والأثاث وعمال المناجم منظمة «فرسان العمل» كتنظيم نقابى يكافح من أجل تحسين الأجور وتخفيض ساعات العمل.

وجاء أول مايو ١٨٨٦ ليشهد أكبر عدد من الإضرابات العمالية فى يوم واحد فى تاريخ أمريكا، حيث وصل عدد الإضرابات التى أعلنت فى هذا اليوم نحو خمسة آلاف إضراب، واشترك فى المظاهرات ٣٤٠ ألف عامل، وكان المطلب العام لأحداث هذا اليوم هو «٨ ساعات عمل ليس أكثر».

وبعد كثير من الرفض الرأسمالى المطلق لهذه المطالبات، الذى صاحبه كثير من الإضرابات والاعتصامات التى تمت مواجهتها بالعنف المفرط. وبالرغم من مرور عامين من الانتهاكات الصارخة، لم يتوقف نضال الحركة العمالية فى الولايات المتحدة الأمريكية، وبلغ ذروته عام 1894، حينما قتل الجيش الأمريكى عددا من العمال المتظاهرين، وهو ما شكل ضغطا كبيرا على الرئيس الأمريكى، «غروفر كليفلاند»، ودفعه إلى التصالح مع حزب العمال، بتشريع عيد العمال، وإعلانه عطلة رسمية فى البلاد، تخليدا لذكرى «أوغست سبايز ورفاقه».

وفى النهاية يظل الفيلم المصرى «الأيدى الناعمة» والذى عرض عام ١٩٦٣، بطولة أحمد مظهر وصلاح ذو الفقار وصباح ومريم فخر الدين وليلى طاهر، والمأخوذ عن كتاب توفيق الحكيم تحت العنوان ذاته، ومن إخراج محمود ذو الفقار؛ يظل شاهدا على أيقونة مصرية للاحتفال بعيد العمال فى السينما المصرية.

 أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب

جامعة المنصورة

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق