تُعتبر الفعاليات الرياضية واحدة من أبرز الوسائل لتعزيز السياحة و الوعي الثقافي بمكانة المواقع الأثرية،من ضمن هذه الفعاليات، يبرز ماراثون مصر الدولي كواحد من أقدم وأهم الماراثونات في قارة أفريقيا والشرق الأوسط،يقام هذا الحدث الرياضي في مدينة الأقصر، التي تُعَد مركزًا حضاريًا غنيًا بالتاريخ والمعالم الأثرية،استقطبت الدورة رقم 32 لماراثون مصر الدولي المشاركين من مختلف الجنسيات، مما يعكس التنوع الثقافي الذي يجمع بين الرياضيين ويعزز روح التعاون والتنافس الشريف.

انطلاق ماراثون مصر الدولي

في يوم الجمعة، قام الدكتور هشام أبوزيد نائب محافظ الأقصر بإطلاق فعاليات الماراثون من ساحة معبد حتشبسوت، حيث حضر الحدث العديد من الشخصيات البارزة، من بينها الوزير الدكتور أشرف صبحي ومحافظ الأقصر المهندس عبدالمطلب عماره واللواء جاسر رياض مؤسس ماراثون مصر الدولي،يُعَد هذا الماراثون حدثًا رياضيًا مميزًا بمفرداته الثقافية، حيث تعكس المسارات التي يتبعها المشاركون التاريخ الطويل للحضارة المصرية القديمة.

التسابق في معالم تاريخية

قام المتسابقون بالتسابق وسط المعالم الأثرية الشهيرة في البر الغربي، إذ انطلقوا من أمام معبد حتشبسوت، متجهين نحو معبد هابو ثم تمثالي ممنون،يتضمن مسار السباق أيضًا طريق وادي الملوك، مرورًا بمعبد سيتي الأول، ليعود المتسابقون مرة أخرى إلى نقطة الانطلاق،تسهل هذه المسارات الفريدة فرصة التعرف على التراث الثقافي المصري، وتعزز من فعالية الماراثون كحدث سياحي وثقافي.

مشاركة دولية واسعة

يشهد ماراثون مصر الدولي مشاركة فعالة من 430 متسابقًا يمثلون 45 جنسية من مختلف أنحاء العالم،هذه المشاركة المتنوعة تُظهر كيف يمكن للرياضة أن تكون جسرًا للتواصل بين الثقافات، مما يُعزز من قيمة الحدث كمظلة للتفاعل والتبادل الثقافي،كما يعكس العدد الكبير من المشاركين اهتمامًا عالميًا في الفعاليات الرياضية المصرية.

أهمية الحدث السياحي

أوضح نائب محافظ الأقصر أن ماراثون مصر الدولي يعتبر من الأحداث الرائدة في الأجندة السنوية للسياحة بمنطقة الأقصر،فهو لا يُسهم فقط في رفع مستوى الوعي السياحي حول المحافظة بل يُعزز أيضًا من جهود التنمية الاقتصادية فيها،يشترك في رعاية الحدث العديد من الجهات الحكومية مثل وزارتي الشباب والرياضة والسياحة والآثار، والهيئة المصرية لتنشيط السياحة، مما يدل على الدعم الكبير الذي يحظى به هذا الماراثون.

في الختام، يُمثل ماراثون مصر الدولي في الأقصر تظاهرة رياضية وثقافية تحمل العديد من الفوائد للحاضرين والمشاركين،إنه يقدم فرصة لتسليط الضوء على التاريخ الغني لمصر، ويعزز من روح المنافسة والتعاون بين شعوب مختلفة،يُعَد هذا الحدث مثالًا حيًا على كيفية دمج الرياضة بالسياحة، ممايدر إلى استدامة الفوائد الاقتصادية والاجتماعية لمنطقة الأقصر،إن استمرار تنظيم مثل هذه الفعاليات يعد خطوة نحو القدرة التنافسية لمصر كمقصد سياحي عالمي،ومن هنا، يتعين على القائمين على الفعاليات الرياضية تعزيز الترويج لمثل هذه الأنشطة لضمان تحقيق المزيد من النجاح في المستقبل،