تعد مراحل نمو الرضيع وتطوره وتغذيته من أكثر المواضيع التي تحظى باهتمام كبير من قبل الآباء والأمهات،حيث تعتبر هذه المراحل محفلاً ناصعاً لتطور الطفل، إذ تُظهر كيف أن كل لحظة تمر على الرضيع تتضمن إنجازات جديدة،هذا المقال يسلط الضوء على تفاصيل مهمة تتعلق بمراحل نمو الرضيع، ويقدم معلومات شاملة تسهم في فهم الأمهات والآباء لطبيعة هذه الرحلة المبهجة، مما يُساعدهم في دعم نمو أطفالهم بشكل أفضل.

مراحل نمو الرضيع وتطوره وتغذيته

• من المدهش حقاً أن يشاهد الأهل مراحل تطور طفلهم تحدث أمام أعينهم، حيث أن السعادة والفرح يسيطران على مشاعرهم في تلك اللحظات.
• ففي كل شهر أو حتى كل يوم، سيشهد الطفل تطورات جديدة في نموه، مما يوجب على الآباء والأمهات متابعة هذه التغيرات بدقة للتأكد من أن كل شيء يسير كما ينبغي.
• لكن من المهم أن نلاحظ أن مراحل نمو الرضيع تختلف من طفل لآخر، ولا يمكننا التنبؤ بشكل دقيق بمدى تطور الطفل في مرحلة عمرية معينة.
• يمكن تقسيم مراحل نمو الطفل إلى ثلاث فئات رئيسية التطور الحركي، التطور اللغوي، وأخيراً النمو الاجتماعي أو العاطفي.

النموّ الجسدي للطفل

• تتضمن إحدى مراحل نمو الرضيع وتطوره في النمو الجسدي، والتي تشمل نمو حجم الأعضاء بالإضافة إلى الوزن والطول.
• من المعروف أن الأطفال يفقدون ما يقارب 10% من وزنهم عند الولادة، لكن سرعان ما يبدأون في كسب الوزن بعد فترة قصيرة عندما يحصلون على التغذية المناسبة، وذلك يحدث عادة في الفترة ما بين الأسبوعين الأولين.
• عند وصول الطفل إلى عمر الستة أشهر، سيتضاعف وزنه مقارنة بوزن ولادته، ويستمر هذا النمو حتى يصل إلى عامه الأول.
• طول الأطفال الذين وُلِدوا بعد تسعة أشهر من الحمل يتزايد بمعدل 30% في عمر الخمسة أشهر، وحينما يبلغ الطفل عامه الأول، تزداد النسبة إلى 50%،فيما المعدل العام لنمو الطفل في عامه الأول يظل حوالي 25%.

المعالم التطورية للطفل

عند تناول موضوع مراحل نمو الرضيع وتطوره وتغذيته، من الضروري الحديث عن المعالم التطورية للطفل، والتي يمكن تقسيمها إلى مراحل حسب العمر كما يلي

• منذ ولادته وحتى عمر الثلاثة أشهر، يلاحظ الأهل علامات متعددة من التطورات الحركية والاجتماعية.
• تشمل التطورات الحركية، قدرة الطفل على رفع رأسه وصدره أثناء الاستلقاء على البطن، وكذلك خفض ساقيه عند الاستلقاء على الظهر.
• كما يبدأ الطفل بفتح وغلق يديه، ووضع يديه على فمه، وضرب الأشياء المحيطة به، بالإضافة إلى إمساك الألعاب وتحريكها.
• يبدأ الطفل في تأمل وجوه من حوله، ويمكنه متابعة الأشياء، والتفريق بين الأشخاص والأشياء المألوفة.
• كما يصبح الطفل قادراً على الابتسامة عند سماعه أصوات يعرفها، ويعمل على تقليد بعض الأصوات، ويميل إلى تحريك رأسه نحو الأصوات المسموعة.
• عندما يتعلق الأمر بالتطورات الاجتماعية، يبدأ الطفل بإظهار الابتسامات الاجتماعية ويرغب في اللعب مع الأهل وأي شخص يعرفه جيداً.
• يبدأ الطفل في تقليد بعض التعابير على وجوه الآخرين، فضلاً عن تقليد بعض الحركات التي يشاهدها.

الطفل من أربعة إلى ستة أشهر

• في هذه المرحلة العمرية، يكتسب الطفل مهارات التواصل ويقوم بتطوير مهارات لغوية وحركية وإدراكية.
• يبدأ الطفل في محاولة نطق بعض الكلمات، ويستطيع تمييز اسمه عند مناداته.
• يفهم بعض الكلمات، ويستخدم صوته لجذب انتباه الآخرين أو للتعبير عن احتياجاته العاطفية.
• بخصوص التطورات الحركية، يكتسب الطفل مهارة الزحف، ويكون قادراً على الجلوس بدعم، بالإضافة إلى المحاولة للوقوف.
• يبدأ في نقل الأشياء باستخدام يديه، وتختفي بعض ردود الأفعال الغريبة التي كان يمتلكها عند الولادة.
• تتزايد نشاطاته الاجتماعية، حيث يصبح الطفل قادراً على تمييز الوجوه التي يعرفها، ويظهر سعادة أكبر عند رؤيتها، ويشعر بالقلق عند سماع أصوات عالية.
• يبدأ الطفل في التعبير عن مشاعره من خلال الإيماءات والابتسامات.
• أما في ما يخص الإدراك، يضع الطفل الألعاب في فمه، ويقوم بمحاولة الوصول إلى الأشياء التي تقع في مجال نظره.
• يبدأ في توجيه جسده نحو الأشياء التي يرغب فيها، ويكون قادراً على النظر إلى الأرض لاستعادة الألعاب التي تسقط منه.

الطفل من ستة إلى تسعة أشهر

تكون هذه المرحلة حاسمة في اكتساب مهارات التواصل والتطور الحركي، ومنها

• يتعلم الطفل فهم معاني الرفض أو كلمة لا، ويبدأ بإصدار الأصوات التي يسمعها بشكل متكرر.
• يبدأ الطفل في تقليد الإيماءات والأصوات، ويستخدم أصابعه للإشارة إلى الأشياء.
• تتطور مهاراته الحركية، إذ يصبح قادراً على سحب الأشياء والوقوف بمساعدة ما حوله.
• يصبح الطفل قادراً على الجلوس بمفرده، وكذلك الزحف، وقد يشعر بالخوف من الأشخاص الغرباء.
• يميل الطفل إلى التعلق بالأشخاص الذين يعرفهم، ويبدأ في تفضيل بعض الألعاب.
• أما بخصوص التطورات الإدراكية، يصبح الطفل قادراً على تتبع المسار الذي تسلكه الألعاب ويبدأ في البحث عن الأشياء المخفية.

مراحل تطور الطفل من عشر أشهر إلى عام

• خلال هذه المرحلة، يحقق الطفل تقدمًا ملحوظًا في مهارات التواصل واللغويات، بالإضافة إلى التحسينات في قدراته الحركية والسلوكية الإدراكية.
• يبدأ الطفل في نطق بعض الكلمات مثل “بابا” و”ماما”، وقد يصبح قادراً على استخدام يديه لتلويح الوداع.
• يستطيع الإشارة إلى الأشياء ويصبح قادراً على الثرثرة، مما يعبر عن انتباهه لمحيطه.
• فيما يتعلق بالتطورات الحركية، يتقن الطفل مسك الأشياء باستخدام يديه، مثل المكعبات، ويبدأ في الوقوف بدون مساعدة.
• يتمكن الطفل من التجول بدعم، وفي بعض الأحيان يكون قادراً على المشي بمفرده.
• يستطيع الطفل جمع الأشياء باستخدام إبهامه والسبابة، ويستخدم يديه للطعام.
• أما في الجانب الاجتماعي، يستمتع الطفل بالألعاب التي تتطلب التفاعل الاجتماعي ويحب أن يروي له قصص.
• يبدأ الطفل في إظهار استجابته للألعاب والقصص، ويبكي عند ترك أحد والديه له.
• يشعر الطفل بالفخر عند تحقيق أي إنجاز جديدة في مهارته، سواء للمشي أو للجلوس.
• وفيما يتعلق بالقدرات الإدراكية، يتعلم اتباع أوامر بسيطة، مثل “ناولني الكرة”، ويشاهد الأطفال الأكبر سناً ويقلدهم.

ملخص الموضوع في خمس نقاط

1. مراحل نمو الرضيع وتطوره وتغذيته تعد معرفة هذه المراحل أمرًا هامًا لمتابعة تطورات الأطفال.
2. النمو الجسدي غالبًا ما يضاعف الأطفال وزنهم في الأشهر الثلاثة الأولى، حيث يكون طولهم قد زاد بمعدل 25 ب百分.
3. خلال الأشهر الستة الأولى، يقوم الطفل بتطورات ملحوظة في تمييز الأصوات.
4. بعد مرور تسعة أشهر، يتمكن الطفل من معرفة وجوه الأشخاص الذين يراهم كثيراً.
5. حتى عام واحد، يحقق الطفل القدرة على المشي ونطق كلمات بسيطة مثل “بابا” و”ماما”.

من خلال ما تم تقديمه، يمكننا القول بأن مراحل نمو الرضيع تعتبر رحلة شخصية فريدة من نوعها، تتطلب من الوالدين متابعة دقيقة ومعرفة عميقة بمجريات الأمور،من المهم ادراك أن رحلة النمو مذهلة، وفي كل مرحلة هناك إنجازات تستحق الاحتفال بها،إن فهم هذه المراحل يمكن أن يفيد الأهل في تقديم الدعم ورعاية أكبر لأطفالهم، مما يسهم في نموهم وتطورهم بشكل سليم.