الأفكار المتدنية

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

العصر الراهن سمات مختلفة على رأسها «السوشيال ميديا» كعالم موازٍ يحمل فيه رواده شخصيات تدعو للاندهاش، ولا أقصد بالرواد المستخدم العادى الزائر، بل من اتخذ حديثه على المنصات المختلفة..حياة أساسية له، ثم أصبحت السوشيال ميديا مع العوامل الزمنية، بيئة خصبة لنمو أنماط فكرية غريبة على مجتمعنا أو على شخصيتنا.

الدافع الكام وراء ذلك يراه البعض فى القدرة على اخفاء الشخصية وبالتالى تكسر دوامة الصمت، وأنا لا أميل لهذا الرأى مطلقا، نحن نرى يوميا عشرات الأفكار والأراء شديدة التدنى، هذا لا يمكن أن يكون داخل أفراد المجتمع وينتظر فرصة للظهور من خلال التخفي، بقدر ما أرى أن السبب هو فوضى السوشيال ميديا، بالضرورة عدم وجود تنظيم وتأطير لأى شىء يسمح بتلفه.

الظاهرة الموجودة متعددة، أحاديث باسم الدين..اختراق للحياة الشخصية..هدم منظومة القيم..إلى جانب استخدام التقنيات الحديثة فى نشر الشائعات مثل تقنية الديب فيك، ثم لا تقتصر اشكال الفوضى على من يصنع المحتوى ويقدمه بل تمتد لمن يتلقاه، فمع التحفظ على أى خطأ فكرى أو سلوكى لابد من أن ينظر أى شىء أمام منصات قضائنا الشامخ لا أن ينصب كل فرد نفسه قاضيا.

مكمن الخطورة فى ذلك عودة المفهوم الإخوانى «أستاذية العالم» للظهور بشكل مقنع من خلال أفراد سواء تكتب بوست أو تخرج بفيديو دون أن نعرف لهم خلفية أو تكون لهم خبرة علمية أو عملية، لكنه فقط يتحدث بمعايير الفوضوية ينتشر فيصبح بدور قائد رأي، وهو فى حد ذاته يحمل اخطاء كارثية فتنتشر فى إطار دعوته للإصلاح...وهكذا نزل داخل دائرة مفرغة.

لا يمكن الخروج من هذا الحال سوى بمواجهة أفراد المجتمع بذواتهم وبما يليق بشخصياتهم، ويصبح كل صاحب رأى قادرا أن يكسر هذه الدائرة عنده برؤية مستنيرة وأن ننتظر من الجهات المختلفة تنظيم ندوات ودورات توعوية لطلاب المدارس والجامعات حتى يدركوا خطورة ابسط شىء يفعلونه على أى منصة.

إخلاء مسؤولية إن موقع مصر النهاردة يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق