الطاقة الذرية تندد بحصول إيران على وثائقها السرية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الطاقة الذرية تندد بحصول إيران على وثائقها السرية, اليوم الثلاثاء 10 يونيو 2025 12:27 مساءً

في مشهد تتسارع فيه الخطى نحو هاوية المواجهة، فجّرت وثائق نووية مسرّبة من داخل إيران غضبًا عارمًا لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعدما كشفت عن معلومات حساسة تتعلق بأنشطة طهران النووية قد تم إخفاؤها أو التلاعب بها، وفق ما ذكرته التقارير الغربية.

وبينما تعكف الوكالة على مراجعة مصداقية ما ورد في التسريبات، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفع من وتيرة تهديداته، متأهبًا ـ بحسب مسؤولين إسرائيليين ـ لتوجيه "ضربة استباقية" قد تُشعل الإقليم بأكمله.

وثائق مشبوهة وغضب دولي.. ما الذي كُشف؟

تعود التسريبات ـ التي قالت مصادر استخباراتية إنها سُرّبت من خلال قنوات إلكترونية غربية ـ إلى مراسلات داخلية في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، وتشير إلى نشاطات في مواقع لم تصرّح بها طهران، إضافة إلى بيانات تعزز فرضية تخصيب اليورانيوم بمعدلات تتجاوز المتفق عليه.

وقد عبّرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن "قلق بالغ" إزاء محتوى الوثائق، معتبرة أن هناك حاجة "لإجابات فورية ومقنعة من الجانب الإيراني".

وأشارت مصادر في فيينا إلى أن مجلس محافظي الوكالة سيناقش هذه الوثائق خلال اجتماعه المقبل، ما قد يُمهّد لصدور قرار جديد ضد طهران، وربما إعادة الملف إلى مجلس الأمن.

نتنياهو يهدد.. والميدان قد يشتعل

في تل أبيب، لم تتأخر الحكومة الإسرائيلية عن استثمار الزخم الذي ولدته التسريبات. وأكد مسؤولون عسكريون أن إسرائيل وضعت "خططًا جاهزة" لضرب منشآت إيرانية محددة، مع تركيز على "منشأة فوردو" و"نطنز".

نتنياهو نفسه صرح، في مؤتمر صحفي عاجل: "لن ننتظر حتى تقع الكارثة. إيران تواصل الكذب على المجتمع الدولي، وسنمنعها من امتلاك السلاح النووي، بكل الطرق المتاحة".

تصريحات نتنياهو تعكس تحولا في العقيدة الأمنية الإسرائيلية التي باتت تستند أكثر إلى "الردع الاستباقي"، خصوصا في ظل مؤشرات تراجع الثقة بالتعهدات الأميركية لحماية إسرائيل إذا اندلعت حرب شاملة.

رؤية من الداخل

أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران حسين رويوران خلال حديثه إلى برنامج "التاسعة" على سكاي نيوز عربية تفنيدا شاملا للاتهامات الغربية، معتبرًا أن "التسريبات جزء من عملية استخباراتية تهدف لشيطنة إيران وتهيئة الرأي العام لضربة عسكرية محتملة".

وأوضح رويوران أن الوثائق المسرّبة "إما مزورة بالكامل أو تم اقتطاعها من سياقها، كما جرى في حالات سابقة"، مشيرا إلى أن "الوكالة الذرية تُخضع نفسها لضغوط سياسية، وتخرج عن طابعها الفني الذي يُفترض أن يكون محايدًا".

وفي اقتباس لافت، قال رويوران: "إسرائيل تريد أن تكون الوكالة الذرية ذراعا لها، وليست جهة رقابية دولية محايدة، وهذا خطير جدًا على مصداقية المؤسسات الدولية". كما انتقد ازدواجية المعايير الغربية بقوله: "لماذا لا يُطرح ملف إسرائيل النووي على طاولة النقاش؟ هناك أكثر من 200 رأس نووي في صحراء النقب، ولا أحد يطالبها بالشفافية".

ويرى رويوران أن التصعيد الإسرائيلي الأخير يتزامن مع ظروف سياسية داخلية معقدة يعيشها نتنياهو، ويضيف: "نتنياهو يبحث عن إنجاز خارجي للهروب من أزماته الداخلية، وهناك خشية حقيقية من أن يزج بالمنطقة في أتون حرب غير محسوبة".

هل اقتربت لحظة الانفجار؟

رغم أن الضربة الإسرائيلية المحتملة لم تنفذ بعد، فإن التوتر بلغ مستوى غير مسبوق. وبينما تواصل طهران نفيها لمضامين الوثائق، تستعد إسرائيل لمفاجأة "تكتيكية" قد تبدأ عبر غارات محدودة أو عمليات إلكترونية مركّزة. وفي الخلفية، يراقب العالم بقلق مآلات هذا التصعيد، مع تخوّف الأوروبيين من انهيار ما تبقى من الاتفاق النووي.

وفي هذا السياق، أشار رويوران إلى أن "إيران ليست في موقف ضعف، بل تملك أوراق ردع حقيقية، والرد على أي عدوان سيكون غير تقليدي ويصل إلى عمق الكيان الإسرائيلي"، مضيفًا أن "أي اعتداء على إيران سيفتح جبهة واسعة لا يمكن لأحد التنبؤ بمآلاتها".

الوكالة في مأزق.. مراقب أم طرف سياسي؟

التساؤل الأكبر الآن يتمحور حول دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية: هل ما تزال تقوم بواجبها كجهة فنية محايدة، أم تحوّلت إلى أداة في لعبة الكبار؟
وفقًا لرؤية رويوران، فإن "الوكالة باتت تتأثر بشكل واضح بإملاءات الولايات المتحدة والضغط الإسرائيلي، وهو ما يقوّض حياديتها".

ويضيف: "إذا كانت الوكالة تُصدر بياناتها استنادًا إلى تسريبات غير موثوقة، فما الفرق بينها وبين الصحافة الصفراء؟".

صراع الروايات.. والخوف من الحسابات الخاطئة

في زمن التسريبات والحروب السيبرانية والضغوط الاستخباراتية، باتت الحقيقة ضحية أولى في صراعات كبرى تتقاطع فيها المصالح والأجندات. تسريبات غامضة أشعلت فتيل الغضب، وتهديدات صريحة قد تتحول في أية لحظة إلى فعل عسكري مدوٍ.

وفي خضم كل هذا، يبقى السؤال الأهم: هل تتحول هذه الوثائق إلى "كاسيت كولن باول" جديد يُستخدم لتبرير عمل عسكري واسع؟ أم ينجح العقلاء في تفكيك الأزمة قبل انفجارها؟.

وبين رواية إسرائيلية مدججة بالتهديدات، ورؤية إيرانية تتحدث عن مؤامرة، يتأرجح العالم من جديد على شفا أزمة نووية جديدة، قد تكون أخطر من سابقاتها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق