نظم معرض دمنهور السابع للكتاب المقام بمكتبة مصر العامة بدمنهور، ندوة لمناقشة وتوقيع كتاب "الكاريكاتير.. ونصر أكتوبر" للمؤلفان الأستاذ الدكتور أحمد جلال بسيوني، وأستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب بدمنهور، والباحث والكاتب عبدالله الصاوي المتخصص في تاريخ الكاريكاتير المصري، بمشاركة الدكتور محمد رفعت الإمام، والدكتور محمد أبو علي.

حيث قدم "بسيوني" عرضا تاريخيا مصحوبا بالوثائق والرسوم الكاريكاتيرية، التي تناولت الفترة التاريخية من عام 1967 وصولا إلى نصر أكتوبر المجيد عام 1973، مؤكدا أن ما حدث في الخامس من يونيو هو ضربة عسكرية وليس هزيمة أو نكسة، فالجيش المصري لم يحارب كي يهزم، وأن القيادة السياسية المصرية قد نجحت في لم جراحها وتدارك الأمر سريعا، من خلال إعادة بناء القوات المسلحة، وسرعان ما ظهرت النتائج سريعًا من خلال إغراق المدمرة إيلات ونجاح القوات المسلحة المصرية في بناء حائط الصواريخ.

كما قام بشرح صور الكاريكاتير لعدد كبير من رسوم صاروخان ورخا التي وردت بالكتاب واستشرف فيها الرسمان نصر أكتوبر منذ عام 1972 حتى قبل النصر بتسعة أيام.

وفي كلمته أوضح "الصاوي" أن إعداد الكتاب بدأ من خلال ورقة بحثية شارك بها تحت عنوان "رؤية الكاريكاتير للصراع العربي الإسرائيلي 1967 - 1973" والتي شارك بها في مؤتمر أربعون عامًا على حرب أكتوبر، الذي نظمته الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية وهيئة البحوث العسكرية التابعة للقوات المسلحة المصرية في أكتوبر عام 2013، بمقر دار الكتب والوثائق القومية.

مشيرًا أنه على مدار سبع سنوات قام بالعمل على تطوير المشروع وجمع أكبر قدر ممكن من الرسوم الكاريكاتيرية الخاصة بحرب أكتوبر، وفي عام وفي عام 2020 أقام أول معرض كاريكاتيري بقاعة آدم حنين بالهناجر، تحت عنوان "نصر أكتوبر.. في ذاكرة الكاريكاتير المصري" وافتتحته وزير الثقافة، الأمر الذي دفعه لتوثيق هذه الأعمال في كتالوج أو كتاب تذكاري، وتواصل مع الدكتور أحمد جلال بسيوني، الذي رحب بالفكرة على الفور، ليرى الكتاب النور من خلال سلسلة كتاب اليوم التابعة لمؤسسة أخبار اليوم، بمناسبة الاحتفال باليوبيل الذهبي لنصر أكتوبر.

حيث تم تنظيم احتفالية بالتعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة، بقاعة صلاح طاهر بدار الأوبرا، تحت عنوان "الكاريكاتير.. ونصر أكتوبر" متضمنة لأول مرة مشاركة أكثر من 100 رسام كاريكاتير من أكثر من 25 دولة حول العالم، بمجموعة من الرسوم الكاريكاتيرية لنصر أكتوبر، وكذلك عدد من البورتريهات الكاريكاتيرية لأبطال نصر أكتوبر، كما ضم المعرض مجموعة رسوم كاريكاتيرية لأكثر من 35 رسام كاريكاتير مصري ممن عاصروا مجريات الحرب، بالإضافة إلى مجموعة رسوم كاريكاتير أصلية تعرض في معرض عام لأول مرة لصاروخان وجواد حجازي.

وفي كلمته أكد "الإمام" على أهمية الكتاب البالغة، لتقديمه رواية تاريخية متفردة وشيقة عن حرب أكتوبر، من خلال فن الكاريكاتير، هذا الفن المصري الخالص الذي كان للحضارة المصرية القديمة فضل في تقديمه للعالم، من خلال مجموعة من الرسوم الكاريكاتيرية التي تعود للحضارة المصرية القديمة وتحديدا للأسرة الثامنة عشر، والمسجلة على ورق البردي وعدد من قطع الفخار الصغيرة، والموجودة بالمتحف المصري وعدد من المتاحف حوال العالم.

حضر الندوة عدد من رواد معرض دمنهور للكتاب،  وعدد من أبطال حرب أكتوبر من أبناء محافظة البحيرة، وأساتذة كلية الآداب بدمنهور، وعدد من الكتاب وطلاب قسم التاريخ بكلية الآداب بدمنهور، حيث تم استقبال عدد من الأسئلة الحضور، تمحورت حول تاريخ فن الكاريكاتير المصري ورواده، وعن سبب اختيار المؤلفان لرسوم صاروخان ورخا تحديدًا دون غيرهما، وعن الصعوبات التي واجهت المؤلفان أثناء إعدادهما للكتاب.

البحيرة