السياسة النقدية للبنك المركزي وغياب الشفافية يهددان الاقتصاد العراقي

وكالة الصحافة المستقلة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

المستقلة / متابعة / – كشفت مصادر اقتصادية وإعلامية أن محافظ البنك المركزي العراقي، علي محسن العلاق، رفض نشر الجداول المالية للبنك المركزي لعام 2023، حيث أظهرت القائمة المنشورة على الموقع الإلكتروني للبنك أن آخر جدول منشور يعود إلى تشرين الثاني من العام الماضي.

وأكدت المصادر للمستقلة أن أسباب رفض المحافظ لنشر بيانات الجداول المالية تعود إلى الحجم الواسع في إصدار النقد الجديد. وتوضح المصادر أن حالة من التضخم في السيولة وصلت إلى أرقام هائلة بسبب غياب الرقابة من قبل مجلس النواب على أعمال البنك المركزي، بالإضافة إلى الفساد الواضح في ملف سعر صرف الدينار مقابل الدولار.

في هذا السياق، حذر السياسي المستقل حسين الفلوجي من الإفراط في إصدار النقد الجديد وتأثيره على الاقتصاد العراقي. وفي مقالته التي نشرتها المستقلة، قال الفلوجي: “في ظل التحديات الاقتصادية التي يواجهها العراق، تظهر أهمية إصدار النقد الجديد كأداة من أدوات السياسة النقدية لتحقيق النمو الاقتصادي والاستقرار المالي. ولكن للأسف، تم توجيه هذه الأموال بشكل غير فعّال نحو القطاعات الاستهلاكية بدلاً من الإنتاجية، مما أدى إلى زيادة التضخم واستنزاف رصيد العملات الصعبة.”

ووفقًا للإحصاءات المتاحة، بلغ حجم النقد المصدر في نهاية عام 2017 أكثر من 44 تريليون دينار عراقي، بينما تجاوز حجم الكتلة النقدية 103 تريليون دينار عراقي في نهاية عام 2023. وأشار الفلوجي إلى أن هذه الأموال تم توجيهها نحو قطاع الرواتب والإعانات بدلاً من توجيهها نحو القطاعات الإنتاجية. وأكد أنه لو تم توجيه هذه الأموال بحكمة نحو القطاعات الصناعية والزراعية والسياحية وقطاع التعدين، لكان الوضع الاقتصادي في العراق أفضل بكثير مما هو عليه الآن.

واختتم الفلوجي بتأكيد الحاجة إلى إعادة النظر في استخدام النقد الجديد وتبني استراتيجية تركز على توجيه الأموال نحو القطاعات الإنتاجية المدرة للدخل بالعملات الصعبة ودعم القطاع الخاص، لتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد بشكل مستدام.

هل يستمر التضخم في تهديد الاقتصاد العراقي؟

تبرز هذه القضية الحاجة الملحة لإجراء إصلاحات جذرية في السياسة النقدية والرقابية للبنك المركزي، وإيجاد آليات فعّالة للحد من الفساد وضمان الشفافية في إدارة الأموال العامة لتحقيق تنمية اقتصادية حقيقية ومستدامة في العراق.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق