عيوب القلب الخلقية - مصر النهاردة

القاهرة 24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع مصر النهاردة نقدم لكم اليوم عيوب القلب الخلقية - مصر النهاردة

دائمًا ما كان الشيخ الشعراوى يتحدث عن العيوب الخلقية، ويقول إنها دلالة على قدرة الخالق، فالخلق ليس «مصنع أكواب» يخرجون من جهاز واحد لا يستطيع أن ينتج غير شكل واحد فى إنتاجية واحدة، ولكن المولود يخرج إلى الدنيا كل واحد بذاته وله «شفرته» الخاصة، وأنّ السبعة مليارات أو الثمانية مليارات مخلوق من الإنس فقط كلٌ له «فورمة» خاصة من عند الل،ه ولو لم يحدث تغيير، فذلك تمام الصنعة، وإن حدث اختلاف فإنما يريد الخالق أن يقول لك إنه يخلق الملايين هكذا، ولكنه يستطيع أن يخلق غيرهم، ليبين للناس القدرة، وهنا لا بد أن تكون لك وقفة، فليس كل من عنده عيب خلقى يشتكى فقد لا يعرفه وقد يفاجأ به صدفة، وليست العيوب الخلقية مرتبطة بالوفاة ارتباطًا مباشرًا، إذا لما مات الصحيح الذى ليس عنده مرض، وثالثًا أنك تجد بعضًا ممن عندهم عيوب خلقية يعيشون حياة عادية، ومنهم من يتزوجون وينجبوا أبناءًا أصحاء، وهذا لا يخفى على أحد.

وكلمة «عيوب» فيها كثير من المغالطة، أولًا لأنها ارتبطت بالخلق، وهذا فى حد ذاته «خطأ»، ثانيًا لأن ليس كل ما نراه فى الكشف يمثل «عيبًا» فى ذاته وإلا لما وجد أحد ليس به عيب، ولكن قد يكون مناسبًا لشخص ما دون الآخر.

وقبل الحديث عن العيوب الخلقية لا بد أن نشير إلى أن القرآن قد أشار إلى الخلق 261 مرة فى نحو 218 من آية وذكر الخلق وذكر تطور خلق الجنين فى الرحم فقال فى كتابه الكريم «خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِى بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِى ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ» ذكرها مرة واحدة فى سورة الزمر:

وأشار القرآن الكريم أيضاً إلى أن تكوين الطفل يأخذ مراحل متعددة ومتطورة وتسير فى اتجاه واحد فقط مع الاحتفاظ بوجود خلايا بديلة هى الخلايا الجزعية وهى المضغة المخلقة وغير المخلقة «يَا أَيُّهَا النَّاسُ أن كُنتُمْ فِى رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فأنا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِى الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إلى أجل مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فإذا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ».

والقرآن عندما يذكر الخلق فلا يترك مجالًا لأقوال أخرى ودون تحميل القول أكثر ما يحتمل فترى القرآن أشار إلى الخلية الواحدة، وأشار إلى التزاوج بين الرجل والمرأة، ثم أشار إلى التكوين فى ترتيب محكم، كما أشار إلى ماء الرجل ولقبه بأنه مهين «الضعيف» ولم يشر من قريب أو بعيد أنه قليل أو كثير، فضلًا على أنه لم يطلق على ماء الرجل صفةً أخرى غير ذلك من عدم التقدير أو أنه به نجاسة لأن هذا الماء فى حكم الشرع طاهر لا يُنجس.

والسؤال المهم الآن: إذا كانت الهرمونات والجينات هى التى تتحكم فى كل شيء فلماذا تحدث العيوب الخلقية؟ والإجابة قد تأخذنا أيضاً إلى سؤالٍ آخر وهل العيوب الخلقية تمنع الحياة فأبطال العالم فى الرياضات البارالمبية قد يكون عندهم مشكلات أو عيوب خلقية كثيرة أو مكتسبة ولكنهم يبدعون ويحققون أرقامًا قياسية، فيما لا يستطيع الصحيح نفسه أن يفعله ويعيشون حياة مستقرة وهادئة كأن ليس عندهم شيء على الإطلاق، فالعيوب الخلقية لا تشكل لهم عائقًا فى الحياة، بل دفعتهم إلى النجاح، ومنها ما تم علاجه ومنها لا ولم يؤثر ذلك فيهم إلا قليل.

ويقول العارفون بالعيوب الخلقية إنها غيبية فى أمور سماوية وإن كانت قوية فليست للعلاج عصية ولا فتاكة بالرعية فعليك المسئولية أن تترك التبعية لمن نازع الخالق العطية وستكون خير البرية إذا فهمت القضية.

استشارى القلب - معهد القلب

[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق