نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أصغر متبرعة بالدم في دبي: جيلنا منفتح على القضايا الإنسانية, اليوم الأحد 15 يونيو 2025 12:22 صباحاً
«أنقذتِ حياة طفل».. بهذه العبارة البسيطة والعميقة، همست ممرضة في أذن نور عثمان بن هندي، عقب تبرعها الأول بالدم، لتزرع في قلبها شعوراً لا يُنسى بأن ما قامت به لم يكن مجرد تبرع بالدم، بل حياة مُنحت لمريض.
تلك اللحظة كانت نقطة التحول في حياة نور، فالفتاة الإماراتية البالغة 17 عاماً، والتي أصبحت أصغر متبرعة بالدم في إمارة دبي، لم تكن تسعى للظهور، بل دفعتها رغبتها الصادقة لأن تفعل شيئاً حقيقياً، كما تقول، فوجدت نفسها تُلهم كثيرين من حولها.
وأكدت نور لـ«الإمارات اليوم»: «جيلنا منفتح على القضايا الإنسانية».
وبإحساس عميق بالمسؤولية المجتمعية والرغبة في رد الجميل للوطن، وكل من يعيش على أرضه، خطت نور خطوة فارقة نحو الإنسانية، ومنحت جزءاً من دمها لشخص لا تعرفه، لتصبح بذلك مصدر عطاء وإلهام.
وقالت بعد تكريمها من حملة «دمي لوطني» كأصغر متبرعة بالدم، إنها كانت تشعر بخوف وألم بسيط أثناء التبرع، لكنها سرعان ما تمتلئ بالسعادة والشعور بالمسؤولية كلما تذكرت أن الدم الذي تبرعت به يمكن أن يُحدث فارقاً في حياة شخص آخر. وأضافت: «10 دقائق قد تمنح شخصاً ما حياة جديدة، يأمل أن يعيشها». وأكدت والدتها أن «تبرع نور بالدم كان مفاجأة لنا جميعاً، خصوصاً أن المبادرة نابعة منها شخصياً، فهي لم تتلق أي توجيه، ومن الرائع أن تشعر بهذا النوع من المسؤولية والتعاطف مع مجتمعها ووطنها في هذا العمر المبكر، ودعمها لحملات التبرع بالدم يعكس قيماً إنسانية عظيمة نشأت عليها، ونحن كعائلة نعتز ونفتخر بما قامت به، كما نفخر بانتمائنا لهذا الوطن الذي يزرع في أبنائه القيم النبيلة، وحب العطاء وروح المبادرة».
وأوضحت نور أنها تبرعت بالدم لأول مرة خلال فعالية نظمتها مدرستها، بمناسبة «اليوم العالمي للتبرع بالدم».
واستعادت التجربة قائلة: «كنت قلقة في البداية، لكن بعد ثوانٍ شعرت بالهدوء، التجربة لم تكن مخيفة كما توقعت على الإطلاق، وكان الجميع مطمئناً ومشجعاً، فزالت مخاوفي بسرعة».
وأكدت أن الكلمات التي قالتها لها الممرضة بعد انتهاء التبرع لم تغب عن ذهنها: «ربما أنقذتِ حياة طفل»، وهي تصف شعورها في تلك اللحظة، قائلة: «شعرت بأن الموقف أصبح واقعياً وشخصياً، وأن ما قمت به قد يصنع الفارق».
وعن الدافع وراء التبرع بالدم على الرغم من صغر سنها، قالت إن رغبتها في التبرع كانت نابعة من إحساس داخلي لديها بالمسؤولية تجاه المجتمع والوطن، مؤكدة أن التبرع بالدم جزء بسيط لرد الجميل للوطن، ولكل من يعيش على أرضه، كما أن تبرعها أثّر بشكل كبير في من حولها.
وقالت: «بعد التبرع بدأ بعض أصدقائي يطرحون الأسئلة ويُبدون اهتماماً بالتجربة، وهذا أسعدني كثيراً».
وبعد الاعتراف بها كأصغر متبرعة بالدم، تلقت نور إشادة كبيرة من المحيطين بها ومن جهات مختلفة، حيث عبّر كثيرون عن إعجابهم بقدرتها على تسليط الضوء على قضية إنسانية مؤثرة.
وأكدت أن عمرها لم يكن عائقاً أمام مشاركتها، بل «كان ميزة وتحدياً»، وشرحت بثقة: «أعتقد أن سني الصغيرة تمنحني فرصاً أكبر للعطاء والمبادرة، وأن جيلنا عموماً منفتح على القضايا الإنسانية، بفضل وسائل التواصل الاجتماعي والتعليم، وهذا ما يدفعنا للتحرك لخدمة المجتمع والمرضى في سن مبكرة».
وعن رسالتها لمن يخشون التبرع، قالت: «الخوف لحظة، لكن تأثيرك قد يمنح مريضاً حياة كاملة، والخوف قد يكون لثوانٍ، بينما الأثر قد يدوم لسنوات».
وعن طموحاتها المستقبلية، أكدت نور أنها ترى مستقبلها مرتبطاً بالمجالات الإنسانية: «الحمد لله الذي أنعم علي بحياة جميلة، ووطن أجمل، وأحب أن أرد الفضل بالمساعدة، حيثما أستطيع».
وأشارت إلى أنها تخرجت أخيراً في المدرسة الثانوية، وتخطط لدراسة علم النفس في جامعة زايد، كما أنها تخطط في المستقبل القريب لتنظيم حملة شبابية للتشجيع على التبرع بالدم، ونشر الوعي حول أهميته.
واقترحت نور إطلاق أسبوع وطني للتوعية يُخصص للمتبرعين من فئة الشباب، يسلط الضوء على تجاربهم، ويهدف إلى كسر الصورة النمطية والحواجز النفسية حول المشاركة في المبادرات الصحية، والتبرع بالدم في سن مبكرة، مؤكدة أن الجميع دون استثناء يجب أن يبادروا بالتبرع بالدم لمنح الأمل للمرضى، ومنحهم حياة جديدة يأملون أن يعيشوها دون قلق.
وقالت: «إذا التقيت بالشخص الذي تلقى دمي، سأقول له أنت قوي، وشرف لي أن أكون جزءاً صغيراً من استمرارك».
«والدة نور»:
• فخورة بما قدمته ابنتي نور، وتبرعها بالدم كان مفاجأة لنا، لأنه نابع منها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
0 تعليق