تعد أسواق الذهب من بين الأسواق الأكثر تأثراً بالعديد من العوامل الاقتصادية والسياسية،خلال الفترة الحالية، نشهد تراجع طفيف في أسعار الذهب مع بداية تداولات الأسبوع، وهذا يأتي في سياق ضعف أحجام التداول على الصعيد العالمي بسبب قرب نهاية العام وفترة الأعياد،في هذا الإطار، يترقب المستثمرون مزيدًا من الدلائل حول اتجاهات أسعار الفائدة للاحتياطي الفيدرالي والسياسات الجمركية التي قد تتبناها الإدارة الأمريكية الجديدة،يعكس هذا التغير في حركة السوق مدى تأثير العوامل السياسية على أسعار الذهب.

انخفاض سعر أونصة الذهب العالمي في بداية الأسبوع

سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاضًا بنسبة 0.4% خلال تداولات اليوم الاثنين، لينخفض إلى أدنى مستوى عند 2609 دولار للأونصة، بعد أن افتتح السوق عند المستوى 2622 دولار،خلال الأسبوعين الماضيين، استمرت الأسعار تحت مستوى 2640 2650 دولار للأونصة، والذي يمثل المتوسط المتحرك لمدة 50 يومًا وفق تقرير جولد بيليون،رغم ذلك، يُتوقع أن ينهي الذهب عام 2025 على ارتفاع بنسبة 26.7%، وهو الأمر الذي يعتبر أكبر ارتفاع سنوي منذ 2010،تعتبر التوترات الجيوسياسية من العوامل الرئيسية التي تساهم في هذا الارتفاع، ومن المتوقع أن تلعب دورًا مهمًا في التأثير على أسعار الذهب في 2025.

التأثير الصيني على سوق الذهب

لقد كان للصين دور محوري في حركة أسعار الذهب، حيث أسهم الطلب الاستهلاكي وعمليات الشراء من قبل البنك المركزي الصيني في رفع الأسعار إلى مستويات قياسية في النصف الأول من العام،ومع ذلك، أوقف البنك المركزي الصيني عملياته في شراء الذهب لمدة ستة أشهر، مما أدى إلى انخفاض كبير في واردات الذهب،رغم ذلك، لم يؤثر هذا الإجراء بشكل ملحوظ على أسعار الذهب العالمية في النصف الثاني من العام.

توقعات المستقبل للذهب في ظل الظروف الاقتصادية

تقرير جولد بيليون يشير إلى أن أسعار الذهب ستظل قوية حتى عام 2025، حيث يدعم الطلب المتزايد على الذهب كملاذ آمن بسبب تدهور الوضع الاقتصادي في الصين وضعف العملة،مع استمرار التباطؤ في قطاع العقارات، يمكن أن ينشأ حد من النمو الاقتصادي الذي قد ينجم عن برامج الدعم الحكومية، مما يعزز رغبة المستثمرين في الذهب كاستثمار بديل.

المستقبل القريب لأسعار الذهب وأثر السياسة الأمريكية

من المتوقع أن تشهد التداولات في بداية العام الحالي حركة عرضية للأسعار نتيجة ضعف أحجام التداول، ورغبة المستثمرين في تجنب فتح مراكز جديدة،في ظل هذه الظروف، يتركز اهتمام الأسواق على السياسية الأمريكية، بما في ذلك التعريفات الجمركية المحتملة، وإلغاء القيود التنظيمية والتغييرات الضريبية المحتملة،وفي اجتماعاته الأخيرة، قام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة ثلاث مرات، مجمل الخفض بلغ 100 نقطة أساس في عام 2025، لكنه أشار إلى احتمال تقليص هذه التخفيضات في 2025 بسبب استقرار معدلات التضخم.

في الختام، يتضح أن تراجع أسعار الذهب على المدى القصير يعكس مجموعة من العوامل المحلية والعالمية المرتبطة بالاقتصاد والسياسة،مستقبل السوق يتوقف على تطورات جديدة في السياسة الأمريكية، وكذلك تأثير العوامل الجيوسياسية والاقتصادية من الصين،تبقى حالة السوق الذهب كأداة استثمارية مرسومة بعناية في ضوء التقلبات الاقتصادية القادمة.