«بتدفن مع صحابها»، المتحف المصري يكشف مراحل تحنيط الحيوانات

كيس ون 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

يعتبر التحنيط أسلوباً راسخاً في الحضارة المصرية القديمة، حيث كان يُعبر عن مقاربة متكاملة لحياة ما بعد الموت،وتعمل المومياوات على تمثيل هذا التقليد المدهش، إذ لم يكن التحنيط مقتصراً على البشر فحسب، بل شمل أيضاً مجموعة متنوعة من الحيوانات،يهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على كيفية تحنيط الحيوانات، وأهم الأنواع المختلفة من المومياوات الحيوانية، والدوافع الثقافية والدينية التي جعلت المصريين القدماء يقومون بهذا العمل الفريد.

المومياوات الحيوانية في الحضارة المصرية

استُخدمت الحيوانات في الممارسات الدينية والاجتماعية عند المصريين القدماء، إذ كانت تعتبر رموزاً للإيمان والأمل في الحياة الآخرة،وقد تم تحنيط العديد من الأنواع، بما في ذلك القطط والكلاب والطيور،كانت هذه الحيوانات تُدفن مع أصحابها لتوفير الغذاء والحماية لهم في العالم الآخر،يُظهر هذا العرف التفاعل المعقد بين الإنسان والحيوان في تلك الفترة، والذي لم يكن أساساً للاقتصاد فحسب، بل أيضاً للإيمان الروحي والشعائر.

مراحل تحنيط الحيوانات

تتضمن عملية تحنيط الحيوانات مجموعة من الخطوات الدقيقة التي تتبع أساليب مشابهة لتحنيط البشر،تبدأ العملية غالباً بإفراغ جسم الحيوان من الأحشاء عبر شق يتم على الجانب الأيسر أو بطول البطن، ثم يتم تجفيف الجسم بأساليب مختلفة لمنع التعفن،الأسلوب الشائع يتوسط بتخزين الأحشاء في مرطبانات خاصة، بينما تعود أحشاء الطيور إلى الجسم بعد تجفيفها،تستغرق هذه العمليات ما يصل إلى أربعين يوماً تجفيفاً، تليها فترة تحضيرية قبل الدفن تشمل تدليك الجسم بالزيوت.

الدوافع وراء تحنيط الحيوانات في مصر القديمة

كان تحنيط الحيوانات يعكس العديد من الدوافع الثقافية والدينية، إذ كانت بعض الأنواع تُعتبر مقدسة، مثل القطط التي كانت ترتبط بالإلهة باستيت،كما كانت هناك حيوانات تم تقديمها كقربان أو كعهود إيمانية،وقد أظهر المؤرخون أن هذا التقليد لم يكن لأغراض دينية فحسب، بل كان يتمتع أيضاً بوجود اجتماعي قوي، حيث ارتبط بمكانة وأهمية الشخص المتوفي في المجتمع.

في الختام، يشكل تحنيط الحيوانات جزءاً أساسياً من التراث الثقافي المصري القديم ويعكس جوانب متعددة من الحياة والمعتقدات في تلك الفترة،هذه الممارسات ما زالت تدرس حتى يومنا هذا، حيث تساعد في فهم الروابط بين البشر والحيوانات، وتفتح آفاقاً جديدة لاستكشاف الفلسفات القديمة حول الحياة والموت،إن مومياوات الحيوانات تظل شاهداً على مدى التقدير والإيمان الذي كان يحمله المصريون القدماء، والتي تتيح لنا نظرة فريدة على هويتهم الثقافية.

ممدوح رضا

الكاتب

ممدوح رضا

أخبار ذات صلة

0 تعليق