شهدت أسواق مدينة عدن، خاصة في منطقة كريتر، ازدحامًا لافتًا وغير مسبوق خلال الساعات الأولى من صباح اليوم، وذلك رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد. المواطنون توافدوا بأعداد كبيرة لشراء مستلزمات عيد الأضحى المبارك، في مشهد يعكس إصرارهم على مواصلة الحياة وخلق أجواء من الفرح رغم التحديات.

مشاهد حية من الأسواق:
في الصور التي التُقطت فجر اليوم، ظهر شارع "شوق الطويل" في كريتر مكتظًا بالمتسوقين والبائعين، حيث انتشرت الأكشاك المليئة بالملابس الجديدة، والألعاب، والحلويات، ومستلزمات العيد. وتحرك البعض حاملين أكياسًا مليئة بالمنتجات، بينما بدا آخرون منهمكين في المفاصلة على الأسعار، في جو يمتزج فيه التفاؤل بالتحدي.

كلمات من الأرض:
قال أحمد علي، أحد سكان كريتر، للمشهد اليمني : "الوضع الاقتصادي صعب، لكن العيد فرحة ولا نريد أن نحرم أطفالنا منها. نعمل ليل نهار لنوفر لهم البهجة، ولو بالقليل".

بينما أضافت أم يوسف، وهي أم لثلاثة أطفال: "الحياة يجب أن تستمر.. نشتري الأساسيات فقط، لكن الأهم أن نرى ابتسامة أولادنا".

تفسيرات للظاهرة:
يرى مراقبون أن هذا الازدحام يعكس:

1. الروح المجتمعية في عدن: التي تشتهر بصمود أهلها وحبهم للحياة رغم الأزمات.

2. الاستعدادات المبكرة للعيد: نتيجة ارتفاع الأسعار المتوقع في الأيام المقبلة.

3. حركة النزوح الداخلي: التي زادت من الكثافة السكانية في المدينة، وبالتالي الطلب على السلع.

تحديات الأسواق:
رغم الزخم، يواجه الباعة والمشترون معاناة حقيقية بسبب:

• ارتفاع الأسعار: خاصة اللحوم والملابس.

• انقطاع الكهرباء: مما يعيق حفظ بعض المواد.

• ضعف القوة الشرائية: حيث يعتمد الكثيرون على المشتريات البسيطة أو التقسيط.

ختام التفاؤل:
المشهد العام في عدن اليوم يؤكد أن المدينة، رغم جراحها، ترفض الاستسلام. فالأضواء المتلألئة في الأسواق، وضحكات الأطفال، وهمسات النساء وهن يخترن أزهى الألوان، تروي قصة مختلفة عن الأرقام الاقتصادية.. قصة شعب يصر على أن الحياة تستحق أن تُعاش.