يشهد سوق الذهب في الوقت الحالي تقلبات ملحوظة في الأسعار، وسط بيئة اقتصادية متغيرة بشكل دائم،ترتبط هذه التغيرات بعدد من العوامل، مثل بيانات الوظائف في القطاع الخاص ومواقف السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي،يتابع المستثمرون بعناية الأخبار الاقتصادية، حيث أن هذه المعطيات يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على أسعار الأصول النفيسة مثل الذهب،في هذا البحث، سنستعرض الأشهر الأخيرة من تحركات أسعار الذهب والعوامل المؤثرة في السوق.
تحركات أسعار الذهب فوق مستوى 2600 دولار للأونصة
يمر سعر الذهب بفترة من الارتفاعات الجماعية، حيث سجل اليوم الخميس ارتفاعًا بنسبة 0.2% ليبلغ 2666 دولارًا للأونصة،هذا التحرك يأتي بعد أن افتتح التداولات عند مستوى 2662 دولارًا، مما يشير إلى انتعاش السعر بالقرب من أعلى مستوياته خلال أربعة أسابيع،فالأمس، سجل الذهب أيضًا قمة عند 2670 دولارًا، وهو مستوى يعتبر الحد العلوي لنطاق التداول اليومي السائد لنحو خمسة أسابيع.
بيانات سوق العمل وتأثيرها على الاحتياطي الفيدرالي
أظهرت بيانات وظائف القطاع الخاص في الولايات المتحدة، تراجعًا في عدد الوظائف الجديدة بأقل مما كان متوقعًا في ديسمبر الماضي،هذا التراجع أثار تكهنات بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يتبنى سياسة أقل حذرًا تجاه تخفيض أسعار الفائدة في العام الحالي،ينتظر المستثمرون تقرير الوظائف الحكومي الأمريكي في نهاية الأسبوع الحالي، الذي من المتوقع أن يضيء المزيد من الإشارات حول الاتجاه القادم للسياسة النقدية لسلطات الولايات المتحدة.
سياسات ترامب وتأثيرها المحتمل على التضخم
تسود المخاوف بشأن سياسات الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، وخصوصًا تلك المتعلقة بالتعريفات الجمركية والسياسات الحمائية، التي يُعتقد أنها قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم في الأجل الطويل،وفقًا لمحضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، أعرب بعض الأعضاء عن قلقهم من الأرقام المرتفعة للتضخم، مما يعكس الالتزام بجدول زمني لخفض أسعار الفائدة قد يكون أبطأ مما كان مخططًا له في السابق.
آفاق أسعار الفائدة وتأثيرها على سوق الذهب
مع بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لمدة أطول، قد تتأثر أسعار الذهب بشكل سلبي كونه يعتبر من الأصول التي لا توفر عائدًا،تشير التوقعات من بنك إتش إس بي سي إلى أن الارتفاع الحادث في أسعار الذهب قد يتوقف سريعًا بسبب مزيج من الظروف الاقتصادية والمالية، لكن الرغبة في الاستثمار في الذهب قد تبقى قائمة في الأمد القريب.
تحول شهية المستثمرين نحو الذهب في عام 2025
سجل الذهب ارتفاعًا ملحوظًا ليصل إلى أعلى مستوياته التاريخية في عام 2025، مما أدى إلى تجدد الاهتمام من المستثمرين في صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب، وهو ما نتج عنه حدوث أول تدفق إيجابي سنوي في أربع سنوات،هذا التحول في شهية المستثمرين يعكس قلقًا متزايدًا بشأن المدى الطويل للاستقرار الاقتصادي.
أداء صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب
ساهم ارتفاع أسعار الذهب في تشجيع تدفقات نقدية صافية عبر صناديق الذهب العالمية المدعومة ماديًا، حيث زادت أصولها المدارة بنسبة 26% في 2025،على الرغم من الخسائر الطفيفة في الحيازات الجماعية خلال نفس السنة، إلا أن شهري نوفمبر وديسمبر أظهرا تقلبات كبيرة في التدفقات، مع استعادة بعض التدفقات لصناديق الاستثمار المدعومة بالذهب في ديسمبر بعد خروج تدفقات كبيرة في الشهر السابق.
على الرغم من العوامل المتعددة التي قد تؤثر على أسعار الذهب، تبقى هذه السلعة أحد الأصول الهامة في الأسواق المالية،يبدو أن التحديات والفرص المستمرة ستؤثر على حركة السوق في الأجل القريب،بينما يتابع المستثمرون التطورات الاقتصادية عن كثب، يبقى الذهب خيارًا مهمًا خاصة في أوقات عدم اليقين الاقتصادي وذلك سيكون له تأثير دائم في السنوات القادمة.
0 تعليق