آداب الطريق إلى الله  (2) - مصر النهاردة

فيتو 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع مصر النهاردة نقدم لكم اليوم آداب الطريق إلى الله  (2) - مصر النهاردة

 على المريد الصادق أن يدعَ الغيْبة، وألا يسعى بين الناس بالنميمة، ويجتنب الحديث عن خلق الله، وألا يتطرق إلى سيرة غيره من البشر، فهي آفة لا تبقي من الحسنات ولا تذر، كما حذر منها آل البيت وصحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وضمَّنها العارف بالله، الشيخ أحمد محمد سليم في وصيته الشهيرة.

 

الموتُ هو المصير المحتوم لكل ابن آدم، وتذكر الموت يعين على التزام الطاعات، والبعد عن المنكرات. وإذا كان حبُّ الدنيا هو رأس كل خطيئة فإن تذكر الموت باستمرار يعين على الزهد في المتع الدنيوية، والحرص على أداء الواجبات الدينية.

-إعلانات-

 

وفي رحلة المريد إلى الله، عليه أن يزهد في الشهوات، ويسعى جاهدا أن يحد منها، وألا يستسلم للنفس الأمارة بالسوء، كما يقول الإمام البوصيري في بردته: "والنفسُ كالطفل إنْ تهمله شبَّ على... حُبِّ الرَّضاع وإنْ تفطمْه ينفطمِ".

 

أي لو أطاع الإنسان نفسه في كل ما ترغبه لاعتاد على ذلك، وأدمن الاستجابة للغرائز والشهوات، لكن لو صام عن المتع الزائلة لصان نفسه من الهلاك، وأدرك مرادَه من رضا الله، وعبادته حق العبادة.

 

الإخلاص في العمل، وعدم التطلع إلى إرضاء الناس، واتِّقاء الشرك الخفيّ. فالواجب أن يكون الله هو المقصود بعمل الخير، وليس البشر.. فهذا هو ما يسمى بـ "الشرك الخفي"، ومنه أيضا الإعجاب بالنفس والزهو والغرور، أعاذنا الله منه.

 

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يجد أحد حلاوة الإيمان حتى يحب المرء لا يحبه إلا لله، وحتى أن يقذف في النار أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله، وحتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما".

 

صفات المريد

فعلى المريد أن يحبَّ لله، وألا يكره أحدًا على الإطلاق، فهو لا يحب إلا من أجل الله، يحب الخير، ويحب من يصنع الخير.. يحب منْ يعينه على ذكر الله، وطاعته، ويذكره بالله، ورسوله على الدوام، لكنه لا يبغض إنسانًا حتى لو رآه يرتكب معصية، بل يكره المعصية ذاتها، ويبغض الحرام لا مرتكب الحرام.

 

والأخوة في الله تعين على طاعة المولى، وتساعد الإنسان في مواجهة مصاعب الحياة.. ومن جمال الأخوة أن الأخ يُذَّكر أخاه إن نسي، ويعينه على طاعة الله، ويقف إلى جانبه في وقت الشدة، ويكون في حاجته إن احتاج إلى مساعدته، وعونه.

 

وفي حديث أبي هريرة عن النبي ﷺ، أنه قال: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه: إمامٌ عادلٌ، وشابٌّ نشأ في عبادة الله، ورجلٌ قلبٌه معلقٌ بالمساجد، ورجلان تحابَّا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه". قال تعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ"... وقال تبارك وتعالى: "فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا".

 

وقال صلى الله عليه وسلم: "لا تصاحب إلا مؤمنا".. وقال أيضا: "أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله". وقال صلى الله عليه وسلم: "إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه لله".

 

 

وحدد النبي، صلى الله عليه وسلم واجبات وحقوق الأخ في الله، في الحديث الشريف: "حق المسلم على المسلم ست، قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال: "إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه".. وقال بعض الصالحين: "إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره، فالتمس له عذرًا واحدًا إلى سبعين عذرًا، فإن أصبته، وإلا، قل: لعل له عذرًا لا أعرفه".

أخبار ذات صلة

0 تعليق