الربا في اللغة يعني النماء والزيادة، أما في الشرع، فهو ما يُضاف على أصل البيع أو الدين من مال دون حق، أو الزيادة التي تُفرض بعد مدة معينة بلا مقابل.

اختلاف الفقهاء

الزيادة على الأصل تُعتبر ربا، سواء حدثت في اللحظة نفسها أو بعد فترة معينة،  وقد اختلف الفقهاء في تعريف الربا على النحو التالي:

الحنفية: يرون أن الربا هو الزيادة الخالية من العوض في البيوع، مثل بيع درهم بدرهمين أو بيع درهم حالٍ بدرهم مؤجل.

المالكية والشافعية: يعتبرون الربا عقدًا يعتمد على عوض غير معلوم في حال تماثل العوضين في الشريعة الإسلامية، سواء كان الحال أو مؤجلًا. ويشمل ذلك الأموال الربوية، حيث يُستثنى كل من الهبة والصدقة لأنها تتم دون عوض.

الحنابلة: يرون أن الربا يتضمن التفاضل في بعض الأمور والنسيئة في أخرى، ويشير إلى الزيادة في البدلين، مثل بيع صاع من القمح بصاع ونصف من نفس النوع، أو بيع ذهب حالاً بفضة مؤجلة، حيث تعتبر علّة الربا الكيل والوزن مع الجنس.

حكم الربا: ورد تحريمه في الكتاب والسنة. وقد اختلف العلماء حول كيفية نزول حكم الربا؛ فمنهم من قال إنه نزل على مراحل، بينما قال آخرون إنه نزل دفعة واحدة، وهو أمر مُحرم قطعي. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ).

توضح هذه الآيات عاقبة مرتكبي الربا، حيث يُحذرهم الله من أنه سيكون لهم حرب من الله ورسوله. كما قال تعالى: (وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا).

تظهر هذه الآية قبح فعل مرتكب الربا الذي يعي حرمة الربا ومع ذلك يستمر في فعله. وأيضًا قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَعَنَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ). وقد روى عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قوله: (لعن رسول الله الواشمة والموتشمة وآكل الربا وموكله).