يُعتبر نوم الأطفال من التحديات التي تواجه العديد من الآباء والأمهات في حياتهم اليومية،العديد من الأطفال يقاومون النوم بسبب رغبتهم في الاستمرار في اللعب واللهو، مما يسبب إرهاقًا للوالدين الذين يجدون أنفسهم في مواجهة صعبة،لذا، تُعتبر قصص قبل النوم وسيلة فعالة لترغيب الأطفال في النوم بصورة تدريجية، حيث تُساعدهم القصص على الاسترخاء وتهدئة أفكارهم، مما يجعل الوقت الذي يقضونه قبل النوم أكثر سهولة،من خلال هذا المقال، سنسلط الضوء على بعض الحكايات الممتعة التي تناسب جلسات القصص قبل النوم، ونتمنى أن تجدوا فيها الفائدة لأطفالكم.

حواديت قبل النوم للأطفال بالعامية مكتوبة

الحدوتة الأولى الديب روكي

كان هناك في قديم الزمان غابة رائعة يسكنها العديد من الحيوانات، ولكن في هذه الغابة كان هناك دب يسمى روكي،لم يكن روكي مميزًا بحجمه وقوته فقط، بل أيضًا بشخصيته المنطوية والتي جعلت الحيوانات الأخرى تخاف منه وتبتعد عن طريقه،روكي كان يسير في الغابة وحيدًا محاولًا أن يكون صديقًا للجميع، ولكنه دائمًا كان يقابل بالفرار والخوف.

كان روكي يتجول ويقول للحيوانات “صدقوني، ليس لي ذنب في ذلك، أنا فقط أريد أن أكون صديقًا للجميع، فلا ألوم أحدًا على ما فعله آبائي في الماضي”،لكن على الرغم من إيجابيته، كانت الحيوانات تخاف منه ولم ترغب في أن تكون بالقرب منه،بينما كان هناك حيوان واحد فقط يتعامل مع روكي بلطف، وهو الثعلب فلفل،لكن فلفل لم يكن صديقًا حقيقيًا، بل كان يتلاعب بروكي ويستغل وحدته.

في أحد الأيام، بينما كانا يلعبان لعبة الأسئلة، لاحظ فلفل أن روكي أصبح صامتًا،وعندما اقترب منه، اكتشف أن روكي كان حزينا ويشعر بالوحدة العميقة، حيث قال له “لست مريضاً، لكنني أشعر بالوحدة، وأحتاج لأصدقاء يشاركونني أوقاتي”،وعندما سمع فلفل ذلك، قرر مساعدته وأخبره بأنه يمكنه الذهاب إلى المزرعة حيث ستجد العديد من الحيوانات التي ستحبه.

تحمس روكي لفكرة زيارة المزرعة، وقرر أن يبدأ مغامرته الجديدة هناك،وبعد الوصول، توقع روكي احتضان الحيوانات له بحب، لكنه تفاجأ بشكل قاسي، حيث انطلقت صرخات الحيوانات تعبر عن خوفهن منه،ولإحباطه، قال “لماذا يفر الجميع مني أليس لدي حقوق مثلهم”.

وبينما كان روكي جالسًا في وسط المزرعة يشعر بالحزن، اقترب منه كلب كبير وشيخ يُدعى ريكس، وقال له “لا تبكي يا روكي! يمكنك أن تكون حارس المزرعة، وأنا سأعلمك المهمة،إنها ليست صعبة، وأنت ستكون محبوبًا هنا.” وبالفعل، بدأ روكي العمل بكل إخلاص وأثبت للجميع أنه قادر على أن يكون صديقًا لهم.

مع مرور الوقت، تحول روكي إلى حارس محبوب من قبل جميع الحيوانات، وأصبح لديه أصدقاء حيث وجد مكانه كجزء من المجتمع.

الحدوتة الثانية العنكبوت نونو

وفي حكاية أخرى في نفس الغابة، كان هناك عنكبوت صغير يُدعى نونو، كان يراقب الحيوانات الأخرى كيف تبني بيوتها وتعيش بشكل سعيد،شعر نونو بالحزن لأنه لم يكن يعرف كيف يبني منزلاً خاصًا به،أراد أن يكون لديه بيت يشبه بيوت العصافير والأرانب، لكن لم يكن لديه فكرة عن كيفية التنفيذ.

قرّر نونو أخيرًا البحث عن الحكيم في الغابة، وسأله عن كيفية بناء بيت للعنكبوت،ضحك الحكيم وقال له “ليس عليك أن تبني بيتًا بنفسك، لأن العنقود يبنيه لذا تحكم بالصبر،يجب أن تتزوج أولاً، وهناك من سيساعدك”،عندما سمع نونو هذه الكلمات، قرر أن يسعى للزواج طمعًا في بناء بيته الخاص.

إلا أن نصيحة الحكيم كانت تمثل نقطة تحول كبيرة في حياة نونو فقد أفهمه أن الحياة ليست مجرد بناء منازل، بل تتعلق بالمشاعر والعلاقات،في النهاية، تعلم نونو درسًا مهمًا عن الصداقة والتعاون وأن الحياة أكثر تعقيدًا مما يتصوره الكثيرون.

بالنظر إلى كلا القصتين، نجد أن المغامرات التي يخوضها روكي ونونو تجسد الانتقال من الوحدة والخذلان إلى التواصل والمشاركة، وكيف أن الصداقة والتفهم يؤديان إلى تحقيق الأحلام ومعالجة القيم الإنسانية الهامة.

في الختام، تظهر الحكايات التي قدمناها بالأعلى أهمية سرد القصص للأطفال قبل النوم،فهي تساعد على تعزيز قيم مثل الصداقة، والشجاعة، والتعاون، مما يساهم في تشكيل شخصياتهم وتوسيع آفاقهم،نرجو أن تسهم هذه القصص في تعزيز العلاقة بين الأطفال وذويهم، وأن تكون بداية لمغامرات عديدة قبل النوم، تملؤها المتعة والتعلم،نتمنى لكم وقتًا ممتعًا ونوماً هادئاً.