العلاج بلا حول ولا قوة إلا بالله: خطوات فعالة نحو الراحة النفسية والتأمل العميق

كيس ون 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

يعتبر قول “لا حول ولا قوة إلا بالله” من العبارات التي تلامس القلوب وتبعث على الطمأنينة والسكينة،فهي تُعبِّر عن الاستسلام لتقدير الله واعتراف بضعف الإنسان أمام قدرته عز وجل،إن هذه العبارة ليست مجرد كلمات تقال، بل تحمل في ثناياها معاني عميقة تؤكد على أهمية التوكل على الله في كل الأمور،هذا البحث يستعرض فضائل وأبعاد هذه العبارة، والأثر الروحي والنفسي لها على حياة المسلم في مختلف جوانب حياته.

العلاج بلا حول ولا قوة إلا بالله

تشتمل عبارة (لا حول ولا قوة إلا بالله) على دلالات عميقة متعددة، أذكُر منها

  • تبعث على الراحة النفسية والسكون في قلب المؤمن.
  • تمنح الشخص شعوراً بالطمأنينة في كل أنفاسه.
  • تعتبر من كنوز الجنة العظيمة.

تُعَد الحوقلة بمثابة وسيلة فعالة للتحصين ضد الشرور والأمراض إذا رُددت بانتظام،من يتمسك بها ويعرف فضلها، يجد الاستقرار في قلبه وشعوراً بالسلام الداخلي يدفعه إلى تحصيل الخيرات.

خلال حياة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- كان يُظهر اهتمامًا دائمًا بذكر الحوقلة، وقد حثّ أصحابه على الدعاء بها كوسيلة للشفاء من الأمراض أو حتى للتخلص من الأذى،فكما أورَد الحديث المروي عن الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أكثروا من لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة».

الأظهر أيضًا أن القول “لا حول ولا قوة إلا بالله” هو عمل يُدخره العبد في دنياه ليؤدي به إلى الخير في الآخرة، وليكون سببًا له لدخول الجنة،

معنى قول لا حول ولا قوة إلا بالله

إن تدبر المعاني المتعلقة بعبارة “لا حول ولا قوة إلا بالله” يدفع المسلم إلى الاطلاع على عمق المعنى والإحساس بالراحة النفسية،علماء الدين لم يتركوا تساؤلات حول هذا المفهوم بل قاموا بتفسيره بشكل واضح ومبسط.

أحد تفسيرات ابن مسعود رضي الله عنه تشير إلى أن معنى “لا حول ولا قوة إلا بالله” هو أنه لا يُستطاع الخلاص من الذنوب والمعاصي إلا بمغفرة الله وحده، فهو سبحانه وتعالى القادر على ذلك، وليس هناك شريك له في ذلك.

أيضًا، لا يمكن للإنسان أن يفعل الخيرات أو يجمع الحسنات إلا بتوفيق الله وإرادته،الله هو الداعم لجهودنا في فعل الخير وهو الذي يُساعدنا على تخطي الأزمات.

يقول ابن الأثير “هو إظهار التضرع والافتقار إلى الله- سبحانه وتعالى- حتى يعيننا ويساعدنا في جميع الأمور التي نواجهها في حياتنا”.

فضل لا حول ولا قوة إلا بالله

إذا أدرك المؤمن الفضل الكبير الذي يأتي من قول “لا حول ولا قوة إلا بالله”، فسوف يتكرر هذا الذكر في حياته اليومية، ليُصبح من بين أهم ما يُقال في أذكار اليوم.

1- باب من أبواب الجنة

واحد من أهم فضائل هذه العبارة أنها تُعد من أبواب دخول الجنة، كما ورد في الأحاديث التي تُنقل عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، حين قال «ألا أدلك على باب من أبواب الجنة قيل وما هو قال لا حول ولا قوة إلا بالله».

كما يُظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من كان له نعمة من الله ويريد الحفاظ عليها وزيادتها، فعليه بكثرة قول “لا حول ولا قوة إلا بالله”.

2- هي غراس الجنة

ورد في ليلة الإسراء والمعراج أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لإبراهيم عليه السلام “يا محمد، مُر أمتك بكثرة غراس الجنّة، فإن تربتها طيبة وأرضها واسعة، قال وما غراس الجنة قال لا حول ولا قوة إلا بالله”.

3- أحب الكلام إلى الله

تُعتبر الحوقلة من أحب الكلام إلى الله عز وجل،فهي تأتي ضمن الكلمات الأربعة المفضلة لدى الله، كما يُشير الحديث الشريف «ما على الأرض أحد يقول لا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلا كُفّرت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر».

4- من الباقيات الصالحات

عندما سُئل عثمان بن عفان رضي الله عنه عن المقصود بالباقيات الصالحات المذكورة في القرآن قال «أه‍ي لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله».

الحوقلة لقضاء الحوائج والعلاج

إن الاعتماد على الحوقلة يكون بضرورة الاستعانة بها في تصرفات الحياة اليومية كلها،فعند سماع الأذان، على المؤمن أن يقول “لا حول ولا قوة إلا بالله”.

فمن ذكره لله هو الذي يُنبهه للاستماع للأذان، ولأداء الصلاة، لذلك فالكلمات القائلة “لا حول ولا قوة إلا بالله” تُعد وسيلة لقضاء الحوائج،يُظهر هذا ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم “من قال إذا خرج من بيته بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، قيل له هديت وكفيت ووقيت، فيتنحى عنه الشيطان”.

بهذه الكلمات، يجلب العبد الأمان لنفسه، ويجعل له وقاية من الشرور والمكائد،إن قول “لا حول ولا قوة إلا بالله” هو إقرار مِن المؤمن بدين الله، واعتراف بأن القوة والقدرة بيد الله وحده، وأنه لا يستطيع القيام بأي شيء في حياته إلا بمساعدته.

من خلال كل ما سبق، نجد أن “لا حول ولا قوة إلا بالله” تتجاوز كونها مجرد عبارة، بل هي تعبير عن الإيمان والاستسلام لإرادة الله، وتذكير دائم بضرورة الاعتماد عليه في كل الأحوال،في النهاية، ينبغي أن نُدرك أهمية ترديد هذه العبارة المباركة في حياتنا اليومية، لنستمد منها القوة والراحة.

ممدوح رضا

الكاتب

ممدوح رضا

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق