الحول هو حالة طبية تؤثر على رؤية الأطفال، حيث يظهر معاناة في محاذاة العينين،تعتبر هذه الحالة مصدر قلق كبير للآباء، خاصة عندما يكون الحول ملحوظًا منذ الولادة أو يظهر فجأة بعد ذلك،في هذا المقال البحثي، سنتناول أسباب الحول ومدة وجوده عند الأطفال، وكيف يمكن التعامل معه،الهدف من هذا المقال هو توعية الآباء والمربين بأن معرفة التفاصيل حول الحول يمكن أن تسهم في اكتشافه مبكرًا مما يؤدي إلى تحسين جودة حياة الطفل وتفادي المضاعفات لاحقًا.

متى ينتهي الحول عند الرضع

الحول، المعروف أيضًا باسم Strabismus، هو حالة تصيب الأطفال في أعمار مختلفة، وخاصة تحت سن الست سنوات،يحدث بسبب عدم التوازي بين العينين، مما يؤدي إلى عدم تركيزهما معًا،في كثير من الأحيان، يختفي الحول عند الرضع خلال الشهور الأربعة الأولى من حياتهم حيث ينمو ويقوى جهازهم العصبي،ومع ذلك، إذا استمر الحول بعد هذا العمر، قد يتطلب الأمر استشارة طبية والعمل على العلاج بأقصى سرعة،وذلك لتفادي تطور حالة الغمش Amblyopia، التي تتسبب في فقدان القدرة على الرؤية في العين المنحرفة.

في الواقع، يمكن أن يستمر الحول حتى عمر الخمسة أشهر، وقد ينتبه الآباء بشكل أكبر عندما يرون عدم استقرار العينين،عادةً ما يختفي الحول الطبيعي في هذه الأعمار بفضل تطوير الطفل لقدراته البصرية والعضلية،لكن، يصبح الأمر أكثر تعقيدًا إذا لم يتم الانتباه له في الوقت المناسب.

سبب إصابة الرضيع بالحول

تحدث حالة الحول نتيجة لمشاكل في العضلات المسؤولة عن حركة العين،يمكن أن تعاني إحدى العينين من ارتخاء في العضلة، مما يجعل العين غير قادرة على الاستقرار في موضعها الصحيح،قد تؤدي العضلات غير المتوازنة إلى انحراف العين نحو أحد الجانبين، مما يسبب تحديات في التركيز والتواصل البصري،تعتبر العوامل الوراثية من بين الأسباب الرئيسية في حدوث الحول، حيث قد يُلاحظ التاريخ العائلي في هذه الحالات

للكشف المبكر عن حالات الحول، من الضروري فحص عيون الأطفال عندما يصلون إلى عمر معين، عادةً ما بين سنة إلى أربع سنوات،فإذا تم اكتشاف مشاكل بصرية أو ضعف رؤية في هذه المرحلة، يصبح من الأسهل علاج الحالة قبل أن تتطور إلى مشكلات أكبر.

أنواع الحول عند الصغار

تنقسم حالات الحول إلى نوعين رئيسيين، وهما الحول الخارجي (Exotropia) والحول الداخلي (Esotropia)،يتميز الحول الخارجي بوجود إحدى العينين متجهة للخارج، مما قد يُظهر أعراضًا مثل صعوبة في القراءة وصداع مستمر،أما الحول الداخلي، فيظهر عندما تكون إحدى العينين متجهة إلى الداخل، وغالبًا ما ينتج هذا عن مشاكل في القدرة على التركيز.

• الحول الخارجي (Exotropia)

عادةً ما يكون الحول الخارجي أكثر شيوعًا لدى الأطفال، ويمكن أن يتسبب في عدم القدرة على رؤية الأشياء بوضوح،تظهر بعض العلامات على الأطفال، مثل البكاء الزائد أو تجنب الضوء الساطع.

• الحول الداخلي (Esotropia)

هذا النوع يشير إلى انحراف إحدى العينين نحو الأنف، وغالبًا ما يرتبط بمشاكل في الرؤية مثل طول النظر،يمكن أن تنجم هذه الحالة عن عوامل وراثية أو ضعف في عضلات العين.

الأسباب التي تساعد على إصابة الأطفال والرضع بالحول

تتعدد العوامل التي تؤدي إلى ظهور الحول عند الأطفال، ومن أبرزها

• مشاكل النظر مثل ضعف البصر الناتج عن قصر أو طول النظر، مما يزيد من خطر تطوير الحالة.
• التاريخ العائلي حيث تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين لديهم أقارب مصابين قد يكونون أكثر عرضة للإصابة.
• الأمراض العصبية يميل الأطفال الذين يعانون من مشاكل في الأعصاب أو الدماغ إلى الإصابة بالحول بشكل أكبر.
• مرض الساد وهو مرض يصيب عدسة العين، مما قد يسهم في حدوث الحالة.

علامات الحول عند الرضع والأطفال

تشمل العلامات التي تشير إلى الإصابة بالحول

• إذا كان الطفل رضيعًا، سيكون عليه الكثير من التحركات برأسه محاولًا رؤية الأشياء بشكل أفضل.
• إذا كان الطفل قليلاً أكبر، قد يواجه صعوبات في التركيز أو رؤية الأشياء بشكل مزدوج.

الحول الكاذب عن الرضع والأطفال

قد يشعر الآباء بالقلق إزاء احتمال وجود الحول، لكن في بعض الأحيان يكون هناك مظهر خاطئ مرتبط بجسر الأنف العريض أو الجلد الزائد حول العينين،يساعد الفحص الدقيق من قبل طبيب العيون في التمييز بين الحول الحقيقي والحول الكاذب.

علاج الحول عند الرضع والأطفال

لعلاج الحول، من الضروري زيارة طبيب العيون لتحديد السبب الدقيق،غالبًا ما يبدأ العلاج باستخدام النظارات لتصحيح الرؤية وتعزيز قدرة العين،إذا لم تنجح النظارات، قد يكون من الضروري استخدام رقعة لتغطية العين السليمة، مما يساعد على تطوير استخدام العين الأخرى،في حالة عدم الاستجابة، قد يتطلب الأمر تدخل جراحي بسيط لتصحيح ضعف العضلات.

من المهم أن يعلم الأهل أن التدخل المبكر يمكن أن يساهم في إنقاذ الرؤية لدى الأطفال،لذلك، في حال كانت الأعراض واضحة، يُنصح بالتوجه إلى عيادة العيون في أسرع وقت ممكن،إذا كان الطفل يعاني من حالة خطيرة، يمكن أن يأخذ العلاج شكل جراحة لترتيب العضلات في العين لتحقيق التوازن التام.

في ختام هذا المقال، يجب أن نؤكد على أهمية الوعي حول حالة الحول وضرورة الفحص والتشخيص المبكر،إن إدراك الآباء للدلالات والعلامات المبكرة يمكن أن يحسن وضع الطفل بشكل كبير، مما يؤمن له رؤية أفضل وعالم أرحب،في حالة وجود أي أعراض، من المهم الاستعانة بالرأي الطبي للمساعدة على وضع خطة العلاج الأنسب.