ساخرون، حكاوي زمان.. مصطفى أمين يكتب عن سلالم النجاح وأسانسير الفشل - مصر النهاردة

فيتو 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع مصر النهاردة نقدم لكم اليوم ساخرون، حكاوي زمان.. مصطفى أمين يكتب عن سلالم النجاح وأسانسير الفشل - مصر النهاردة

فى جريدة الأخبار عام 1977 كتب الكاتب الصحفى مصطفى أمين -رحل فى أبريل 1995-، مقالا قال فيه: الحياة الفنية المصرية أجدبت منذ تدخلت الحكومة فيها، ومنذ أصبح الفنان يحال إلى المعاش بقرار. 

إن الاعتماد على قرارات وتوصيات وأشخاص لا يمكن أن تخلق فنانا، وبها تصاب الحياة الفنية بالعقم والتوقف عن فرز فنانين على مستوى عال. أول خطوة لبناء المجد الفنى هو فتح الطريق أمام الشباب، وما يدعو إلى الدهشة هو اختفاء بعض البرامج التى كانت تقدم الزهرات التى تتفتح ويكون ثمرها مفيدا للحقل الفنى. 

-إعلانات-

لقد قدم بابا شارو العديد من هذه الزهرات والتى أصبح البعض منها كواكب، إلى جانب أنه كان هناك بعض مخرجى السينما الذين يبحثون عن الوجوه والكفاءات الجديدة التى كانوا يبحثون عنها فى كل مكان من الأماكن العامة. فمثلا اكتشف المخرج محمد كريم فاتن حمامة وهى طفلة فى فيلم يوم سعيد وجعل منها سيدة الشاشة العربية، وحلمى رفلة اكتشف شادية وأصبحت مطربة كبيرة أسعدت الملايين بفنها سواء فى التمثيل أو فى الغناء. 

نحن الآن فى أمس الحاجة إلى مكتشفى المواهب هؤلاء، وهم بدورهم عليهم أن يجوبوا القطر بحثا عن تلك المواهب التى تصلح للغناء أو الموسيقى أو التمثيل، فقد يجد أحدهم فلاحة صغيرة فى الحقل تغنى وتكون هى أم كلثوم الجديدة من خلال التمرين المستمر والتعليم، وأن يكون لها أستاذ يهتم بأمرها ويصقل موهبتها. بهذه الطريقة نستطيع أن نجد الكفاءات التى تتناقص يوما بعد يوم.

أما أن نظل قابعين فى القاهرة ولننتظر الكواكب الذين يأتون إلينا وهم يركبون الطائرات فهذا مستحيل. لو أعطينا الفرصة الأكيدة للشباب فإنهم سيكونون خير عون لنا بعد أن نتعهد المواهب منهم بالصقل والمران. إن الجيل الجديد أصبح يريد أن يصل إلى ما وصل إليه عبد الحليم وأم كلثوم دون أن يمشى الخطوات التى خطاها عبد الحليم وأم كلثوم. 

المجد الفنى ليس أسانسير يركبه الناس فيصعد بهم، إنما توجد سلالم ولابد أن يصعد الفنان السلمة الأولى ثم الثانية فالثالثة والمائة والألف. السلم هو باب النجاح. ومن الممكن على أى فنان أن يصبح مثل عبد الحليم لو أعطى حياته للفن، ولو جدد وطور ولم يقلد أحدا. فلو قلد عبد الحليم عبد الوهاب ما كان قد نجح أبدا لأن عبد الحليم شخصية مختلفة عن عبد الوهاب، ونفس الحال لو قلد فريد الأطرش.

 

 

 إن كل فنان مقلد لا يصل أبدا إلى مكانة ما يقلده من الفنانين، ولكى ينشأ عندنا أم كلثوم جديدة وعلى أمين جديد وفريد الأطرش جديد والعقاد جديد. وفى النهاية لا يمكن أن يصل أى إنسان إلى ما يبغيه ويريد تحقيقه وهو نايم على سريره كسلان.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق