شهد قطاع الطاقة الشمسية في الصومال خطوة جديدة للأمام، بعد التوجّه إلى استعمال تلك التقنية في إنارة المدارس والمنشآت التعليمية في البلاد، حيث طرحت الحكومة مناقصة لعدد كبير من المشروعات، وتتلقى العروض حتى مطلع شهر أغسطس/آب 2024.
وأشار تقرير، طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إلى أن وزارة الطاقة والموارد المائية أطلقت المناقصة لمشروعات بطاريات تخزين الطاقة، أيضًا.
ويعاني الصومال من ظواهر تغير المناخ العنيفة، التي تظهر في جفاف حادّ، حوَّل مساحات شاسعة من الريف في البلد الأفريقي إلى أرض قاحلة، كما تسبَّب في تَلَف المحاصيل ونفوق قطعان الماشية وموت الأطفال جوعًا، إذ انقطعت الأمطار لمواسم عديدة متتالية.
وقد تبدو الطاقة الشمسية واحدة من مصادر الكهرباء النظيفة التي يمكن أن تساعد إحدى دول القارة السمراء، التي لا تتجاوز مساهمتها في أزمة تغير المناخ أكثر من 3%، وفي المقابل تواجه أسوأ كوابيسها من الكوارث الطبيعية.
مناقصة تخزين الطاقة الشمسية
أعلنت وزارة الطاقة والموارد المائية الصومالية طرح مناقصة لتركيب محطات طاقة شمسية في 46 منشأة تعليمية بمنطقة بنادير جنوب شرق البلاد، إضافة إلى العاصمة (مقديشو)، حسبما ذكرت مجلة "بي في ماغازين"، الأسبوع الماضي.
وتبلغ سعة المحطات المستهدفة في المناقصة بين 16 كيلوواط و250 كيلوواط.
كما تتضمن المناقصة مشروعات بطاريات تخزين الطاقة الشمسية في الصومال، بسعة تتراوح بين 50 كيلوواط/ساعة و800 كيلوواط/ساعة.
ويموّل مشروعات الطاقة الشمسية في المنشآت التعليمية، إضافة إلى بطاريات التخزين، البنك الدولي، من خلال مشروع "صومالي إلكتريسيتي سيكتور ريكفري بروجكت" (SESRP).
ومن المنتظر أن يُمنح الفائزون بالمشروعات مهلة 8 أشهر للتنفيذ، بدءًا من وقت إرساء كل مشروع على كل فائز.
وكان صندوق أبوظبي للتنمية قد دشّن في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 محطة طاقة شمسية في الصومال، بقدرة 3.5 ميغاواط؛ لتلبية احتياجات مدينة بوصاصو من الكهرباء، وتأمين الطاقة من مصادر متجددة ومستدامة، وذلك في إطار المبادرات التي تتبنّاها الإمارات لدعم مشروعات الطاقة النظيفة في قارة أفريقيا، وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
نمو قدرة الطاقة الشمسية في الصومال
نمت القدرة المركبة من الطاقة الشمسية في الصومال خلال 2023 بنسبة 8.5%، وسجلت 51 ميغاواط، مقابل 47 ميغاواط في 2022، وفق بيانات وكالة الطاقة المتجددة الدولية.
وفي فبراير/شباط 2023، أطلقت الحكومة الفيدرالية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مشروع "أفريكا مينيغريد"، لتطوير المناطق الريفية، والإسهام في وضع البلاد على طريق التنمية المستدامة.
ويُنفَّذ المشروع في 21 دولة أفريقية، بشراكة بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومعهد "روكي ماونتن"، إضافة إلى البنك الأفريقي للتنمية، ويستهدف الاستثمار في شبكات الطاقة الشمسية الصغيرة، لتوفير طاقة مستدامة ورخيصة، إضافة إلى دعم مجهودات مكافحة تغير المناخ.
وقالت ممثلة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الصومال، جوسلين ماسون، حينها: "الحصول على الطاقة يعني دعم السكان للوصول إلى الخدمات الرئيسة مثل التعليم والصحة"، وفق الموقع الإلكتروني للبرنامج.
وأضافت: "إن 65% من الصوماليين ليس لديهم كهرباء، والوصول إلى الكهرباء هو واحد من أكثر الأمور تأثيرًا، وأسرعها في منح الفرص لتحسين جودة المعيشة".
وقال وزير الطاقة والموارد المائية، جامع تاقال، إن المشروع سيزيد القدرة على الوصول إلى الكهرباء النظيفة في البلاد، ويحسّن من القدرة على توصيل الخدمات.
ويزوّد المشروع نحو 66.76 ألف صومالي بالكهرباء النظيفة، نصفهم من النساء، كما يخفض الانبعاثات بنحو 30 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون بصورة مباشرة.
ويعتمد الكثير من الصوماليين الذين يحصلون على الكهرباء، على شركات القطاع الخاص التي توفر أنظمة شبكات الديزل الصغيرة والملوثة للبيئة، إضافة إلى أن تكلفتها مرتفعة.
وتسعى الحكومة الفيدرالية -أيضًا- إلى تنمية ثرواتها من النفط والغاز، ووقّعت وزارة الطاقة التركية في مارس/آذار 2024 اتفاقًا مع الصومال للتعاون في مجال النفط والغاز الطبيعي، يشمل البحث والتنقيب وعمليات النقل والتوزيع والتكرير والمبيعات والخدمات للنفط والمنتجات الأخرى من مشروعات برية وبحرية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
0 تعليق