هجوم مشابه محتمل.. أميركا في مرمى "عملية شبكة العنكبوت"

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هجوم مشابه محتمل.. أميركا في مرمى "عملية شبكة العنكبوت", اليوم الخميس 5 يونيو 2025 01:06 مساءً

تزايدت الهجمات بالطائرات المسيّرة في مناطق النزاع، كما في أوكرانيا، ما يثير مخاوف من إمكانية تكرار هذا النوع من الهجمات داخل الأراضي الأميركية.

وقال المحلل العسكري الأميركي براندون وايكيرت في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأميركية: "عاجلا أو آجلا، سيحاول خصم ما تنفيذ هجوم على المنشآت الأميركية نفس الهجوم الذي نفذته أوكرانيا ضد المنشآت الروسية. والمسألة ليست إذا حدث، بل "متى سيحدث".

وتهيمن الحرب الأوكرانية حاليا على دورة الأخبار، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الهجوم الفريد الذي نفذته أوكرانيا مؤخرا ضد قاعدتين جويتين روسيتين رئيسيتين، تقعان في عمق الأراضي الروسية، باستخدام طائرات مسيرة متقدمة "فيرست بيرسون فيو"، تم إطلاقها من شاحنات مدنية مموهة على شكل حاويات كانت متوقفة خارج القاعدتين.

واعتمدت العملية بأكملها، التي أطلقت عليها الحكومة الأوكرانية اسم "عملية شبكة العنكبوت" على عنصر المفاجأة.

ونُفذت بواسطة مجموعة من الطائرات المسيّرة "فيرست بيرسون فيو"، تميزت بقدرتها على العمل دون أن يتم اكتشافها لفترات طويلة، قبل أن تهاجم أهداف العدو غير المتوقعة بشكل جماعي وسريع، بطريقة لا تتيح للخصم الوقت الكافي للرد أو التصدي.

ويقول وايكيرت إن ما يجب أن يقلق كل خبير أمني في الغرب، وخاصة في الولايات المتحدة، هو ما إذا كان أي من أعداء أميركا يستطيع تنفيذ هجوم مماثل على قواعد عسكرية حساسة داخل الأراضي الأميركية. وللأسف، أصبحت الولايات المتحدة الآن عرضة للخطر بنفس الطريقة التي كانت روسيا عرضة لها.

وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، وحتى عودة الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة في يناير، كانت إدارة جو بايدن السابقة معروفة بتراخيها في تأمين الحدود.

وأدت سياسة بايدن إلى ارتفاع حاد في معدلات الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة، ليس فقط عبر قنوات شبه قانونية مثل طلبات اللجوء في نقاط العبور الرسمية، بل أيضا من خلال العبور المباشر عبر الحدود، ما حرم الحكومة الأميركية من أي قدرة على تتبع أو معرفة من يدخل البلاد.

وأثيرت مخاوف من أنه ربما تكون الصين، على سبيل المثال، قد أرسلت عناصر عسكرية إلى داخل البلاد.

وظهرت مخاوف مشابهة بشأن قيام جماعات إسلاموية مختلفة بتهريب متشددين إلى الولايات المتحدة سرا.

ويتساءل وايكيرت هل لهذه المخاوف ما يبررها؟ ويقول: "لا نعلم .. وهذا بحد ذاته أمر مقلق للغاية. فاليوم، لا تعرف الولايات المتحدة عدد الأشخاص الذين عبروا الحدود بشكل غير قانوني وكانوا مجرد مهاجرين اقتصاديين يبحثون عن فرص، مقابل عدد أولئك الذين تم إرسالهم إلى هنا من قبل جهات خبيثة، سواء حكومات أجنبية، أو عصابات المخدرات الإجرامية، أو متطرفين ذوي دوافع أيديولوجية".

وأي من هذه الأطراف، إذا شعر بالتهديد الكافي من سياسات إدارة ترامب، قد يكون قادرا على تكرار الهجوم الأوكراني بطائرات مسيرة داخل الأراضي الأميركية.

ويمكن أن يسهم تأمين هذه القواعد كثيرا في إحباط هجوم مماثل. فلو توقفت شاحنة بضائع كبيرة ومريبة في محيط القاعدة، سيكون بإمكان المسؤولين اتخاذ تدابير لحماية القاعدة قبل وقوع أي هجوم محتمل.

ومع ذلك، فإنه بالرغم من كونها منشآت عسكرية حساسة، تعرضت بعض أهم القواعد العسكرية الأميركية مرارا لخروقات أمنية.

فعلى سبيل المثال، وفي ظل إدارة بايدن، تعرضت واحدة من أكثر المنشآت العسكرية الأميركية حساسية، وهي قاعدة إدواردز الجوية، التي تضم قسم "سكانك ووركس" التجريبي التابع لشركة لوكهيد مارتن الأسطورية، لسلسلة من الخروقات شبه الأمنية.

وفي هذه القاعدة، يمتد ممر الإقلاع للطائرات الحربية الأميركية النموذجية والحساسة حتى ينتهي عند سطح بحيرة جافة.

ووفقا لموظفين في القاعدة، فقد تكررت الحوادث التي شهدت فيها "سياحا صينيين" يخيمون هناك مزودين بكاميرات عالية الدقة ومعدات تسجيل أخرى.

ومن موقعهم ذاك، استطاع هؤلاء المواطنون الصينيون تصوير مقاطع فيديو مفصلة. لكن، ماذا لو أنهم لم يأتوا بكاميرات، بل بطائرات مسيرة؟

وبطبيعة الحال، اعترض الأمن التابع للقاعدة هؤلاء الأشخاص. ولكن، نظرا لأنهم كانوا متمركزين على أرض لا تملكها الحكومة الأميركية، لم يكن بالإمكان اتخاذ أي إجراء قانوني كبير ضدهم. وتم، لحسن الحظ، سد هذه الثغرة الأمنية تحديدا.

لكن تبقى الحقيقة أن هناك تقصيرا وخللا متكررا في إجراءات الأمن الأساسية في المنش ت العسكرية الأميركية، وخاصة داخل أراضي الولايات المتحدة القارية.

وفي قاعدة لوك الجوية بولاية أريزونا، يقبع عدد كبير من طائرات (إف 35) لايتنينج 2، من الجيل الخامس بانتظار الأوامر للتحرك.

ويتساءل وايكيرت عن مدى الضرر الذي يمكن أن يلحقه المخربون الكامنون في تلك الجبال من خلال نشر طائرات مسيرة تحلق على ارتفاع منخفض وسريعة الحركة ومزودة بمتفجرات على الطائرات المتوقفة بهدوء على مدرج المطار؟ تشير الضربة الأوكرانية داخل روسيا إلى نوع الضرر الذي يمكن أن يحدثه خصم متحمس.

والسبب الذي جعل روسيا تضع طائراتها متوقفة على المدرج بالطريقة التي فعلتها يعود جزئيا إلى أنهم لم يعتقدوا أن الأوكرانيين يمكنهم تهديد المنش ت البعيدة جدا عن الخطوط الأمامية.

أما السبب الآخر فيتعلق بممارسات حقبة الحرب الباردة التي ولدت من رحم عصر التحقق من الحد من الأسلحة. فقد كان كل من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة يوقفان طائراتهما بانتظام على مدرج المطار للسماح للطرف الآخر برؤيتها، وهو ما يبقي عنصر المفاجأة خارج عملية صنع القرار النووي.

ومن الواضح أن تلك الأيام الأكثر استقرارا من التنافس بين القوى العظمى قد ولت.

ومن شبه المؤكد أن هجوم أوكرانيا على جوهر رادع الأسلحة النووية الروسية سيفرض تغييرا جوهريا في تلك الإجراءات، مما يجعلها أكثر غموضا ويلغي التنفيذ الفعال لاتفاقيات الحد من التسلح.

وأصبحت المنشآت العسكرية الأميركية والمواقع الحكومية الحساسة أكثر عرضة من أي وقت مضى لنوع الهجوم الذي قام به الأوكرانيون ضد روسيا، ويجب تنفيذ تعديلات جذرية وكاسحة ودائمة على أمن القواعد الأميركية في جميع أنحاء البلاد على وجه السرعة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق