نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صاروخ من اليمن يهز الكيان الإسرائيلي.. استنفار شامل وتعطيل الملاحة الجوية, اليوم الثلاثاء 3 يونيو 2025 10:53 مساءً
أعلنت الجبهة الداخلية في الكيان الإسرائيلي مساء اليوم عن تفعيل صفارات الإنذار في أكثر من 200 موقع بمناطق متفرقة داخل الأراضي المحتلة، عقب إطلاق صاروخ من الأراضي اليمنية.
وذكرت إذاعة الجيش التابع للكيان، نقلًا عن مصدر عسكري زعمه أن منظومات الدفاع الجوي تمكنت من اعتراض الصاروخ بنجاح. وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن صافرات الإنذار دوت في مناطق واسعة شملت الناصرة، مرج ابن عامر، ومحيط الجليل، عقب رصد شظايا صاروخية في الأجواء.
وامتدت حالة التأهب إلى وسط الأراضي المحتلة، حيث انطلقت صفارات الإنذار في القدس، تل أبيب، ضواحيهما، ومطار “بن غوريون”، إلى جانب عدد من البلدات الأخرى المحتلة. كما توقفت حركة الملاحة الجوية مؤقتًا في مطار “بن غوريون” ضمن إجراءات احترازية لتأمين سلامة المسافرين.
وفي أول تعليق سياسي على التطورات، قال رئيس “حزب الديمقراطيين” الإسرائيلي يائير غولان إن “ملايين الإسرائيليين يركضون نحو الملاجئ بسبب صاروخ أُطلق من اليمن”، معتبرًا أن هذا المشهد يكشف عن عمق المأزق الأمني. وأضاف غولان: “نحن عالقون منذ عشرين شهرًا في مستنقع غزة، ولا أحد يحسب لنا حسابًا”، في إشارة إلى تدهور الوضعين العسكري والسياسي للكيان الإسرائيلي في ظل تصاعد التحديات الإقليمية.
جيش الاحتلال أكد في بيان لاحق رصد عملية الإطلاق من الأراضي اليمنية باتجاه الأراضي المحتلة، وسط تصاعد التوترات الإقليمية التي باتت تلقي بظلالها بشكل متزايد على الجبهة الداخلية الاسرائيلية.
تصاعد التحذيرات اليمنية يربك حسابات الكيان الإسرائيلي ويهدد البيئة الاستثمارية الأجنبية
أثار التصعيد الأخير في خطاب الرئيس مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، تجاه الشركات الأجنبية العاملة في الكيان الإسرائيلي، حالة من القلق والارتباك داخل الأوساط الاقتصادية والأمنية لدى الاحتلال، وذلك في ظل تواصل العمليات العسكرية اليمنية دعماً لقطاع غزة.
وأكد موقع “إيمس” العبري، يوم الثلاثاء، أن تحذيرات المشاط التي دعت الشركات الأجنبية إلى مغادرة الكيان الإسرائيلي بشكل عاجل بسبب انعدام البيئة الآمنة، لاقت اهتمامًا بالغًا في أروقة القرار الاقتصادي والأمني، خاصة بعد تلميحه إلى إمكانية استهداف الأراضي المحتلة بصواريخ حربية متعددة الرؤوس، في خطوة اعتُبرت تهديدًا مباشرًا للمنشآت الحيوية ومشاريع الاستثمار الأجنبي.
وتأتي هذه التحذيرات بالتوازي مع تصاعد العمليات العسكرية اليمنية، التي باتت تُصنّف اليوم كأحد أبرز التهديدات الأمنية التي تواجه الكيان الإسرائيلي. فقد أصبح اليمن، بفعل قدراته المتنامية، مصدر قلق دائم على المستويين العسكري والنفسي داخل الكيان، وسط تعاظم فعالية ضرباته الصاروخية التي طالت عمق الأراضي المحتلة.
وقد أظهرت منظومات الدفاع الجوي التابعة للاحتلال الإسرائيلي عجزًا متكررًا عن اعتراض الهجمات، ما أدى إلى تآكل صورة الردع التي لطالما روّج لها الغرب بشأن قدرة الكيان الإسرائيلي على حماية أجوائه. وتُشير طبيعة الصواريخ المستخدمة، التي لم تُكشف هويتها بشكل رسمي، إلى امتلاك اليمن لصواريخ جديدة، بعيدة المدى وذات قدرة تفجيرية عالية، ما يضيف بُعدًا استراتيجيًا إلى مسار المواجهة.
في المقابل، تشهد الجبهة الداخلية للاحتلال حالة من الإرباك المستمر بفعل تعدد موجات الإطلاق وتنوع توقيتها، إذ غالبًا ما تُنفّذ الضربات خلال ساعات الليل، ما يضاعف من الأثر النفسي ويُجبر ملايين المستوطنين على اللجوء إلى الملاجئ، في مشهد يتكرر منذ أسابيع ويعبّر عن فشل محاولات الكيان الإسرائيلي استعادة الإحساس بالأمان.
في هذا السياق، تواصل القوات اليمنية استهداف مطار اللد، أحد أبرز المنشآت الحيوية، ما أدى إلى تقليص حاد في حركة الملاحة الجوية. وقد انسحبت 21 شركة طيران من أصل 43 كانت تُسيّر رحلات من وإلى المطار، من بينها “رايان إير” التي ألغت أكثر من 200 ألف تذكرة في غضون أسبوع واحد فقط، وهو ما يعكس الأثر الاقتصادي المباشر للعمليات على قطاع النقل الجوي التابع للاحتلال.
ويُلاحظ أن الضربات اليمنية تُنفّذ وفق تخطيط زمني دقيق يضمن أقصى قدر من التأثير، لا سيما على الصعيد المعنوي. فإلى جانب الانفجارات، تساهم هذه الضربات في تقويض نظرية “الأمن الجماعي” التي شكّلت لعقود حجر الزاوية في العقيدة الأمنية لدى الكيان الإسرائيلي. كما أدّت إلى تعميق اضطرابات المستوطنين وخلق شعور متصاعد بانعدام الاستقرار الداخلي، وهو ما ترجمته مشاهد الفرار الليلي المتكرر إلى الملاجئ.
ومن جهة أخرى، يؤكد استمرار هذه الضربات أن القوات المسلحة اليمنية باتت تملك زمام المبادرة من الناحيتين التقنية والتكتيكية، مع قدرتها على تجاوز أنظمة الرصد والاستجابة الجوية، ما يطرح تحديات متزايدة أمام الكيان الإسرائيلي وحلفائه في المنطقة، لا سيما الولايات المتحدة التي تُتابع هذه التطورات بقلق واضح في ظل تحول اليمن إلى فاعل إقليمي مركزي يُعيد رسم موازين الردع في الشرق الأوسط.
المصدر: مواقع
0 تعليق