في حياتنا اليومية، تعتبر القضايا المتعلقة بالعبادات والحقوق المالية جزءًا لا يتجزأ من تعاليم الدين الإسلامي،ومن بين هذه القضايا المهمة تأتي مسألة كفارة اليمين وإطعام المساكين،يعد إطعام عشرة مساكين من الأمور التي يجب على المسلم معرفتها، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالكفارات المرتبطة بالطلاق أو الحلف،ولذلك، فإن معرفة السعر المطلوب لهذه الكفارة ومقدار الإطعام تعتبر أساسية لكل مسلم،سنستعرض في هذا المقال تفاصيل مقدار الكفارة وطرق أدائها بشكل شامل ومبسط.

كم سعر إطعام عشرة مساكين

كفارة إطعام عشرة مساكين يمكن أن تكون ملزمة في حالات مختلفة، مثل عدم القدرة على الصيام خلال شهر رمضان،وفقًا للدكتور علي جمعة، يتمثل خيار الإطعام في ثلاث صور، وهي إطعام عشرة مساكين، كسوتهم، أو عتق رقبة،وفي حال عدم القدرة على القيام بأي من هذه الخيارات، يصبح صيام ثلاثة أيام هو الخيار المتاح،من المهم أن نفهم أن هذا الترتيب لا يعني التخيير بين الخيارات، بل هو ترتيب ملزم يحدد الأولويات للعبادة.

تشير دار الإفتاء المصرية إلى أن تكلفة إطعام عشرة مساكين تقدر بحوالي 100 جنيه مصري، مما يعني أن نصيب كل مسكين يكون حوالي 10 جنيهات،هذه الأرقام توفر رؤية واضحة عن المال الذي ينبغي صرفه لإتمام الكفارة.

علاوة على ذلك، فإن دار الإفتاء توضح أنه يمكن إخراج الطعام نفسه للمحتاجين، أو يمكن دفع قيمته المالية بدلاً من الطعام المباشر،وبالنسبة للأشخاص الذين لا يستطيعون إطعام عشرة مساكين، يسمح لهم بصيام ثلاثة أيام ككفارة بدلًا من الإطعام.

ما مقدار الإطعام في كفارة اليمين

مقدار الإطعام في كفارة اليمين يعتمد على ما يكفي من الغذاء لكل مسكين،يتمثل المعيار في إطعامهم بما يكفي لوجبة غذاء وعشاء، وهذا يعتمد بالطبع على طبيعة الأطعمة السائدة في المنطقة الاقتصادية،عند النظر في سعر إطعام عشرة مساكين، فإن كفارة اليمين تتطلب إطعام عشرة مساكين أو تقديم الكسوة لهم.

يشير الفقهاء إلى أن كمية الطعام المقترحة تكون بمقدار صاع من قوت الأشخاص في المنطقة، والذي يساوي حوالي 3.25 كجم،إذا كان الشخص عاجزًا عن توفير هذا القدر، فإنه يمكنه إخراج مقدار يشار له بـ “مد” لكل مسكين، ويقدر عادة بحوالي ربع صاع، أي ما يعادل 510 جرام.

كفارة اليمين بالترتيب

قال الله تعالى ( لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُم )[سورة المائدة: 89]

تسليط الضوء على المبادئ المستمدّة من هذه الآية يظهر عددًا من النقاط الجوهرية؛ أولاً يجب إطعام عشرة مساكين من أوسط الطعام المتاح،ثانيًا يمكن تقديم الكسوة لهم كبديل لوجبة الطعام،ثالثًا إذا لم تكن هناك إمكانية، فيمكن الالتفات إلى خيار عتق رقبة،وأخيرًا، في حال عدم توافر أي من هذه الخيارات، فإن صيام ثلاثة أيام هو الخيار المناسب.

كيفية إخراج كفارة اليمين

العديد من الأشخاص لديهم مفاهيم خاطئة تتعلق بكفارة اليمين،الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى، أكد على ضرورة التفريق بين الصيام والإطعام، حيث يُعتبر إطعام عشرة مساكين هو الخيار الأهم والأول،وبالتالي، إذا كان الشخص قادرًا على الإطعام، فإنه لا يجب عليه الصيام كبديل،إن الترتيب هنا يعكس أهمية تقديم أفضل أشكال الإحسان والكرم للمحتاجين.

حكم تأخير كفارة اليمين

ولتجنب أي لبس، أوضحت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية أنه يجب على المسلم إخراج كفارة اليمين في الحال، وعدم تأخيرها،الخيارات المتاحة هي الإطعام أو الكسوة أو عتق الرقبة، وإذا لم تكن هذه الخيارات متاحة، يحق للشخص أن يصوم الثلاثة أيام،وفي حالة التأخير، تكون هناك تبعات تتعلق بحالة الشخص في وقت أداء الكفارة.

كفارة الصيام

الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى، أشار إلى أن كفارة الإفطار خلال الأيام الفائتة من شهر رمضان في عام 2025 تقدر بـ 10 جنيهات، وذلك لشخص غير قادر على الصيام لأسباب مرضية وفقًا لتوصيات الأطباء،تُقدر هذه الفدية بنحو مُد طعام من أنواع الغذاء الشائعة، مما يضمن تقديم المساعدة للمحتاجين،ويمكن دفع القيمة المالية أيضًا عند الحاجة.

في حالة عدم قدرة الشخص على إطعام عشرة مساكين، يبقى أمامه خيار لخيار آخر، وهو توفير الكسوة لهم، وإذا لم يكن ممكنًا، عليه أن يصوم ثلاثة أيام كبديل.

في نهاية المطاف، يجب أن ندرك جميعًا أن مسألة كفارة اليمين وإطعام المساكين ليست مجرد واجب، بل هي تعبير عن الرحمة والإحسان الذي يجب على كل مسلم أن يتحلى به في سلوكه اليومي،إن التوجه نحو المساهمة الفعالة في مجتمعنا من خلال الكفارات والتبرعات يعكس قيم الإسلام السمحة في العطاء والكرم،لذلك ينبغي على الجميع الالتزام بهذه الطقوس بشكل دقيق وسليم لضمان الفائدة الكبرى من هذه الأعمال الصالحة.